الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /تنويه أميركي ثانٍ بالجيش اللبناني... قدراته تقوّض رواية حزب الله

من معركة فجر الجرود.

جريدة صيدونيانيوز.نت / تنويه أميركي ثانٍ بالجيش اللبناني... قدراته تقوّض رواية حزب الله

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان والعالم / تنويه أميركي ثانٍ بالجيش اللبناني... قدراته تقوّض رواية حزب الله

موناليزا فريحة المصدر: "النهار"

للمرة الثانية في أسبوع، توجه واشنطن رسائل ايجابية الى الجيش اللبناني. فبعد أيام من ابداء قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل ثقة واشنطن بالمؤسسة العسكرية اللبنانية، مؤكداً أن "الولايات المتحدة هي شريكها الامني الاول"، لم يتوان المستشار البارز في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية الاميركية لي ليتزنبرغ عن اعتبار الشركة الامنية الاميركية مع لبنان نموذجاً للنجاح الذي حققته المساعدة الامنية الاميركية في المنطقة.

 فمنذ هجمات 11 أيلول 2001، ركزت الاستراتيجية الامنية الاميركية على بناء القدرات العسكرية لحلفائها الدوليين في محاولة للدفع بأهداف مشتركة ومواجهة التهديدات. لكن نتائج هذه المقاربة بدت متفاوتة في الشرق الاوسط، الامر الذي اثار استياء في واشنطن حيال المساعدة الامنية للمنطقة، وخصوصاً بعدما أدى التمويل ونقل الاسلحة الى شركاء غير حكوميين الى نتائج غير محسوبة. ولهذا السبب، أعادت واشنطن تقويم المساعدة الاميركية لمصر وباكستان والفلسطينيين. 

وفي محاولة لاعادة ا تقويم شاملة للمساعدة الامنية الاميركية للشرق الاوسط، استضاف "معهد الشرق الاوسط" في واشنطن حلقة نقاشية تحدث فيها المستشار لي ليتزنبرغ عن احتمالات الاصلاح لهذه الاستراتيجية في "منطقة معقدة جداً ومتنازع عليها".

وفي كلمته، حرص المسؤول الاميركي على اعتبار الجيش اللبناني نموذجاً لنجاح الشركة الامنية مع المنطقة. وقال إن " شركتنا الامنية مع لبنان هي نموذج للنجاح الذي حققته مساعدتنا الامنية في المنطقة حيث دعمنا حليفاً لتشجيع الاستقرار الامني وتقليص التهديد من لاعببن غير حكوميين". ورأى أن المؤسسة العسكرية اللبنانية برزت في السنوات الاخيرة مؤسسة مدربة جيداً ومجهزة جيداً وقوة قتالية تتمتع بقدرات كاملة، ويعتبرها لبنانيون كثر المدافع الوحيد الشرعي عن لبنان، معتبراً أن الفضل في جزء كبير منه يعود الى المساعدة الاميركية، وخصوصاً مع تقديم واشنطن نحو 1,7 مليار دولار كمساعدات أمنية منذ 2006.

وحققت هذه الشركة والاسثتمار الطويلي الامد مكاسب ضخمة بحسب ليتزنبرغ لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، قائلاً: "منذ بداية الحرب السورية، قاتل الجيش اللبناني بشجاعة ضد "داعش" و"القاعدة" وصد عمليات تسلل سورية الى الاراضي اللبناني".

وذكر خصوصاً بعملية "فجر الجرود" التي نفذها الجيش الصيف الماضي في رأس بعلبك والتي أنهت وجود التنظيم الجهادي داخل الاراضي اللبنانية. وفي رأيه أن "هذه العملية أثبتت حرفية القوات المسلحة اللبنانية وعزمها وقدرتها القوية، وكل ذلك عززته ولا تزال التدريبات والمعدات الاميركية". ومن انجازات المساعدة الامنية أيضاً أن الشعب اللبناني بات يشعر بالقدرات الجديدة للجيش التي تقوض الرواية الخاطئة ل"حزب الله" والقائلة بأنه الوحيد القادر على توفير الامن للبنان.

وإضافة الى تعزيز حرفية الجيش اللبناني، وفرت الولايات المتحدة 60 مليون دولار لتنظيف الالغام غير المنفجرة الباقية من النزاعات الكثيرة التي شهدها لبنان.وهذا الامر مكن مركز الاعمال المتعلقة باللغام من لتعزيز وبناء قدراته. وحتى أن لبنان بات يعتبر مركزاً اقليمياً رئيسياً لتعزيز القدرات الرامية الى تدمير الاسلحة التقليدية عبر المنطقة. وهذا نموذج آخر لنجاح المساعدة الامنية.

وفي حلقة نقاشية عنوانها: "تحديات وفرص للمساعدة الامنية الاميركية للشرق الاوسط"، تحدثت مارا كارلين، الزميلة غير المقيمة في معهد "بروكينغز" والتي عملت مع آخر 5 وزراء دفاع اميركيين، وساهمت في برامج بناء جيوش عدة بينها الجيش اللبناني، عن تطور قدرات القوات العسكرية اللبنانية.

مصلحة أميركا

وبصفة كونها إحدى مهندسات الجهد الاميركي لتدريب الجيش اللبناني وتجهيزه، قالت إنها غالباً ما تُسأل عن سبب اصرار الحكومة الاميركية على هذا الجهد. وتضيف: "الجواب بسيط. من مصلحة الولايات المتحدة أن يحارب الجيش اللبناني الجهات الشائنة عندما يكون مستعداً لذلك، ومن دون مساعدة أميركية، ستكون قدرته على ذلك محدودة".

 

 بالنسبة اليها تغير الوضع كثيراً مذ بدأت زيارة لبنان، قبل 15 سنة عندما كانت ثمة اشارات قليلة تدل على الجيش اللبناني. فعندما باشرت الولايات المتحدة بناء القوات العسكرية اللبنانية بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، كانت القوة كبيرة وغير عملية وكانت هيكليتها ثقيلة وتفتقر الى المعدات الاساسية وتنفق نحو 90 في المئة من مواردها على الموظفين. ولكن مذذاك، انتشر الجيش على أكثر المناطق اللبنانية وبدا اتخاذ خطوات مهمة، وصارت لديه ذخائر . ومع ذلك، تقر بأن لا أحد واهم بأن "حزب الله" أقوى وأفضل تدريباً وتجهيزاً من الجيش.

وفي شهادة لها في حزيران الماضي أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أكدت أن لا أدلة على أن الجيش اللبناني أعطى "حزب الله" أية معدات. ففي رأيها، لا يحتاج الحزب الى معدات الجيش، وخصوصاً أن الاسلحة التي يحصل عليها من ايران عبر سوريا هي أكثر تطوراً من أي معدات اعطتها الولايات المتحدة للجيش حتى الان.

و لم تخل الندوة المنعقدة في واشنطن من انتقادات للأهداف السياسية للمساعدة الامنية للجيش اللبناني. فقد سأل أحد الحاضرين الذين عرف عن نفسه بأنه من السفارة الروسية، الباحين، الا تعتقدون أن مواءمة السياسة الامنية مع الاهداف السياسية للولايات المتحدة المعادية ل"حزب الله" تساهم في تقسيم لبنان ومفاقمة التوتر في المنطقة؟

كارلين ردت بحزم مؤكدة أن لا أحد في واشنطن يعتقد أن الجهود الهادفة لبناء جيش لبناني هو جهد لاضعاف "حزب الله". تسعى واشنطن خصوصاً الى اظهار حكومة لبنان قادرة من خلال الجيش على بسط سيادتها في طريقة مسؤولة على كل الاراضي اللبنانية. ولكن بما أن "حزب الله" لا يزال قادراً على الاضطلاع بدور في القطاع الامني والخدمات الاجتماعية، "فهذا يعقد الامر للحكومة اللبنانية".

وختم مضيف الندوة مدير برنامج الامن والدفاع في معهد الشرق الاوسط بلال صعب مؤكدا أن السبب الوحيد والاهم الذي يجعل الولايات المتحدة تفضل العمل مع الجيش اللبناني هو لأنه المؤسسة الوحيدة العابرة للطوائف في لبنان. والامر لا يتعلق بتاتاً بمواجهة "حزب الله"، وإنما يندرج في اطار عملية بناء الدولة ودعم الديموقراطية في لبنان.

 

2018-03-03

دلالات: