صيدونيانيوز.نت/ دينية / منسبات اجتماعية / في ظلال الهجرة النبوية
“هو هاجر صلى الله عليه وسلّم لكنّه أسّس أمّةً عاد بها إلى مكة ودخلها برايات بيضاء وخضراء.
هاجر، ومعه مسلم واحد هو أبو بكر رضي الله عنه لكنه عاد إليها ومعه عشرةُ آلاف مُسلم...
هو هاجر ليعلّمنا أن الأهداف تبقى ثابتة رغم قَسوة الظروف، ليعلّمنا أن عملنا ليس بالضرورة أن يكون في الوطن.
هاجر ليعلّمنا أن المكاسب في الغربة قد تكون أكثر بكثير من الخسائر لو أردنا نحن أن نحوله لذلك. ليعلّمنا أن كثرة الناس من حولنا لا تجلب السعادة بالضرورة و لا غيابهم يجلِب البؤس بالضرورة..
هاجر ليعلمنا أن ما بين أهدافنا وتحقيقها حاجز هو ” أنت “.. ليعلمنا أنّ الحق جِهاد والعلم جهاد والعمل جهاد والعبادة جهاد إذا كانت، خالصة لوجه الله الكريم.. ليعلّمنا أن الحقّ غالٍ والعلم غالٍ والكسب غالٍ لا يِناله أصحاب الخمول .. وليعلمنا أن النّهضة تبدأ بفكرة مع يدين مرفوعتين إلى السماء!
هاجر ليعلمنا أن هذا الكون أكبر مني ومنك وفيه من الإختلاف ما لا يسعه عقلي.. ليعلمنا أن نفكر بالرأي المُخالف من وجهة نظره هو لا من وجهة نظرنا نحن وأن نرى بعينه ونسمع بإذنه فلربما حكمنا إذاً بحكمه..
هاجرليعلمنا أن لا نتأمل من أحد شيئاً فالأمل الوحيد هو بالله ومنه.. ليعلمنا أن الخير موجود في كل مكان نحن الذين لا نراه عندما لا نُمعن النّظر ..
هاجَر ليعلمنا أن الهِجرة قد لا تكون بالضَرورة النهاية بل رُبما تكون بداية كل شيء..”
2021-08-09