جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / بالصور : النهار من ساحة المعركة... تصعيدٌ عنفيّ خطيرٌ في المواجهة
النهار
عصر ومساء السبت 18-1-2020
حربٌ رهيبة دارت رحاها بالقرب من مبنى جريدة "النهار" حيث غطت المكان، الغيوم البيضاء الناتجة عن كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع التي أطلقت صوب المحتجين.
وأتى المتظاهرون من مناطق لبنانية عدّة، وسجلت مشاركة لافتة من طرابلس وعكار والبقاع. وبدأ الحشد بالتجمّع قرابة الثالثة بعد الظهر، قرب ساحة النجمة. وأصرّ عدد من المحتجين على اجتياز الحاجز الحديدي ورموا الأشجار التي اقتلعوها من جانب الطريق وإشارات السير والزجاجات والمفرقعات في اتجاه القوى الأمنية التي بادرت باستخدام خراطيم المياه لتفريق المحتجين. وأخذ عدد المحتجين بالتزايد، وبدت السيطرة على غضبهم مهمة صعبة، فعمدت القوى الأمنية الى رمي كميات هائلة من القنابل المسيّلة للدموع في اتجاه المحتجين السلميين، وأولئك الذين تواجهوا معها، فتراجع الحشد الكبير في اتجاه مبنى "النهار" وسجلت حالات اختناق كثيرة. واستمر مسلسل القذف بالغاز حتى تحوّل وسط بيروت غيمة بيضاء، وكل ذلك لم يثنِ المحتجين عن اكمال احتجاجهم وأصرّوا على البقاء، لا سيما مجموعات محدّدة منهم. وهذه المجموعات إن أبعدتها القنابل لوقت قصير، غير أنّها كانت تعاود الاقتراب وتأبى الابتعاد. وسجل رمي حجارة وحرق حواجز بلاسيكية وخيم وغرف مواقف السيارات. وأطلق المحتجون هتافات الثورة والتمرّد، وشوهد العشرات منهم ينقلون زملاءهم الجرحى على الأكفّ لنقاط الصليب الأحمر الذي أفاد "النهار" عن تعامله مع نحو مئة ‘صابة حتى الساعة السابعة والنصف مساء.
وكانت عناصر من الجيش نفّذت اجراءات تفتيش مشدّدة على المحتجين، ووقفت مجموعة من "حراس المدينة" الطرابلسية مصرّة على مناهضة الأدبيات التي تقول إنّ شبان طرابلس أتوا اليوم لافتعال مشاكل، ومؤكّدة على حقّهم كأي مواطن لبناني على الاحتجاج في أي مكان من لبنان. وشوهد العديد من المحتجين يوجّه رسائله الى الجيش والقوى الامني داعين إياهم الى الانحياز الى جانب الشعب وعدم حماية "السلطة الفاسدة".
وأتى المتظاهرون معهم بعدّة البصل والأقنعة الواقية من الدخان، وتواجد عدد كبير من الملثمين بينهم.
وقالت الناشطة رين عباس أن "دخول ساحة النجمة حق مشروع لن يثنينا أحد عنه، وهي ملك الشعب وسندخلها مهما قمعونا".
قرابة السابعة مساء، انتقلت المواجهة الى قرب الصيفي حيث تجمع المحتجون، فرمت قوى الأمن صوبهم القنابل المسيّلة، وسجلت في هذه النقطة حالات من الكرّ والفرّ، امتدت الى الجسر المؤدي الى جسر الرينغ ومسجد الأمين حيث حاول المحتجون الاحتماء من القنابل، فتعرض بعضهم للضرب، وحصلت مواجهة بين الطرفين.
وتحدّثت "النهار" الى عدد من المحتجين الذين يرون أن "اوان العنف الثوري لمواجهة السلط بعد ثلاثة أشهر من 17 تشرين قد حان". وقال أحمد وهو يقتلع شجرة من قرب بلدية بيروت: "هم لا يفهمون الا بهذه اللغة، سنأخذ حقوقنا بيدنا منهم"، في حين تمسّك القسم الاكبر من المتواجدين في المتظاهرين بالسلمية حتى الرمق الأخير.
تصعيد اليوم أتى بعد أيام من إطلاق "أسبوع الغضب" الذي شهد ملامح "عنف ثوري" ومرحلة تصعيدية جديدة في المواجهة بين الانتفاضة والسلطة، على رأسها مواجهة المصارف بالتكسير والتحطيم، وما نجم عن ليلة الحمراء العنفية من اعتقالات ومواجهة متجددة بين المتظاهرين وقوى الأمن أمام ثكنة الحلو. الأمر الذي دفع منظمات حقوقية دولية الى دعو الدولة اللبنانية الى احترام حق التظاهر وحماية المحتجين سلمياً، وإدانة الاعتقالات في سجلت في صفوف المنتفضين، علماً أن عشرات الجرحى أصيبوا من الطرفين في تلك الاشتباكات العنيفة، ما أكدّ الدخول الى مرحلة مواجهة جديدة.
2020-01-19