الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام ومقالات /6 علامات لتماسك أسرتك أو تفككھا

الصورة عن : /kenanaonline.com

جريدة صيدونيانيوز.نت / 6 علامات لتماسك أسرتك أو تفككھا

صيدونيانيوز.نت/ أقلام ومقالات / 6 علامات لتماسك أسرتك أو تفككھا

ھل ھذه العائلة التي سأعرضھا علیكم متماسكة ومستقرة أم مفككة؟

تعرفت على عائلة، الأب فیھا مشغول بتجارته وجمع المال للأسرة، والأم لدیھا مشروع تجاري تبیع الحلویات من خلال الشبكات الاجتماعیة، ولدیھما أربعة أبناء، أكبرھم عمره 16 سنة وأصغرھم 4 سنوات، لا یجتمعون على وجبة بالیوم وقلیلا ما یجلسون مع بعضھم، ونادرا ما یتحدث الأب مع أبنائه، والأم تتابع الأبناء من خلال العاملة في المنزل وأحیانا تجلس مع الأبناء.

قد یظن الأب أنه إذا جمع مالا كثیرا وتظن الأم أنھا إذا انشغلت عن تربیة أبنائھا بعمل مشروع تجاري على الشبكات الاجتماعیة وفوضت العاملات والمدارس والحضانات بتعلیم أبنائھا وتربیتھم فھذا یعني أنھم أسرة مستقرة ولیست مفككة، إن مفھوم تفكك الأسرة صار مختلفا الیوم مع التطور التكنولوجي وتسارع الزمن، فقد تكون أسرة مطلقة ولكنھا مستقرة، وقد تكون أسرة لیست مطلقة وتسكن في بیت واحد ولكنھا أسرة مفككة!

ولھذا فإننا نطرح سؤالا مھما في ھذا المقال وھو كیف نستطیع أن نحكم على أسرة بأنھا مستقرة أو مفككة؟

والجواب على ھذا السؤال بخمس علامات وھي:

الأولى وجود الأمن العاطفي والجسدي في الأسرة، وھذا یعني أنه عندما یعیش أحد أفراد الأسرة في البیت ویشعر بالراحة والطمأنینة  وأنه لا یتصنع أو یجامل، وإنما یعیش نفسه كما ھي ویكون مرتاحا في التعامل مع أفراد الأسرة، فلا یخاف من الغضب ولا یعاني من القلق،

والعلامة الثانیة ھي وجود الدعم الإیجابي في الأسرة، وھذا یعني سماع الكلمات الإیجابیة لدعم الزوجین لبعضھما البعض ودعم الوالدین للأبناء بالمدح والثناء على إنجازاتھم، أو محاربة النفسیة التشاؤمیة أو السلبیة من خلال التوجیه والنصیحة لتعیش الأسرة في التفاؤل حتى في حالة الفشل أو المرض أو وجود مصیبة أو ابتلاء،

والعلامة الثالثة ھي وجود نظام وقواعد ثابتة في الأسرة ویتم الاتفاق بین الزوجین على ھذه القواعد وتطبیقھا على أفراد الأسرة، مثل الحرص على الصلاة في وقتھا والاھتمام بالتعلیم والتفوق الدراسي ومعرفة أوقات الطعام والراحة ونظام للصداقة ونظام التعامل مع الشاشات والھواتف النقالة وھكذا،

والعلامة الرابعة ھي وجود تواصل سلیم وصحي بین أفراد الأسرة من خلال الحدیث والحوار مع بعضھم البعض، ففي الأوقات الجیدة یتحدثون مع بعضھم وفي الأوقات الصعبة والتوتر یحسنون استیعاب بعضھم البعض إلى أن یتجاوزوا المشكلة، وھذا یتطلب تشجیع أفراد الأسرة على التعبیر عما في نفوسھم ومساعدتھم على ذلك والالتزام بآداب الحدیث من استماع جید وعدم المقاطعة، ووجود الأحادیث الفكاھیة والممتعة عند اجتماع العائلة،

والعلامة الخامسة وجود المحبة والتضحیة بین أفراد الأسرة سواء أكانت بین الزوجین أو مع الأبناء وإظھار ھذه المشاعر في الأسرة من خلال الاھتمام والحوار والمساعدة وتقدیم الدعم المالي أو المعنوي.

فھذه ھي العلامات الخمس لو وجدت في أي أسرة فإننا نحكم على ھذه الأسرة بأنھا مستقرة ولیست مفككة حتى ولو كانت الأسرة مطلقة أو كانت ظروف عمل الزوج أنه كثیر السفر أو كان أحد الأبناء من ذوي الاحتیاجات الخاصة، وقد رأیت كثیرا من الأسر یسكنون في بیت واحد ولكنھم أسرة مفككة؛ لأن ھذه العلامات الخمس غیر متوافرة، وھي عدم وجود أمن عاطفي وجسدي وعدم وجود دعم إیجابي وعدم وجود نظام یحكم الأسرة وعدم وجود تواصل وحوار صحي فیھا وفقدانھا للمحبة والتضحیة، وعندما نطبق ھذه العلامات على الأسرة الغنیة التي تحدثت عنھا في مقدمة المقال، فإن النتیجة تكون أنھا أسرة مفككة على الرغم من أنھم یعیشون مع بعض في بیت واحد ورغم أن الوالدین ناجحان في الحیاة،

فإذا أضفنا لھذه العلامات الخمس علامة سادسة وھي الأھم بأن یكون للأسرة مرجع یرجعون إلیه وقت الخلاف والاختلاف ویكون ھذا المرجع ھو البوصلة التي یحتكمون لھا ویطبقونھا، فإن ھذه الأسرة تكون سعیدة ومستقرة، وھذا المرجع ھو كتاب الله تعالى وسنة رسوله علیه أفضل الصلاة والسلام.

 

2019-01-22

دلالات: