جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / لما نقطع من الاولي – صيدا منحلف بغربتنا ... بقلم : أحمد محمد دالي بلطه
بقلم : أحمد محمد دالي بلطه
"لما نقطع من الأولي، منحلف بغربتنا!" عبارة يرددها أهالي مدينتي، المدينة الأحب إلى قلبي. إنها أقدم رابع مدينة في العالم، المدينة التي جمعت كل الجنسيّات والطوائف والمذاهب. إنها المدينة التي أحرقت نفسها سابقًا كي لا تُحتَل، والتي طردت لاحقًا العدو الاسرائيلي الأبدي منها. إنها المدينة ذات القلعتين الشامختين، والمدينة الغارقة التي يسميها أبنائها بـ"الزيرة". المدينة التي تنام باكرًا، والتي يقول عنها القريب والبعيد "بعد الساعة سبعة ما بتشوف نملة بصيدا". إنها بوابة وعاصمة ولؤلؤة الجنوب، التي تشتهر بتاريخها العريق، وطيب شعبها وكرمهم ومحبتهم. إنها الأرض التي لا تترك محتاجًا، ولا مهجّرًا، ولا فقيرًا الا واحتضنته. تدخلها من منطقة الأولي، تمشي على كورنيشها ترى شاطئها وبحرها العميق، تتجول في مناطقها ابتداءًا من البستان الكبير وصولًا الى ساحَة الشهّداء. تتجول في القسم القديم منها فترى الكرم والطيبة والمحبة والتاريخ والعراقة، وتتجول في سوقها فترى الجود، تمرّ في أحيائها الفقيرة فترى الشجاعة، وتتنزه في مناطقها الخضراء فتنسى هموم الحياة. إنها المدينة الملتزمة التي لا تحيد عن مبادئها، ذات المآذن الشامخة، التي لا تترك مغرب الخميس إلا وتصدح هذه المآذن بالأناشيد والتواشيح الاسلامية. إنها مدينة العائلة الواحدة، التي ليس فيها عائلة إلا وقد ناسبت العائلة الاخرى دون تفرقة او تمييز. إنها أم الشعب الجبّار، الذي لا يتردد في نصرة المظلوم واحقاق الحق، التي لا تحلّ مصيبة بشخص منها إلا ويركض ابنائها لمسعادته وإعانته والوقوف بجانبه. إنها الأرض التي أنجبت خيرة رجال الوطن وشهدائه، إنها المدينة التي أنجبت المفتي القاضي الراحل محمد دالي بلطة، الرّئيس الشهيد رفيق الحريري، النائب الشهيد معروف سعد، المفتي الراحل محمد سليم جلال الدين، والشيخ المجاهد محرّم العارفي. إنها صيدا ايها الأحبة، صيدا التي تجمع في مساحتها الصغيرة بين التطوّر والرقيّ والتقدّم، والحضارة والتاريخ والعراقة. صيدا التي عندما تخرج منها "بتحلف بغربتك"، صيدا التي لا يمكن لبنتها أو ابنها أن يرتاح إلا فيها، صيدا التي ما تلبث أن تخرج منها الا وتشتاق للرجوع اليها!
2019-10-10