الرئيسية / أخبار لبنان /صحة /تقبل المصيبة مسألة وقت !..عدّاد كورونا يرتفع الى 41: 08% من أجهزة التنفس الاصطناعي لا تعمل!...وكورونا مستمر بالصيف؟...

الصور : هيثم موسوي (الأخبار) + أف ب - ( جريدة صيدونيانيوز.نت )

جريدة صيدونيانيوز.نت / تقبل المصيبة مسألة وقت !..عدّاد كورونا يرتفع الى 41: 08% من أجهزة التنفس الاصطناعي لا تعمل!...وكورونا مستمر بالصيف؟...

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان /  تقبل المصيبة مسألة وقت !..عدّاد كورونا يرتفع الى 41: 08% من أجهزة التنفس الاصطناعي لا تعمل!...وكورونا مستمر بالصيف؟...


أُقفل عدّاد «كورونا»، أمس، على 41 حالة بعدما سُجّلت تسع إصابات إضافية بينها حالة لا تزال «قيد الدرس». هذه النسبة الأعلى من تسجيل الإصابات منذ «اندلاع» الوباء في لبنان تُحتّم الانتقال إلى مرحلة جديدة لاستيعاب الحالات التي يُتوقّع أن تتزايد بشكل ملحوظ، وهي مرحلة لن «توفّر» حُكماً المُستشفيات الخاصة التي سيكون عليها تحمّل جزء من المسؤولية في حال فاقت قدرة مُستشفى رفيق الحريري الاستيعابية، وخصوصاً أنه لم يتم اعتماد مُستشفيات حكومية «رديفة» في المناطق حتى الآن.

------------

هديل فرفور / الأخبار

أُقفل عدّاد «كورونا»، أمس، على 41 حالة بعدما سُجّلت تسع إصابات إضافية بينها حالة لا تزال «قيد الدرس». هذه النسبة الأعلى من تسجيل الإصابات منذ «اندلاع» الوباء في لبنان تُحتّم الانتقال إلى مرحلة جديدة لاستيعاب الحالات التي يُتوقّع أن تتزايد بشكل ملحوظ، وهي مرحلة لن «توفّر» حُكماً المُستشفيات الخاصة التي سيكون عليها تحمّل جزء من المسؤولية في حال فاقت قدرة مُستشفى رفيق الحريري الاستيعابية، وخصوصاً أنه لم يتم اعتماد مُستشفيات حكومية «رديفة» في المناطق حتى الآن. في غضون ذلك، تبرز معضلة أساسية ترتبط بالنقص الحادّ في المُستلزمات الطبية المطلوبة لأجهزة التنفّس الضرورية التي قد تحتاج إليها الحالات المعرّضة لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي يتسبب بها الفيروس. بحسب المعلومات، فإنّ 20% فقط من تلك الأجهزة تعمل في لبنان في وقت يشهد سوقها العالمي إقبالاً كثيفاً بفعل تهافت الدول على التزوّد بها.
من بين كل عشرة أجهزة تنفّس في لبنان اثنان فقط يعملان، بحسب أمين سرّ «نقابة مُستوردي المُستلزمات والأجهزة الطبية» جورج خياط الذي يملك إحدى شركات استيراد هذه الأجهزة. خياط أوضح أن في لبنان نحو 500 جهاز فقط، «نحو 20% فقط منها تعمل». أمّا السبب فهو «النقص الحادّ في المُستلزمات الطبية وقطع الغيار اللازمة لها بسبب أزمة الدولار المندلعة منذ أشهر»، في وقت «تتهافت» الدول على شراء هذه الأجهزة ضمن إجراءات الاستعداد لفيروس «كورونا».
ومعلوم أن الفيروس «يتسبّب للبعض بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS، ما يستدعي وضع جهاز التنفّس الاصطناعي للمريض، لأنّ الرئتين تكونان عاجزتين عن توزيع الأوكسيجين اللازم للجسم»، بحسب طبيبة أمراض الرئة والعناية الفائقة ليال عليوان. ورغم أن ليس كل المُصابين يحتاجون إلى تلك الأجهزة «إلّا أنّه يُفترض توفيرها استعداداً لأي طارئ».
مُنظّمة الصحة العالمية حضّت دول العالم، قبل أسبوع، على استكمال استعداداتها لمعالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد، والحرص على «وجود مخزون كافٍ لديها من الأجهزة المُساعدة على التنفس لما لها من أهمية كبرى في معالجة الإصابات الأكثر حرجاً».
ممثلة المُنظّمة في لبنان إيمان شنقيطي أوضحت في اتصال مع «الأخبار» أنّ هناك نقصاً عالمياً في الوقت الراهن في أجهزة التنفّس، «ونحن الآن في نقاش مع مكاتبنا الرئيسية للاستفادة من بعض أجهزة التنفّس الاصطناعي التي يمكن أن تدعم 4 مستشفيات مركزية في لبنان».
وفيما يصف خياّط الوضع بـ «المأساوي»، يلفت إلى أنّ النقص في قطع غيار هذه الأجهزة لا ينفصل عن أزمة استيراد المُستلزمات الطبية التي لم يتم التوصّل إلى حلّ لها «إذ ما زلنا نستورد 5% فقط من حاجات السوق من المعدّات»، علماً أن حاكم مصرف لبنان اتّخذ قراراً في كانون الثاني الماضي بـ «دعم» استيراد المعدّات الطبية أسوةً بالمواد الأساسية على أن تؤمّن المصارف 85% من قيمة الفواتير بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي فيما يؤمّن المُستوردون الـ15% من السوق.
المحامي العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان خوري استوضح، أمس، من رئيسة نقابة تجار ومُستوردي المعدّات والمواد الطبية والمخبرية حول «أسباب الأزمة والآليات المتّبعة والعراقيل الحاصلة»، بحسب البيان الصادر عن النقابة. وذلك على خلفية «الكتب الموجهة من النقابة إلى المصارف رفعاً لمسؤولية الشركات أعضاء النقابة في حال إصابة أي مريض بمكروه جرّاء تمنّع المصارف عن فتح الاعتمادات والتحويلات الضرورية لتأمين المعدات والمُستلزمات الطبية المطلوبة بالرغم من التسهيلات الممنوحة للمصارف (...)». ووفق البيان، «فتحت النيابة العامة التمييزية تحقيقاً في الموضوع وأخذت علماً بأن التحويلات التي نُفذت حسب تعميم المصرف المركزي لم تتجاوز الـ5% من الاحتياجات المطلوبة للقطاع (...)».
رئيسة برنامج الترصّد الوبائي في وزارة الصحة الدكتورة ندى غصن قالت لـ «الأخبار» إن الوزارة طلبت من جميع المُستشفيات تزويدها بالمعلومات التفصيلية المرتبطة بمختلف التجهيزات والمعدات المطلوبة «كي تتمكّن الوزارة من تعديل معطياتها ودراسة الوضع والتصرّف على أساسه»، مُشيرةً إلى أننا بتنا في «مرحلة تحضيرية لاستيعاب الحالات المتزايدة»، وأن الوضع «سيُحتّم في ما بعد تعاون مختلف الجهات المعنية بالقطاع الصحي، من ضمنها المُستشفيات الخاصّة».
حديث غصن عن المرحلة التحضيرية يعود إلى إعلان مُستشفى رفيق الحريري، أمس، تسجيل أعلى نسبة إصابات (9) منذ بدء انتشار الوباء، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 41 حالة. ووفق غصن، فإنّ من بين الحالات التسع، حالة وافدة من إيران وحالة قيد الدرس، فيما هناك 7 حالات محلية مُخالطة لإصابات مُثبتة.

بسبب سياسة مصرف لبنان والمصارف يستورد لبنان 5% فقط من المعدّات الطبية

هذا الواقع يُعيد طرح «سلوك» المُستشفيات الخاصة التي حاولت التملّص من مسؤوليتها، «لكن يبدو أن لا مهرب لها في ظلّ تطور وتفاقم الوضع»، وفق رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي مُشيراً إلى خيار استلام بعض المُستشفيات الخاصة «وخصوصاً المتعثرة منها وتخصيصها لاستقبال حالات مُصابة بكورونا». وأكد أنّ البحث لا يزال جارياً في اعتماد مُستشفيات حكومية في المناطق وتجهيزها لإجراء تحاليل الفحوصات المخبرية المخصّصة لـ «كورونا». وفيما كانت بعض الجهات الصحية والطبية قد طلبت «حصر» إجراء الفحوصات في مُستشفى رفيق الحريري الجامعي، تم اعتماد عدد من المُستشفيات الجامعية الخاصة لإجراء الفحوصات والتشخيص اللازم قبل إحالتها إلى المُستشفى الحكومي.
المُفارقة أنّ لجنة الصحة النيابية كان من المُقرّر أن تعقد جلسة، اليوم، للبحث في مسألة تحديد المستشفيات الحكومية «الرديفة» المطلوبة لـ«مؤازرة» المُستشفى الحكومي، ألغت الجلسة بسبب قرار إغلاق مكاتب مجلس النواب لمدة أسبوع لإجراء عملية تعقيم.


4 حالات حرجة
وفق التقرير الصادر عن إدارة مُستشفى رفيق الحريري الحكومي، فإنّ العدد الإجمالي للحالات التي تم استقبالها خلال الـ24 ساعة الماضية، بلغ 132 «احتاجت 23 منها إلى دخول الحجر الصحي، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي»، مُشيراً إلى مُغادر 16 شخصاً كانوا في منطقة الحجر الصحي بعدما جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية. وأضاف أنّ العدد الإجمالي للفحوصات المخبرية بلغ 122، 113 سلبية، و9 إيجابية، وأنه يوجد في منطقة الحجر الصحي 26 حالة. كما لفت إلى أن العدد الإجمالي للحالات الإيجابية داخل المُستشفى بلغ 30 حالة «ويقوم فريق من وزارة الصحة العامة بتأمين نقل باقي الحالات إلى المستشفى»، مُشيراً إلى أن وضع المُصابين مُستقرّ ما عدا 4 حالات «وضعها حرج». وبحسب المعلومات، فإنّ الحالات الحرجة تعود إلى أشخاص يعانون من أمراض مُزمنة.

وافدون جدد من ميلانو وتدابير استثنائية لـ «ميدل إيست»
قُرابة الخامسة إلا ربعاً من مساء أمس، حطّت طائرة تابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط» آتية من مدينة ميلانو الإيطالية (MEA 236) في مطار رفيق الحريري الدولي، بـ «مواكبة» من فريق منتدب من وزارة الصحة التي «ستقوم بمتابعة الوافدين والحرص على التزامهم الحجر الصحي». وكانت خلية الأزمة الوزارية قد أعلنت حظر السفر إلى البلدان التي تشهد انتشاراً للفيروس باستثناء الرحلات التي تقلّ مواطنين لبنانيين، فيما تُفيد المعطيات أن معظم الركاب السبعين هم من الجنسية اللبنانية.
وصدر عن دائرة العلاقات العامة لشركة «طيران الشرق الأوسط» تحت عنوان «تدابير استثنائية»، أمس، بيان أعلنت فيه تعليق رحلاتها موقّتاً من وإلى السعودية والكويت وقطر «حتى إشعار آخر».
ولفتت الشركة إلى أنها قرّرت إعفاء جميع التذاكر من القيود والغرامات المُتعلّقة بتذاكر طيرانها (التي تشمل الاسترداد، إعادة الحجز، عدم الحضور)، على أن يسري هذا الإعفاء على التذاكر إلى جميع الوجهات حتى 31 الجاري.

 

-------------

الماورائيّات vs «كورونا»: تقبّل المصيبة «مسألة وقت»
  إيلده الغصين  / الأخبار 
 

لم يمتثل جميع اللبنانيين - إلى حينه - إلى الارشادات الوقائيّة الصادرة عن وزارة الصحّة عملاً بتوصيات منظّمة الصحة العالميّة. كثيرون «خرقوا» مقرّرات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، ومنها «إغلاق مراكز الترفيه، وتفادي الأماكن المكتظّة والتجمّعات». الخرق حصل في أكثر من مكان عام تجمّع فيه عشرات المواطنين، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، سواء على الكورنيش البحري أو في ميادين التزلّج أو في أحراج النزهات البريّة. كذلك فعل المؤمنون وهم الفئة الأقرب إلى الامتثال إلى قرارات السلطات الدينيّة، برفضهم الامتثال إلى دعوات عدم التجمّع في دور العبادة وعدم تقبيل المقامات، وظهرت اعتراضات في الشارع المسيحي تطوّرت إلى عدم إكمال القداس في إحدى الكنائس احتجاجاً على تنفيذ قرار مجلس المطارنة الموارنة بـ«إعطاء المناولة باليد بشكل مؤقّت للوقاية من فيروس كورونا».
عدم الالتزام بالارشادات الطبيّة والوقائيّة يرجعه علم النفس الاجتماعي إلى أكثر من سبب أبرزها التنشئة والمسؤوليّة الاجتماعية وعدم الاكتراث لرأي الآخرين وغياب مبدأ المحاسبة.

 

أستاذة علم النفس الاجتماعي والبينيّة الثقافيّة الدكتورة سحر حجازي تشرح لـ«الأخبار» أسباب الالتزام من عدمه، وهي: «التنشئة الاجتماعيّة التي تلقّاها الفرد في حال عوّدته على احترام القوانين والضوابط أو إذا كانت تنشئةً متساهلة من دون عقاب؛ الاتجاهات الفكريّة المختلفة للفرد وبنيته النفسيّة التي يميّز من خلالها وجود خطر من عدمه فهو يمكن أن يكون شخصاً متديّناً مسلّماً لحماية الله ويتحدّى الخطر أو شخصاً واقعياً وحذراً بطبيعته فيتّخذ الحيطة والحذر؛ ولأن الإصابات لا تزال محدودة ولا حالات وفاة ولأنّ الفرد لم يرَ أحداً يعاني من ضيق التنفّس الذي يسبّبه المرض فإنّ تصنيف الخطورة لدى كثيرين لايزال منخفضاً». أسباب خرق إرشادات الوقاية تتضمّن أيضاً وفق حجازي «حسّ المسؤوليّة الاجتماعيّة والصحيّة الذي يحدّد درجة تحمّل المسؤوليّة تجاه الآخرين وعدم الاستهتار بصحّتهم، وبغيابه لا يبالي الفرد بالإجراءات وضرورة ملازمة المنزل حتى لو حمل بعض الأعراض (مثل السعال)، وهذا يرجع أيضاً إلى التنشئة الاجتماعيّة التي لا تعاقب على الأخطاء». يُضاف إلى هذه الأسباب «غياب الاكتراث لرأي الآخرين السلبيّ في حال نقل العدوى إليهم، وهذا يأتي من انخفاض تأثير الرأي العام في لبنان الذي لا يُحسب له حساب في كثير من الممارسات... وعليه لا يكترث الفرد سواء نَقَل العدوى إلى أحدهم، فماذا سيفعل معي؟»، كذلك يعتبر انتشار ثقافة «شو وِقفت عليّي؟» وسيطرتها على ذهنيّة الناس أحد الأسباب، إذ إنها وفق حجازي «ثقافة تجعل الفرد يتعامل مع فيروس مثل كورونا من منطلق: إذا التزمتُ المنزل فهل لن ينتشر المرض في لبنان؟ وهذا أيضاً متعلّق بغياب مبدأ المحاسبة تجاه أي تقصير، وينتج منها الاستهتار وعدم البقاء في المنازل»؛ إلى «غياب الوعي الصحّي لدى الأفراد ما يجعلهم يغادرون المنازل ولا يحتاطون في الأماكن العامة».
في المسألة الدينيّة تصبح أسباب عدم التقيّد بالإرشادات أعقَد، في مجتمع «مؤمن» لا يقبل بسهولة أي تغيير في تقاليده وممارساته الإيمانيّة، الأمر الذي ولّد ردود أفعال عكسيّة تجاه طلب عدم لمس المقامات الدينيّة أو تقبيلها أو الالتزام بقبول المناولة باليد في القداديس لدى المسيحيّين.
«إن أي عادة نشأ عليها الإنسان يصبح تركها انسلاخاً عن الذات، والمناولة مثلاً، اعتادها المؤمنون من يد الكاهن» وفق حجازي. وتستطرد «المجتمع في زمن ثورة وتمرّد على السلطات سواء السياسيّة أو الدينيّة لتأثيرها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي، مما يجعل التمرّد على قرارات السلطات الدينيّة وارداً إذا كانت لا تتناسب مع قناعات المؤمنين وعاداتهم». هذا تحديداً ما حصل لدى عدد من المسيحيّين باعتراضهم على مسألة المناولة باليد، لكنّ المسألة أبعد من ذلك «إن السلطة الدينيّة، التي تقول إن الله قادر على كلّ شيء، حين تطلب من المؤمنين الوقاية من أمراض يفترض بالله والمقدّسات أن تشفي منها، ولهذا الأمر دلالته في ذهن الناس بأنّ هذه السلطات تُناقِض نفسها. القرارات المُتّخذة ترتدّ على صورة المؤسسات الدينية، وإن الفرد لا يحتمِل أن يقوم من هو في موقع السلطة بضرب سلطته وصورتِه القويّة... إذ لا يمكن للمؤمن تقبُّل اعتراف السلطة الدينيّة بضرورة اتباع إرشادات العِلم وكأن لا سلطة لله على الكورونا، ففي النتيجة لا يتخلّى الناس عن معتقداتهم بسهولة».
لجوء الإنسان إلى العجائب وقدرات الغيب والماورائيّات خلال الأزمات والحروب والأوبئة، مسألة ضاربة في التاريخ، وعليه لا يشذّ المؤمنون في لبنان على اختلاف طوائفهم عن تلك «القاعدة»، بلجوئهم إلى الدعوات والأعاجيب وإفراغ ضريح قدّيس من التراب عبر نقله للتبرّك... والإصرار على إدخال عيّنة من هذا «التراب المقدّس» إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي حيث يتمّ عزل المصابين بفيروس كورونا رغم اعتراض الفريق الطبّي المعالج في المحاولة الأولى.
اللجوء إلى العجائب والماورائيّات خلال الأزمات والحروب والأوبئة مسألة ضاربة في التاريخ

بشكل عام يلجأ الإنسان إلى الماورائيّات «عندما لا يرى حلّاً في الأفق، عندما يتعاطى مع أمر مجهول، أو مصاب يفوق قوّته ووعيه»، وفق أستاذة الأنتروبولوجيا في معهد العلوم الاجتماعيّة في الجامعة اللبنانية الدكتورة مها كيّال. وبشأن فترات الأزمات، تعلّق «الخوف البديهي لدى الناس يسيطر خلال الأزمات، إذ لا حلّ ولا قدرة لهم لوقف ما يحصل... لذا يلجأون إلى قوّة كالدين لحمايتهم وهو وُجد أصلاً كحلّ للموت وللتخفيف من وطأته على البشر». وفي خصوصيّة المجتمع اللبناني تقول: «نحن مجتمع ينتشر فيه الإيمان بكثرة، ولم تحصل قطيعة بعد مع القضايا الإيمانيّة، وخصوصاً انتشار الإيمان الشعبي والطقوس الشعبيّة، وهذه مسألة ضاربة في الجذور اللبنانيّة، حتى اللجوء إلى مقامات ومزارات لغير أديان»، وعليه «لا غرابة في لجوء اللبناني إلى الدين، إذ إنه وبالرغم من معرفة الأشخاص للمعلومات المستقاة من حملات التوعيّة فإنّه يجري الخلط لدى التطبيق في الممارسات اليوميّة».
المراحل التي يمرّ بها الفرد قبل تقبّله أي مصيبةً أو أزمة صحيّة أو اعترافه بخطورة مرض معيّن، تبدأ بالإنكار ثم الغضب والثورة على الواقع (لماذا أنا؟ لماذا لبنان؟) وتنتهي بتقبّل الوضع... وبما أنّه وفق الاختصاصيّين لا إمكانيّة لتقييم المرحلة التي بلغها المجتمع اللبناني مع تسجيل اختلاف من فرد لآخر، فإن تقبّل وجود فيروس كورونا وضرورة التزام الوقاية منه، «مسألة وقت».

علي عواد / الأخبار

الوباء يُطبق على أوروبا ويرفع عدد الضحايا إلى 500: الـ«كورونا» مستمرّ صيفاً؟

لا دليل علمياً حتى الآن يدعم الاعتقاد بأن فيروس «كورونا» مجرّد إنفلونزا موسمية يمكن أن تنتهي بانتهاء فصل الشتاء وحلول الدفء.

الباحث في دراسة الفيروسات في جامعة فودان (شانغهاي) شيبو جيانغ دعا دول العالم وسكانها إلى البقاء على جهوزية وعدم التهاون في الإجراءات الوقائية مع حلول فصل الصيف، ريثما يتم التأكد من كيفية «تصرف» الفيروس في الأحوال المناخية غير الباردة. وأوضح في مقال نشره موقع «نيتشر» العلمي أنه رغم أن فيروس سارس (2002-2003) وفيروس سارس-كوف-2 ينتميان إلى النوع نفسه، إلا أن الأخير ينتشر بشكل أسرع وإن كان أقلّ فتكاً. لذلك فإن تراجع سارس مع حلول الصيف ليس بالضرورة أن ينطبق على نشاط الفيروس الجديد في الأشهر المقبلة، خلال الربيع والصيف المقبلين.
يؤكد ذلك ما أعلنه المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل ريان بأن «الأمل بأن فيروس سارس- كوف-2 سيتوقّف عن الانتشار مع حلول فصل الصيف ليس سوى أمل زائف، ولا يوجد دليل يدعم هذه النظرية». وأوضح ريان في مؤتمر صحافي قبل يومين بـ«أننا لا نعلم حتى الآن كيف سيتصرّف الفيروس في الحالات المناخية المختلفة، وعليه يجب أن نعتبر أن قدرته على الانتشار باقية» حتى بعد حلول الدفء، كما أن «علينا أن نقاتله من دون أن نعيش على أمل أنه سيختفي من تلقاء نفسه».
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادانوم غيبريسوس أكّد، منذ الأيام الأولى لانتشار الفيروس عالمياً، بأن هذا سارس-كوف-2 «ليس إنفلونزا». وهو كرّر ذلك قبل أسبوع بأن «هذا الفيروس فريدٌ من نوعه، وبمميزات فريدة، وهو ليس إنفلونزا (...) ما يعني أننا في أرض مجهولة».
غيبريسوس حذّر أمس من أن «خطر تحول فيروس كورونا إلى وباء صار مرتفعاً جداً» بعد تفشيه في العديد من البلدان، موضحاً أن هذا «وباء غير متكافئ على المستوى العالمي، لكل بلدٍ مصاب بالفيروس سيناريو مختلف عن غيره، وهذا يتطلب استجابة خاصة لكل دولة». غير أنه أكد أن السيطرة عليه لا تزال ممكنة، «ومن خلال الإجراءات الحاسمة والمبكرة، يمكن أن نبطّئ الفيروس ونمنع الإصابة به. ما فعلته الصين وكوريا الجنوبية في محاربة الفيروس، يؤكد أنه لم يفت الأوان بعد لإبعاد خطره. قاعدة هذه اللعبة هي عدم الاستسلام»، لافتاً إلى أن 70 في المئة من المصابين في الصين تماثلوا للشفاء.
ومع إعلان قبرص أمس تسجيل أول إصابتين بات الفيروس منتشراً في كل دول الاتحاد الأوروبي الـ27. فيما أعلنت ألمانيا عن أول حالتي وفاة بالفيروس في هيسن في مقاطعة رينانيا (شمال) وفي هاينسبرغ القريبة من هولندا، والتي باتت منذ أسابيع إحدى البؤر الرئيسية لتفشّي الفيروس.
وبذلك، يكون قد تجاوز عدد الوفيات الـ500 في أوروبا التي تُعد إيطاليا الأكثر تضرراً بين بلدانها، بعد تسجيل 97 وفاة في 24 ساعة، ما يرفع حصيلة الوفيات منذ بدء انتشار الوباء على أراضيها إلى 463. وتسبّب الفيروس في أربع ​وفيات​ جديدة في ​فرنسا​، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 25 وفاة و1412 إصابة مؤكدة. وأعلن ​وزير الصحة​ البريطاني مات هانكوك أن "شخصاً رابعاً في بريطانيا توفي بسبب فيروس كورونا، وأن هناك 319 إصابة مؤكدة. كذلك أعلنت السلطات في كندا أول وفاة بالفيروس في دار للمسنّين.

2020-03-10

دلالات: