الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /الديار : تسريب كلام باسيل مسيء جدا لبري محاولات للتهدئة والحل في اعتذار باسيل العلني‎ ‎لم يكن يجب النزول للشارع وقطع الطرقات‎

جريدة صيدونيانيوز.نت / الديار : تسريب كلام باسيل مسيء جدا لبري محاولات للتهدئة والحل في اعتذار باسيل العلني‎ ‎لم يكن يجب النزول للشارع وقطع الطرقات‎

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / الديار : تسريب كلام باسيل مسيء جدا لبري محاولات للتهدئة والحل في اعتذار باسيل العلني‎ ‎لم يكن يجب النزول للشارع وقطع الطرقات‎

 
الديار

اجتاز لبنان امس فتنة خطيرة بعد كلام تم تسريبه ولكن بالنتيجة هو على لسان ومنسوب لوزير الخارجية اللبنانية ‏جبران باسيل، حيث قال كلاما خارجاً عن اداب الكلام باتجاه رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في خضمّ ‏محاولات كثيرة للتهدئة الاعلامية وحصول هدنة في مقدمات اخبار تلفزيون الـ ان. بي. ان. وتلفزيون الـ او. تي. ‏في منذ الخلاف على مرسوم منح ضباط 1994 سنة اقدمية‎. 


وبعد ظهور كلام الوزير جبران باسيل وانتشاره في وسائل التواصل الاجتماعي ادى هذا الكلام الى خضّة سياسية ‏كبيرة لان الكلام تجاوز الخطوط الحمر. وباتت كلمة "بلطجي" تستعمل لوصف رئيس مجلس النواب ورئيس ‏حركة امل الاستاذ نبيه بري، في سابقة خطيرة لانه عندما يقول وزير الخارجية الوزير جبران باسيل هذا الكلام ‏ضد رئيس السلطة التشريعية فماذا تقول الدول في الخارج وماذا تقول سفارات الدول الكبرى والعادية عندما تنقل ‏من بيروت كلاما عن وزير الخارجية والمسؤول عن وزارة خارجية لبنان في شأن هذا الهجوم على رئيس ‏السلطة التشريعية رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري‎. 


منذ اشهر ومنذ فترة والوزير جبران باسيل يستفز القادة السياسيين بخطابات وتصريحات عنيفة خارجة عن ‏المألوف، واصطدم الوزير جبران باسيل بالعدد الكبير من القيادات السياسية حتى الحلفاء منهم، فقال عن القوات ‏اللبنانية تعليقا على انتخابات الرئاسة وتأييد القوات اللبنانية لانتخاب الرئيس ميشال عون ان مشاركة حزب القوات ‏اللبنانية في انتخاب الرئيس ميشال عون اخرجهم من العزلة التي كانوا فيها وذلك بفضل التيار الوطني الحر. ‏وذهب الى بشري ليفتتح مركزا للتيار الوطني الحر دون لياقة الاتصال بحليفه حزب القوات اللبنانية‎. 


ثم انه بعد الانتخابات البلدية قال انه لن يجعل الوزير بطرس حرب يظهر على شرفة منزله. وادخل البلاد في ‏صراع على كل فاصلة ونقطة في شأن قانون الانتخابات النسبية والصوت التفضيلي لرسم دوائر الانتخابات على ‏قياسات وحسابات الوزير جبران باسيل‎. 
وطوال سنة و3 اشهر تصرف بصدام دائم مع قوى رئيسية وكان حزب الله من خلال ورقة التفاهم التي عقدها ‏العماد ميشال عون مع السيد حسن نصرالله يقوم بايجاد الحلول لخلافات الوزير جبران باسيل مع القيادات ‏السياسية، لكن الوزير جبران باسيل كان دائما ينطلق من خلاف الى خلاف‎. 


لكن ظهر في آخر مرحلة ان الوزير جبران باسيل يركز على الخلاف مع الرئيس نبيه بري شخصيا، ويوجه ‏انتقادات غير مباشرة له ولدوره في رئاسة المجلس النيابي وحتى داخل الحكومة مع وزراء حركة امل، وبشأن ‏المغتربين في الخارج حتى وصل الامر الى حصول انقسام مسيحي - شيعي في الخارج، بعد ان استعمل الوزير ‏باسيل وزارة الخارجية لضرب انجازات كبيرة وكثيرة قام بها الرئيس نبيه بري برعاية الجاليات اللبنانية في ‏الولايات المتحدة في ديترويت وخصوصا في افريقيا، ورغم ان المغتربين في افريقيا اكثريتهم من الجنوب اللبناني ‏فان الرئيس بري اعطى تعليمات دائمة بتسهيل مهمة الوزير جبران باسيل لكن الوزير جبران باسيل لم يأخذ هذا ‏الامر في عين الاعتبار، بل اعتبره ضعفا واستباح الجاليات واستباح انجازات الرئيس نبيه بري على صعيد ‏الاغتراب. ومع ذلك اكمل الرئيس نبيه بري اتصالاته مع الوزير جبران باسيل رغم شعوره بأن ما يقوم به الوزير ‏جبران باسيل من تصريحات واعمال تصب في خانة الاستفزاز لرئيس المجلس النيابي‎. 


اخيرا توقف الرئيس نبيه بري عن الاجتماع بالوزير جبران باسيل وجعل المفاوضات تستمر بين حركة امل ‏والتيار الوطني الحر عبر اجتماع الوزير جبران باسيل مع الوزير علي حسن خليل. ومع ذلك لم يستطع الوزير ‏علي حسن خليل الذي مارس مرونة كبيرة من التوصل الى قواسم مشتركة للتعاون بين حركة امل والتيار الوطني ‏الحر بل كان دائما يصطدم بمواقف وعناد من الوزير جبران باسيل خارج المألوف وخارج الاطار السياسي ‏المعتاد في التعاون او قواعد الخلاف بين الاحزاب‎. 


وبات الوزير جبران باسيل يعتبر ان تحالفه مع الرئيس سعد الحريري هو الاساس، وان اهم نقطة عنده هو ‏استمرار الخلاف بين الدكتور سمير جعجع والرئيس الحريري واقامة حلف بين التيار الوطني الحر وبين تيار ‏المستقبل وبالتحديد بينه - اي الوزير جبران باسيل والرئيس سعد الحريري‎. 


ثم في المرحلة الاخيرة وبعد التحضير للانتخابات النيابية قام الوزير جبران باسيل بطلب تعديلات على قانون ‏الانتخاب، ولو حصلت هذه التعديلات لادت الى تأجيل الانتخابات النيابية، فوقف الرئيس نبيه بري في وجه ‏اقتراحات التعديلات لان الرئيس بري مصر على اجراء الانتخابات في وقتها، كونها محطة اساسية لممارسة ‏الديموقراطية من قبل الشعب اللبناني، وبعد تمديد مرتين للمجلس النيابي‎. 


وهنا تجدر الاشارة الى ان فخامة الرئيس العماد عون كان دائما ضد التمديد للمجلس النيابي، لكن وهذا موقف يشهد ‏اللبنانيون للرئيس العماد ميشال عون عليه، لكن هذه المرة التعديلات التي طرحها الوزير جبران باسيل كادت ‏تطيح بالانتخابات النيابية، وتصرف الوزير جبران باسيل على قاعدة كأنه يحضّر لانتخابات رئاسة الجمهورية ‏المقبلة، وكيف يقوم بترتيب التحالف مع الرئيس سعد الحريري وقوى اخرى والحصول على كتلة نيابية كبيرة ‏تحضيرا لمعركة رئاسة الجمهورية، كأنه المرشح الجاهز لمنصب رئاسة الجمهورية‎. 


ومن خلال تحويل الملفات من قبل فخامة الرئيس ميشال عون الى الوزير جبران باسيل للمعالجة والتنسيق مع ‏حزب الله وحركة امل والرئيس سعد الحريري وبقية القيادات السياسية اصبح الوزير جبران باسيل يشعر بغرور ‏ادى به الى الوقوع بأخطاء كثيرة وبخلافات كبيرة مع اطراف رئيسية في البلاد‎. 


لم يفهم احد لماذا هذا الاصرار على الخلاف والاصطدام من قبل الوزير جبران باسيل مع رئيس المجلس النيابي ‏الاستاذ نبيه بري، واذا كان الرئيس نبيه بري قد بنى تراكما ايجابيا لقيادته ورئاسته للمجلس النيابي، فان دور ‏الوزير جبران باسيل هو في التعاون مع الرئيس بري وليس في خطة تشمل الساحة اللبنانية الى ساحات الاغتراب ‏للاصطدام بكل القرارات او الانجازات او الخطوات التي قام بها الرئيس نبيه بري‎. 
وفي نهاية الامر ابتعد الرئيس بري عن اي اتصال مع الوزير جبران باسيل لانه شعر ان الخلاف آتٍ وسيكبر، ‏وهو لا يريد ان يكبر الخلاف. وشعر ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يترك الوزير جبران باسيل ‏يتصرف على هواه، مع العلم ان العلاقة يجب ان تكون بين فخامة رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري رئيس ‏السلطة التشريعية على افضل حال، انما تصريحات واعمال الوزير جبران باسيل ادت الى تردي العلاقة بين ‏رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب‎. 


طفح الكيل في شأن اقتراح التعديلات التي قدمها الوزير جبران باسيل، فوقف الرئيس نبيه بري وقال "التعديلات ‏اصبحت وراءنا والانتخابات امامنا". ومع ذلك قال الوزير جبران باسيل انه قد يذهب للطعن بالقانون اذا لم تجر ‏التعديلات. لكن التهدئة قامت بها اوساط وخاصة حزب الله ادت الى تجاوز طلب التعديلات من قبل الوزير جبران ‏باسيل. وعندما حصلت الازمة مع الحريري في السعودية واتخذ العماد عون خطوات سيادية لاسترجاع رئيس ‏الحكومة سعد الحريري من الاحتجاز والاقامة الجبرية والزامه على الاستقالة قام الرئيس نبيه بري بزيارة قصر ‏بعبدا عدة مرات والتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متجاوزا ما حصل من تصريحات استفزازية ‏من الوزير جبران باسيل ضده، وعمل مع فخامة الرئيس على انهاء الازمة الكبيرة التي مر بها لبنان بسبب ‏استدعاء السعودية للرئيس سعد الحريري واجباره على الاستقالة ولولا موقف رئيس الجمهورية القوي ودعم ‏الرئيس نبيه بري له وتدخل واشنطن وباريس واوروبا لما انتهت قضية الرئيس سعد الحريري في السعودية ‏وكيفية عودته عن الاستقالة‎. 


تصريحات او تسريبات صدرت عن الوزير جبران باسيل بحق الرئيس بري وتضمنت كلاما خارجاً عن آداب ‏الكلام ومسيئة جدا كان لا بد للوزير جبران باسيل بعد ظهور الشريط والكلام عن لسانه بالصورة والصوت ضد ‏الرئيس نبيه بري بكلام مسيء للغاية من ان يقوم بالاعتذار. لكنه غاب عن السمع وغاب عن اي تفاوض سياسي ‏لمعالجة الازمة السياسية الكبرى التي نتجت عن مهاجمة وزير مسؤول في الدولة اللبنانية وهو وزير الخارجية ‏ضد رئيس مجلس النواب وهو رئيس السلطة التشريعية، والاساءة الى الرئيس بري من وزير الخارجية امام ‏سفارات الدول وعلى المستوى الخارجي كون الوزير جبران باسيل يمثل السياسية الخارجية للبنان وهو الذي ‏يتعاطى مع سفراء دول العالم في بيروت ويتعاطى مع السفراء اللبنانيين في الخارج‎. 


والصورة التي نتجت عن تصريحات الوزير جبران باسيل ضد الرئيس نبيه بري على المستوى الخارجي ‏والمستوى الدولي، تضامنت كتل ونواب كثيرة وجهات مع الرئيس نبيه بري ولم يعلن اي تصريح الرئيس بري ‏حتى ليل امس، لكن اذا كنا نريد حلاً يتضمن شجاعة المسؤول عن اعماله، فهو ان يقوم الوزير جبران باسيل ‏بالاعتذار عن كلمة "بلطجي" والكلمات التي رافقت هذه الصفة والمسيئة جدا الى شخص الرئيس نبيه بري، لانه ‏سواء كان الانسان مسؤولا او مواطنا عاديا، فآخر متراس يتراجع عليه هو متراس كرامته، لانه لا متراس ولا ‏حاجز بعد مسّ الكرامة، فما من تعويض في العالم يؤدّي الى اصلاح الاساءة الى كرامة شخص مسؤول او ‏مواطن، فكيف اذا كان الامر على مستوى رئيس حركة نضالية ناضلت طوال عقود من الزمن وترأست حركة ‏قاومت في الجنوب وعملت في ذات الوقت على الوحدة الوطنية وكذلك شخصية ترأست المجلس النيابي على مدى ‏دورات عديدة لرئاسة المجلس النيابي بحجم الرئيس نبيه بري‎. 


لم يعد يستطيع الرئيس نبيه بري التراجع والسكوت، ولم تعد تستطيع قيادة حركة امل التراجع عن مس كرامة ‏رئيسها، وحتى المجلس النيابي لم يعد يستطيع التراجع امام الوصول الى مس كرامة رئيسه، فقد يتراجع الرئيس ‏نبيه بري امام قرار في شأن التنقيب عن النفط في قطاع رقم 10 او رقم 5 او رقم 6، وقد يتراجع عن بعض ‏التعيينات وقد يتراجع عن مشروع يريد تنفيذه الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة وفق رغبته لكن الرئيس نبيه ‏بري لا يستطيع التراجع بعدما تم المسّ بكرامته، فماذا عند الرئيس بري بعد الكرامة الشخصية‎. 


فلا شيء يقوم بالتعويض له بعد ضرب كرامته بكلام مسيء بهذا الشكل وانتشاره على الساحة اللبنانية، وكان من ‏الواجب ان يقوم الوزير جبران باسيل بسرعة بلملمة الموضوع واعلان اعتذار علني منذ الصباح للشعب اللبناني ‏وبشجاعة المسؤول يعلن هذا الاعتذار وكانت القضية كلها انتهت ولم يتعرض لبنان الى قطوع اجتازه بفعل تدخل ‏كافة القوى ومع ذلك ادى الى ضرر في البلاد من اطلاق النار وقطع الطرقات والنزول الى الشارع‎. 


في المقابل، مع ان قيادة حركة امل اعلنت ان النزول الى الشارع والهجوم على مركز التيار الوطني الحر في سن ‏الفيل في مبنى الشالوحي وكذلك قطع الطرقات واطلاق الرصاص لم يكن بقرار مركزي، بل على العكس اعطى ‏بري توجيهاته وتعليماته لتهدئة جمهور حركة امل وعدم القيام بردات فعل في الشارع، وبالفعل ما ان كانت ‏الطريق يتم قطعها حتى يعاد فتح الطريق بعد نصف ساعة نتيجة التعليمات من بري‎. 


لكننا نقول انه في كل الاحوال ليس مسموحا ان تحصل ردة الفعل التي حصلت في الشارع من قطع طرقات ‏واطلاق رصاص والهجوم على مركز التيار الوطني الحر لان لبنان يجب ان يكون قد اجتاز هذه المرحلة، وكان ‏من المفروض من كل المسؤولين في حركة امل وضع كل طاقاتهم لالزام جمهور الحركة بعدم قطع الطرقات او ‏مهاجمة مركز للتيار الوطني الحر لان ذلك اساء الى الاستقرار في لبنان وجعلنا بلداً غير ديموقراطي وادى الى ‏اعطاء صورة عن اهتزاز الوضع الامني في لبنان ونحن في لبنان نتفاخر ويتفاخر الجميع بأن الاستقرار الامني ‏استطاع لبنان تأمينه والحفاظ عليه من خلال القوات المسلحة من جيش وامن داخلي واجهزة امن بقيادة مجلس ‏الدفاع الاعلى وكافة القوات المسلحة والوزراء المختصين حتى استطاع لبنان ان يكون اكثر امنا من فرنسا ومن ‏الولايات المتحدة ومن روسيا وبطبيعة الحال من مصر والدول العربية، وحتى من الدولة العدوة الديكتاتورية التي ‏تقمع بالقوة وبالوحشية كل شيء وهي اسرائيل فان امن اسرائيل يهتز كل يوم نتيجة انتفاضة الشعب الفلسطيني، ‏لكن لبنان في ظل حرب مستعرة في سوريا وعدوان اسرائيلي مستمر على الشعب الفلسطيني وهجوم تركي على ‏الاراضي السورية ووجود اميركي على الارض السورية دون مبرر وسبب بل هو احتلال اميركي ووجود قواعد ‏روسية في سوريا استطاع لبنان تأمين الاستقرار الامني وكان مثالا للدولة المستقرة امنيا ليس في المنطقة بل في ‏العالم كله‎. 


وان فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لعب دورا كبيرا في رعاية تأمين الاستقرار الامني في لبنان من ‏خلال موقعه لرئاسة الجمهورية او كرئيس لمجلس الدفاع الاعلى او اتصالاته المستمرة بالجيش والامن الداخلي ‏والاجهزة الامنية. ولا ننكر بقية الادوار ومنها دور الرئيس نبيه بري في هذا المجال، انما الذي حصل امس كان ‏قطوعا اجتازه لبنان ولا يجب ان يتكرر‎. 


فيجب ان نقول ان لبنان انتهى من مرحلة قطع الطرقات واحراق الدواليب واشعال مكعبات النفايات واطلاق ‏الرصاص والهجوم على مركز حزبي وتحريك عواطف مذهبية وطائفية لان هذا الامر شبع منه اللبنانيون ‏واصبحنا في بلد مستقر ولديه قواه العسكرية والامنية للحفاظ على الاستقرار‎.‎

2018-01-30