الرئيسية / أخبار لبنان /أمنيات وقضاء وحوادث /إعترافات "خلية التبانة" الإرهابية: تقاطعات خطيرة تستدعي معالجات...الإنهيار الشامل لم يفلح في خلق بيئة حاضنة للإرهاب

جريدة صيدونيانيوز.نت / إعترافات "خلية التبانة" الإرهابية: تقاطعات خطيرة تستدعي معالجات...الإنهيار الشامل لم يفلح في خلق بيئة حاضنة للإرهاب

Sidonainews.net

------------

نداء الوطن

ليس خبراً عابراً اعلان الجيش عن توقيف مديرية المخابرات خلية داعشية في الشمال، لأن عودة هذا التنظيم الارهابي لينشط عبر افراد او مجموعات، يؤشّر الى تحديات ما زالت مستمرة تستدعي اكثر من يقظة، وأزود بكثير من تضامن وطني يريح القوى العسكرية والامنية، حتى تنكبّ على محاربة هذه الآفة الارهابية كما الآفات الاخرى.

في اعترافات الموقوفين الستة، ومن سيرتهم الشخصية الحافلة بالمحاكم والسجون، تبرز تقاطعات خطيرة، تستدعي معالجات في اكثر من اتجاه، حتى لا يذهب الجهد العسكري والامني في كل مرة سدى، نتيجة ادخال الاعتبارات السياسية وغير السياسية في قضايا كهذه تمسّ الامن القومي اللبناني. وقبل الخوض في ابرز ما يحيط بعناصر المجموعة الموقوفة، لا بد من تسجيل حقيقة، مفادها ان هؤلاء لاقوا صعوبة في الاستثمار تحت عنوان "البيئة الحاضنة"، إذ إن أهل الشمال وعاصمته طرابلس يمتلكون من المناعة والسماحة والوسطية، ما يجعل عملية الاستثمار على عوز وضائقة البعض او الكثير للذهاب الى اتجاهات لا تشبههم امراً صعباً الى حدّ الاستحالة.

في المعلومات الخاصة بـ"نداء الوطن" التي تتراكم يوماً بعد آخر نتيجة الاعترافات والمتابعة، يمكن الاضاءة على ابرز ما يحيط بالمجموعة الارهابية التي اوقفت بجهد استثنائي من قبل مديرية المخابرات، اذ انه على اثر اغتيال المعاون الاول المتقاعد احمد مراد في محلة المئتين في مدينة طرابلس ليل 22 آب الماضي من قبل شخصين كانا يستقلّان درّاجة نارية، ونتيجة لمتابعة مديرية المخابرات، تمّ الاشتباه بتورط المدعو (ر.ح) فتم دهمه وتوقيفه. ونتيجة التحقيقات معه اعترف بإقدامه على قتل مراد برفقة المدعو (ص.ع) الذي كان يقود الدراجة النارية. وبعد التوسّع في التحقيقات واسباب عملية القتل تكشّفت معطيات حاسمة عن وجود خلية نائمة مؤيدة لتنظيم "داعش" الارهابي، حيث عمدت مديرية المخابرات الى توقيف عدد من افرادها.

أبرز الاعترافات

ماذا عن التوقيف وأبرز الاعترافات التي أدلى بها افراد الخلية التي اطلق عليها تسمية "خلية التبانة"؟

- أوقف المدعو (ر.ح) الملقب ابو الزبير في 25 آب الماضي لاقدامه على قتل المعاون الاول احمد مراد الملقب "ابو زياد مراد" في شارع المئتين في طرابلس يوم 23 آب الماضي، والموقوف من مواليد المنية 1993 ونشأ في شكا وتعلم في مدارسها حتى نيله شهادة BT3 اختصاص كهرباء ابنية، كما درس علوم الشريعة لمدة 3 سنوات ونال شهادة من احد المعاهد ويعمل في شركة خاصة. سبق ان أوقف عام 2015 بجرم ارهاب لمدة سنتين، وأوقف مرة ثانية عام 2019 لذات السبب حيث سجن حوالى 8 اشهر وأخلي سبيله منتصف عام 2020. منذ حوالى شهرين أبلغ المدعو (ص.ع) نيته قتل مراد كونه يكنّ له كرهاً شديداً لمساهمته بتوقيف عدد كبير من الارهابيين والمشتبه بهم، ويوم 23 آب الماضي، واثناء تواجده في احد مقاهي التبانة، عبر مراد وزوجته على دراجة نارية من امام المقهى، فلاحقه مع (ص. ع) من التبانة الى دوار ابوعلي وصولاً الى شارع المئتين، وأطلق النار باتجاه مراد وقتله على الفور. منذ 3 اشهر بدأ يجتمع مع عدد من الاشخاص المتديّنين وهم (ع.ت)، (ص.ع)، (ع.م)، (ر.خ)، (ع.ش)، (ز.ع)، (ص.ع)، (ع.ب) و(أ.ق) في عدة اماكن، منها منطقة عيون السمك وشاطئ القلمون ومقهى في التبانة، وكان يدور الحديث عن الاوضاع الامنية، واتفقوا على الاستعداد لأي حدث امني من خلال شراء الاسلحة الحربية، خاصة وان كل من (ع.ت) و(ص.ع) ينشطان في تجارة الاسلحة ويتابعان نشاطات واصدارات "داعش" الارهابي.

- الموقوف (ع.م) الملقب ابو بكر، تركّز التحقيق معه حول علاقته بالموقوف (ر.ح)، خصوصاً انه اوقف في 25 آب الماضي لاقدامه على إلقاء رمانة يدوية يوم 23 آب الماضي في محلة التل في طرابلس، ونتج عن ذلك مقتل شخص واصابة آخر، وهو من مواليد الزاهرية – طرابلس عام 2000 ونجل الارهابي الموقوف (أ.م) وشقيق الارهابي الموقوف (ع.م). أوقف عام 2015 لمدة شهرين لتحريضه على الجيش، ومن ثم أوقف عام 2016 لمدة سنتين بجرم تجارة مخدرات. وهو على علاقة بالموقوف (ر.ح) وكان يلتقيه مع المجموعة المذكورة سابقاً في احد مقاهي التبانة وعلى شاطئ القلمون وعيون السمك. وتركّزت احاديثهم على شراء الاسلحة والاستعداد لأي طارئ امني وتكفير موظفي الدولة وعناصر الاجهزة العسكرية والامنية، وقرّروا انشاء مجموعة مسلحة لتكون جاهزة عند انفلات الاوضاع في لبنان. بسبب خلافات مع زوجته (ف.ح) حصل الانفصال حيث أقدم في 23 آب الماضي على رمي رمانة يدوية باتجاه بسطة حلويات يملكها والد طليقته المدعو (م.ح) وشقيقه (ع.ح) فأصيب الاول وقتل الثاني، حيث نقله المدعو (ر.خ) عبر دراجته النارية اثناء رمي الرمانة اليدوية.

- الموقوف (ص.ع) الملقب ابو صهيب من مواليد طرابلس عام 2001 وأوقف في 28 آب الماضي، أدلى باعترافات حول "داعش" وهو شقيق (ص.ع). وهو من عداد المجموعة التي تجتمع في المناطق المذكورة سابقاً وللاهداف ذاتها.

- الموقوف (ع.ت) الملقب ابو خطاب من مواليد التبانة 1996، أوقف عام 2016 لمدة سنة بجرم المشاركة في احداث طرابلس، كما اوقف مجدداً عام 2017 لمدة سنتين لارتباطه بخلية ارهابية، وأخلي سبيله اواخر عام 2019، يعمل في تجارة الاسلحة والذخائر الحربية. ايضاً ينتمي الى المجموعة ذاتها.

- الموقوف (ع.ش) الملقب ابو عمر الانصاري مواليد التبانة عام 2000، أوقف عام 2017 لمدة ستة اشهر بجرم التواصل مع ارهابيي "داعش" في سوريا ومحاولته الالتحاق بهم، وهو في عداد المجموعة ذاتها ويعمل معهم للاهداف ذاتها.

- الموقوف (أ.ق) الملقب ابو عمر مواليد التبانة عام 1996، اوقف عام 2017 لمدة 3 سنوات في سجن رومية لارتباطه بخلية المدعو فادي فاطمة التابعة لـ"داعش" الارهابي، وأخلي سبيله في كانون الثاني عام 2020، وهو من عداد المجموعة ذاتها.

وهناك اربعة من عداد المجموعة ما زالوا متوارين عن الانظار، وعلم ان بعضهم تمكّن من الهرب الى خارج الحدود، وقد تأكّدت هذه المعلومات بعدما تم توقيف المدعو (م.م) مواليد وادي خالد عام 1986، يعمل في مجال التهريب وفرّ بمساعدة اعضاء في خلية التبانة الى سوريا بهدف الدخول الى تركيا.

ووفق المعلومات، فإن هناك الكثير من الاعترافات التي تبقى طي الكتمان، وهي ملك القضاء المختص، وبعضها لا يمكن البوح عنه كونه يشكّل عائقاً امام الاستمرار في عملية تفكيك وتوقيف الخلايا الارهابية النائمة منها والناشطة

2021-09-24

دلالات: