الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /المفتي سوسان بذكرى الاسراء والمعراج : نتمنى على كافة السياسيين معالجة الفساد الاداري ووقف الهدر المالي بدون كيديه او إنتقائية

جريدة صيدونيانيوز.نت / المفتي سوسان بذكرى الاسراء والمعراج : نتمنى على كافة السياسيين معالجة الفساد الاداري ووقف الهدر المالي بدون كيديه او إنتقائية

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / المفتي سوسان بذكرى الاسراء والمعراج : نتمنى على كافة السياسيين معالجة الفساد الاداري ووقف الهدر المالي بدون كيديه او إنتقائية 

جريدة صيدونيانيوز.نت / www.sidonianews.net

المكتب الاعلامي / دار الفتوى - صيدا 

وجه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان كلمة عشية ذكرى الاسراء والمعراج تمنى فيها على كافة السياسيين اللبنانيين الشرفاء أن يكونوا على مستوى المسئولية الوطنية التي تلزمهم بلجم الخلاف والاختلاف و معالجة الفساد الإداري ووقف الهدر المالي و غيره ، بدون كيدية أو انتقائية لأن محاربة الفساد ليست شعارا يُطلق لاستقطاب الجمهور و اكتساب التأييد ، و ليست أداة للتهويل أو للتهجم و الإتهام ، كما أنها لا يمكن أن تكون استنسابية أو مزاجية أو فئوية ، مواجهة الفساد تعني حماية الوطن من الانهيار ، والإقتصاد من التراجع ، و حماية الثروة الوطنية و المال العام من وضع اليد و استغلال مرافق الدولة البرية و البحرية و الجوية بدون وجه حق  ، مواجهة الفساد لا يمكن أن يكون بإطلاق الإتهامات بل بتقديم الوثائق والمستندات الرسمية ، و أن تكون محاربة الفساد شاملة لجميع الحقبات بعد اتفاق الطائف .

وجاء في نص الكلمة ما يلي :

الحمد لله الكبير المتعال ، القادر المقتدر ، أكرم رسوله بمعجزة الإسراء والمعراج خرق له فيها قوانين الأرض والسماء ، ليريه من آياته الكبرى ، ويفرض عليه اقدس العبادات واقربها الى الله تعالى ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، واماما للمتقين وحجة على العباد اجمعين، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه الذين حفظوا عهده ، ووفوا بميثاقه ، واستقاموا على طريقته ، ولم يُهملوا شريعته، رضوان الله وسلامه عليهم اجمعين.         

وبعد:

كانت معجزة الاسراء والمعراج نعمة من نعم الله تعالى وفضله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخصوصية اختصه الله تعالى بها دون سائر الأنبياء والمرسلين.

هذه المعجزة النعمة كانت قبل الهجرة النبوية وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب الخير، وكانت بعد ان قاسى النبي صلى الله عليه وسلم ما قاس وعا.نى ما عانى من قريش وسفهائها وذلك بسبب فقد زوجه خديجة التي كفلت له الراحة والهدوء والاستقرار داخل المنزل، وَكَانَتْ لَهُ وَزِيرَة صِدْق عَلَى الْإِسْلَام يَسْكُن إِلَيْهَا . وفقد عمه أبا طالب الذي كان يؤمن له الحماية والامن الخارجي فقد كاَن أَبُو طَالِب لَهُ عَضُدًا وَنَاصِرًا عَلَى قَوْمه، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو طَالِب نَالَتْ قُرَيْش مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَذَى مَا لَمْ تَطْمَع بِهِ فِي حَيَاة أَبِي طَالِب ، حَتَّى اِعْتَرَضَهُ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَاء قُرَيْش فَغَمَرَ عَلَى رَأْسه تُرَابًا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والله ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات ابو طالب)

 نعم لقد واجه النبي بعد وفاة زوجه خديجة وعمه أبي طالب أعتى وأشد صور التكذيب لدعوته ، والاستهزاء بشخصه ، والايذاء له ولأصحابه فقرر ان ينطلق الى ثقيف عند أهل الطائف عَلَه يجدُ نصيرا لدعوته لكنه لم يجد منهم الا السوء والإيذاء فسلطوا عليه عبيدهم وسفهائهم  يرمونه بالحجارة حتى أدموا قدميه، وما زاد من ايلامه ان الناس قد رفضوا هدي السماء ونور الحق  فوقف موقف الضارع الى ربه بعد ان أعيته الأسباب وفقد النصير من الناس وقال  (اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس انت ربي ورب المستضعفين...)

استجاب الله لدعاء نبيه فأراد ان يعوضه عن جفاء الناس وقسوتهم في الأرض بحفاوة الملأ الأعلى، وسيريه ربه  من آياته الكبرى ما يثبت به فؤاده ويعينه على اداء رسالته فجاءت معجزة الاسراء والمعراج.

أيها الاخوة:

الإسراء والمعراج  لم يكن إلاَّ درجة من درجات التكريم، ووسيلة من وسائل التثبيت، ولونًا من ألوان الاختبار، تجلَّى به على عبده ونبيِّه، وأسبغ عليه مِن بحار الفيض والإمداد ما تمكَّن به في مدَّة وجيزة أو ساعات معدودة أن يكشف عن طريق المعاينة كثيرًا من آيات ربِّه الكبرى ، وعجائبه في أرضه وسمائه .

أَسْرَى به من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بفلسطين من بلاد  الشام ليلا، ثم عرج به من أرض القدس إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى، إلى حيث شاء ربُّ العزَّة والملكوت أن يُريه من آياته الكبرى   حتى يملأ قلبه ثقة فيه واستنادًا إليه, وحتى يزداد قوة في مهاجمة سلطان الكفر القائم في الأرض.

 

يقول العلامة الندوي رحمه الله : «لم يكن الإسراء مجرد حادث فردي بسيط رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السماوات والأرض مشاهدة وعيانًا، بل زيادة إلى ذلك, اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معانٍ دقيقة كثيرة، وشارات حكيمة بعيدة المدى: فقد ضمت قصة الإسراء، وأعلنت السورتان الكريمتان اللتان نزلتا في شأنه تسميان (الإسراء) , (النجم) أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في شخصه وفي إسرائه مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى، وصلى بالأنبياء خلفه، فكان هذا إيذانًا بعموم رسالته وخلود إمامته وإنسانية تعاليمه، وصلاحيتها لاختلاف المكان والزمان.

في ليلة الإسراء والمعراج شرعت الصلوات الخمس لم يفرضها الله كما فرض غيرها من الواجبات والأركان، وإنما فرضها في كوكبة من الملأ الأعلى، وفي جذوة من الإشراق والأنوار؛ تنويهًا بشأنها، ورمزًا لمكانتها.و ذلك  لتكون معراجا يرقى بالناس كلما تدلت بهم شهوات النفوس وأعراض الدنيا، إن الصلوات التي شرعها الله هي معراج إلى طهارة الروح لكل مؤمن ، يقف بين يدي ربه و روحه تعرج إلى الخالق البارىء قيوم السموات و الأرض  يقول النبي صلى الله عليه و سلم : ((أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ)) .   

فهي باختصار صلة بين العبد وربه، تُقوَّي إيمانه، وتدعَّم يقينه، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر ، يؤديها بقلب خاشع لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ، فمن شاء أن يسري به ربُّه، وأن تعرج به ملائكة الرحمة، فليحافظ عليها، وليُدِمْ مناجاة ربِّه بها، وليُحسن وقوفه بين يديه:

 أيها الأخوة:في ليلة الإسراء و المعراج نعلن أن قضية المسلمين الأولى هي قضية فلسطين هي قضية القدس الشريف وقضية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين•الذي يعاني من المخطاطات الصهيونية النازية المتواصلة لإسكات الآذان و تقسيم المسجد مكانيا وزمانيا في اطار تهويد المدينة المقدسة و تغيير الطابع العام للقدس الشريف و صبغها بمعالم يهودية تلمودية غريبة عن عروبتها الإسلامية والمسيحية من خلال بناء الكُنس و الحدائق التلمودية و البؤر و التجمعات الإستيطانية لتصبح القدس الشريف يهودية لليهود دون غيرهم إن القدس وفلسطين أرضا و شعبا و مؤسسات هي عربية لا يحق لأي قوة أن تُغير هذا الواقع و إن الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية الإسلامية والمسيحية هي المؤتمنة على القضية الفلسطينية

لذلك وامام هذه الهجمة الصهيونية الشرسة لابتلاع القدس، وتهويدها، وسلخها من جلدها العربي والإسلامي ،و تدمير المسجد الأقصى المبارك

مدعوما بالقرار الأمريكي الظالم ، أن القدس الشريف عاصمةً للكِيان الصهيوني مما يؤجّج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، و المسيحيين ويهدد السلام العالمي، ويُعزّز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.

أتوجه الى اخواني الفلسطينيين سواء كانوا على ارض فلسطين المحتلة او الضفة او غزة هاشم او في مخيمات الشتات بضرورة العمل على وحدة الكلمة ورص الصفوف ولم الشمل، وان نتعالى جميعا على الجراح•

ولنستعيد الوحدة الوطنية ولنضع جميعا استراتيجية اقتصادية اجتماعية مقاومة ينضوي الجميع تحت لوائها صفا واحدا كالبنيان المرصوص في وجه العدو الصهيوني النازي من أجل ان نعمل بجد واخلاص على تحرير الارض من دنس العدو الصهيوني الذي يهود المقدسات ويبتلع الأرض ويدمر البيوت ويزيد المغتصبات على أرض الآباء والأجداد  وضع استراتيجية جهادية ينضوي تحت لوائها الجميع لتحرير مقدساتنا ومسجدنا الاقصى و كنيسة القيامة  وكل فلسطين من براثن الاحتلال النازي المجرم وما  ذلك على الله بعزيز

 

أيها الأخوة: إن هضبة الجولان هي أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الشرعية الدولية و إن كل الإجراآت الصهيونية بحقها باطلة ومُدانة و غير شرعية و لو دعمها و غرد لها ترمب ووقع صك هبة أرض لا يملكها لمن لا يستحقها  .

 أيها الأخوة:

نتمنى على كافة السياسيين اللبنانيين الشرفاء أن يكونوا على مستوى المسئولية الوطنية التي تلزمهم بلجم الخلاف والاختلاف و معالجة الفساد الإداري ووقف الهدر المالي و غيره ، بدون كيدية أو انتقائية لأن محاربة الفساد ليست شعارا يُطلق لاستقطاب الجمهور و اكتساب التأييد ، و ليست أداة للتهويل أو للتهجم و الإتهام ، كما أنها لا يمكن أن تكون استنسابية أو مزاجية أو فئوية ، مواجهة الفساد تعني حماية الوطن من الانهيار ، والإقتصاد من التراجع ، و حماية الثروة الوطنية و المال العام من وضع اليد و استغلال مرافق الدولة البرية و البحرية و الجوية بدون وجه حق  ، مواجهة الفساد لا يمكن أن يكون بإطلاق الإتهامات بل بتقديم الوثائق والمستندات الرسمية ، و أن تكون محاربة الفساد شاملة لجميع الحقبات بعد اتفاق الطائف .

الشعب بكل اطيافه يناشد الحكم و الحكومة تسريع حل المشاكل الإقتصادية و المالية و الإجتماعية و الكهربائية ومعالجة تفشي البطالة فالشعب بكل أطيافه يحتاج الأمن الإجتماعي والاستقرار الإقتصادي  ويناشد الحكومة تنفيذ اتفاق الطائف بكل مندرجاته  لانه يشكل المرجعية الأولى لاستقرار الوطن وبناء الدولة الحديثة وتثبيت وحدة المواطنين بكل أطيافهم فهو الاطار السياسي والقانوني لضمان سيادة لبنان الكاملة واستقلاله وسلامة اراضيه ووحدة شعبه ومؤسساته وتعزيز القيم الروحية الرفيعة والمثل الاخلاقية العالية.

ايها الاخوة: نناشدالدولة اللبنانية تسريع ما التزمت به من انجاز قانون العفو العام و الشامل لرفع الظلم و طي صفحة المرحلة الماضية و النظر بعين العدالة و الإنصاف للموقوفين الإسلاميين .

صيدا مدينة الوفاء والقيم الانسانية والوطنية ستبقى متمسكة بالقيم الإنسانية  والعيش المشترك ومشروع الدولة القادرة العادلة، وستبقى وفية لشهدائها البررة ولثوابتها في نبذ كل أشكال الفتن الطائفية والمذهبية واي صراع داخلي لانه لا يخدم الا العدو الصهيوني.

 وستبقى صيدا وفية لقضيتنا المركزية  لفلسطين والفلسطينيين و للقدس وللمسجد الأقصى و أكناف المسجد الأقصى  و لكنيسة القيامة مهد سيدنا عيسى المسيح  و لكل المقدسات .

صيدا في ارض الجنوب تشم عبق الارض من فلسطين ونرى البطوله على ارض الجنوب من اجل فلسطين ... نحي دماء الشهداء... دماء العودة... دماء الحرية والتحرير...

اللهم اعزنا بالاسلام ووحد كلمتنا والف بين قلوبنا واجمع على الحق شملناوارحم شهداءنا وانصرنا على عدونا وارزقنا صلاة في المسجد الاقصى وهو محرر من نير الاحتلال الصهيوني،

وما ذلك على الله بعزيز

والحمد له اولا وآخرا

2019-04-01

دلالات: