الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /صيدا القديمة بنكهة رمضانية

صيدا القديمة بنكهة رمضانية / تصوير رافت نعيم - المستقبل

جريدة صيدونيانيوز.نت / صيدا القديمة بنكهة رمضانية

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / صيدا القديمة بنكهة رمضانية

صيدا - رأفت نعيم / المستقبل

حيثما تجولت في أحياء صيدا القديمة خلال نهارات شهر رمضان المبارك تجد أجواء الشهر الفضيل تطغى على ايقاع ونبض الحياة فيها. من حي المطران نزولاً إلى البوابة التحتا، تلاحظ حركة ناشطة باتجاه محال بيع اللحوم على اختلافها وبسطات الخضار التي تتصدر واجهاتها الأصناف التي تدخل عادة في اعداد «صحن الفتوش» الطبق الأول والملازم لمائدة رمضان، يعمد البائع مراراً لرش المياه عليها لتبقى نضرة.

ومن بوابة الشاكرية باتجاه عمق المدينة القديمة، تطالعك محال وبسطات بيع الحلويات الشعبية مثل المدلوقة والمفروكة وحلاوة الجبن والمعمول والعصائر الرمضانية على اختلافها كالجلاب والتمر هندي والسوس وقمر الدين وغيرها. وكيفما اتجهت، تجد المحال والحوانيت الصغيرة المنتشرة على جانبي الشوارع في معظم الأحياء التراثية تزدان بالسلع الرمضانية التي يزداد الإقبال عليها خلال شهر الصيام مثل الزبيب والتمر والجوز واللوز والبهارات التي تستخدم عادة في بعض الأطباق الرئيسية مائدة الإفطار. وكلما توغلت في عمق المدينة القديمة ترافقك روائح الأطعمة التي تتقاسمها البيوت المتداخلة مع بعضها البعض في الأبنية القديمة.

المقاهي التي تجاور أو تتوسط بعض الساحات التراثية أو داخل بعض الأحياء القديمة تتحضر بدورها خلال النهار لإستقبال روادها ليلاً، فتتزود بكل ما يطلبه الصائم من أصناف مأكولات وحلويات من فترة الإفطار وحتى فترة السحور وما بينهما من سهرات رمضانية تطغى عليها الأجواء التراثية وتؤانسها الفوانيس الرمضانية ترتفع على واجهات بعض المحال والبيوت وتتكامل مع الأضواء والزينة الرمضانية التي تتلألأ بها المدينة القديمة هذا العام بعدما اخذت البلدية على عاتقها تأمين التيار الكهربائي ليلاً في تلك الأحياء القديمة طوال الشهر المبارك.

لا تقتصر حركة المدينة القديمة نهاراً في رمضان على القاطنين داخلها، بل هي تستقطب الزوار من خارجها وحتى من خارج صيدا يقصدونها للتزود بكل السلع والأطعمة والحلويات اللازمة لتحضير مائدة الإفطار والسحور.

خلال فترتي الظهر والعصر، يكاد معظم الحراك اليومي في أحياء صيدا القديمة يتركز في المساجد ومحيطها، حيث يفضل كثيرون تمضية هذا الوقت في الصلاة والعبادة وقراءة القرآن.

مع اقتراب موعد الإفطار، تنشط الحركة في أحياء المدينة القديمة الكل في سباق مع الزمن لتحضير مائدة الإفطار ومستلزماتها، ولعدة السهرة ما بعد التراويح. حتى إذا ما دنا وقت آذان المغرب وجدت الشوارع والأحياء قد خلت أو تكاد من المارة ليسودها ما بعد الآذان سكون نسبي تخرقه بين الحين والآخر أصوات «أوركسترا» مائدة الإفطار اليومية.

2018-05-24

دلالات: