Sidonianews.net
--------------
المصدر: "رويترز"
في يومه الـ17، يستمر الغزو الروسي ل#أوكرانيا، إذ تستكمل موكسو عملياتها العسكرية وتعمل على زيادة الضغوط ميدانياً على #كييف لدفعها للتنازل في المفاوضات الجارية. وتتوالى التطورات على وقع ضغوط دولية يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالإضافة إلى عدد من الدول، وتتمثّل بعقوبات اقتصادية.
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم السبت، إن القتال مستمر في شمال غرب العاصمة الأوكرانية كييف، وإن معظم القوات البرية الروسية باتت على بعد نحو 25 كيلومتراً من وسط المدينة.
وأضافت الوزارة عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أن "الهجمات الأوكرانية المضادّة كبّدت القوات الروسية خسائر كبيرة".
وأشارت إلى أن "مدن خاركيف وتشيرنيهيف وسومي وماريوبول في أوكرانيا لا تزال محاصرة وتتعرض لقصف روسي كثيف".
وتتمركز القوات الروسية صباح السبت حول كييف و"تغلق" مدينة ماريوبول التي يعيش فيها آلاف السكان في ظروف قاسية بجنوب أوكرانيا التي تشهد عمليات قصف منذ أكثر من أسبوعين.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية صباح السبت أن صفارات الإنذار بحدوث قصف دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك في المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف.
وأعادت القوات الروسية على ما يبدو تنظيم صفوفها يوم الجمعة لشن هجوم محتمل على كييف حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية قيام تلك القوات بإطلاق نيران المدفعية أثناء تقدمها صوب العاصمة الأوكرانية.
تحذير من هجوم كيميائي
كشف مسؤولون أميركيون وأوروبيون، الجمعة، أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم معلومات استخبارية تفيد بأن #روسيا ربما "تستعد لاستخدام أسلحة كيماوية ضد أوكرانيا"، في الوقت الذي سعت فيه موسكو إلى تنشيط هجومها العسكري من خلال هجمات متزايدة عبر مدن أوكرانية عدّة، وفق ما ذكرت صحيفة "الواشنطن بوست".
وقال مسؤولون أمنيون وديبلوماسيون إن المعلومات الاستخباراتية، التي رفضوا الإفصاح عن تفاصيلها، أشارت إلى استعدادات محتملة من قبل روسيا لنشر أسلحة كيميائية.
وظهرت الاتهامات في الوقت الذي كرّرت فيه روسيا الادعاءات بأن الولايات المتحدة وأوكرانيا تديران مختبرات أسلحة بيولوجية سرية في أوروبا الشرقية - وهو ادعاء رفضته إدارة بايدن ووصفته بأنه "هراء كامل" و"أكاذيب صريحة".
ويُذكر أنّ أي استخدام للغازات السامة في أوكرانيا من شأنه أن ينتهك معاهدة دولية عمرها عقود تحظر مثل هذه الأسلحة، وسيمثّل منعطفاً خطيراً في الهجوم العسكري الروسي المستمرّ منذ أسبوعين.
في السياق، قال السفير الروسي في واشنطن إن "الادعاءات الأميركية بشأن إمكانية استخدامنا أسلحة كيميائية محاولة لشيطنة موسكو".
حجم الدمار في أوكرانيا
من جانبها، أعلنت وزراة الدفاع الروسية، اليوم السبت، عن قيام القوات الجوية بتدمير مطار عسكري في مدينة فاسيلكوف ومركز رئيسي للاستخبارات الإذاعية والإلكترونية في منطقة بروفوري.
جاء هذا الإعلان خلال مطالعة إعلامية للناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، الذي قال "في صباح يوم 12 أذار، هاجم سلاح طويل المدى عالي الدقة منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية. وتم إيقاف المطار العسكري في فاسيلكوفو والمركز الرئيسي للاستخبارات الإذاعية والإلكترونية للقوات المسلحة الأوكرانية في بروفاري عن العمل".
وأضاف كوناشينكوف: "تواصل القوات المسلحة الروسية قصف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا. في المجموع، تم إصابة 3491 منشأة أثناء العملية، وتم تدمير 123 مركبة جوية بدون طيار، و1127 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و115 نظام إطلاق صواريخ متعدّد، و423 مدفعية ميدانية ومدفع هاون، و934 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة".
كما أوضح المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية، أنه "خلال الليلة الماضية، أسقط الطيران والدفاع الجوي لقوات الفضاء الروسية خمس طائرات بدون طيار في الجو اثنتان منها من طراز "بايراكتور تي بي-2" وواحدة "توتشكا-أو"".
وأضاف: "إن القوات الروسية دمّرت 3491 من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا حتى الآن.
وقال كوناشينكوف إن القوات الروسية "تواصل هجومها في أوكرانيا على جبهة واسعة".
مدينة استراتيجية تحت الحصار
وقالت المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوما وتتعرض لقصف روسي باستمرار، باتت في وضع "شبه ميؤوس منه". وأضافت أن "مئات الآلاف من الأشخاص" يقيمون فيها بلا مياه وبلا تدفئة، بينما تتحدث حصيلة رسمية عن سقوط 1582 قتيلا.
وقد ترك عدد من الجثث في الشوارع وتم حفر مقبرة جماعية كبيرة لأخرى. وفي الأيام الأخيرة، شوهد سكان يتشاجرون من أجل الطعام.
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة إن "العدو ما زال يغلق ماريوبول"، موضحا أن "القوات الروسية لم تسمح بدخول مساعداتنا الى المدينة". ووعد بالقيام بمحاولة جديدة "غدا" السبت لإيصال مواد غذائية ومياه وأدوية.
وقال ستيفن كورنيش رئيس منظمة أطباء بلا حدود-سويسرا وأحد منسقي عمل المنظمات غير الحكومية في أوكرانيا في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن "الحصار ممارسة من العصور الوسطى" محظورة بموجب قوانين الحرب الحديثة.
من جهته أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة في تغريدة مرفقة بصورة حفرة أن "ماريوبول المحاصرة هي حاليا أسوأ كارثة إنسانية على هذا الكوكب. قتل 1582 مدنيا في 12 يوما ودفنوا في حفر جماعية مثل هذه".
كييف "رمز المقاومة"
كانت يوليا وزوجها من الأشخاص القلائل الذين تمكنوا من الفرار من ماريوبول منذ بدء الحصار وعبرا نقاط تفتيش روسية بخوف. وقالت "على الطريق، رأينا سيارات مدنية محترقة، وفي بعض الأحيان مقلوبة. فهمنا أن الروس أطلقوا عليها الرصاص".
وإضافة إلى ماريوبول، يركز الروس جهودهم على مدن كريفي ريغ وكريمنشوغ ونيكوبول وزابوريجيا، حسب الجيش الأوكراني.
لكن هدفهم الرئيسي يبقى كييف التي يحاولون تطويقها. وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول القضاء على الدفاعات في بلدات عدّة بشمال العاصمة وشمالها "لإغلاقها".
وأعلن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس زيلينسكي في تسجيل فيديو أن "كييف رمز للمقاومة"، مؤكّدا أنها تستعد لـ"دفاع لا هوادة فيه".
وتكشف أرقام نشرتها الأمم المتحدة الجمعة أن الأزمة الإنسانية تتسع. فقد فر أكثر من 2,5 مليون شخص من أوكرانيا بينهم 116 ألفا من رعايا دول أخرى منذ بدء الهجوم الروسي في 24 شباط. وتحدث رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن حوالى مليوني نازح آخرين داخل البلاد.
ويتوجه معظم هؤلاء اللاجئين إلى بولندا حيث قدر حرس الحدود ب1,5 مليون شخص عدد الذين عبروا الحدود منذ 24 شباط.
وفي رسالة شكر طويلة للبولنديين، أكد زيلينسكي في تسجيل فيديو أن هؤلاء اللاجئين "لا يشعرون أنهم زوار، وعائلاتكم رحبت بهم بحنان ولطف أخوي".
العقوبات مستمرّة
يواصل المعسكر الغربي تعزيز الضغط الاقتصادي على موسكو عبر التمهيد لفرض رسوم جمركية عقابية وتجفيف المبادلات التجارية لهذا البلد.
وانضم الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى واشنطن لحرمان روسيا من وضع "الدولة الأولى بالرعاية" الذي يسهل التجارة الحرة في السلع والخدمات.
واستهدفت واشنطن السلع الكمالية. فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حظر استيراد "سلع من قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي بينها المأكولات البحرية والفودكا والماس".
وحذر القادة الأوروبيون في اجتماع الجمعة في قمة فرساي من أن تشديد العقوبات قد يستمر.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين في ختام الاجتماع الذي استمر يومين "إذا كثف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين القصف وفرض حصارا على كييف وكثف مشاهد الحرب، فإننا نعرف أنه سيكون علينا فرض عقوبات شديدة مرة أخرى".
ولم يستبعد ماكرون أن يستهدف الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق واردات الغاز أو النفط التي لم تطلها الإجراءات حتى الآن بسبب الكلفة التي ستترتب على الأوروبيين الذين يعتمدون بشكل كبير على المحروقات الروسية.
من جهته، حذر بايدن الجمعة من أن روسيا ستدفع "ثمنا باهظا" إذا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا. لكنه تعهد "بتجنب" مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وموسكو لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى "حرب عالمية ثالثة".
لكن مساهمات هذه المجموعة الألمانية محدودة في روسيا ولا يتجاوز سقف ائتماناتها ال1,4 مليار يورو، أي نحو 0,3 بالمئة من محافظ قروضها الشاملة. لكنها تمتلك مركزا تقنيا يعمل فيه نحو 1500 خبير في المعلوماتية.
من جهتها، أعلنت روسيا أنها ستحد من الوصول إلى انستغرام متهمة هذه الشبكة للتواصل الاجتماعي بنشر دعوات إلى العنف ضد الروس مرتبطة بالنزاع في أوكرانيا ، بعد أن خففت الشركة الأم للتطبيق وفيسبوك قواعدها بشأن الرسائل العنيفة الموجهة إلى الجيش والقادة الروس.
دعوة إلى "الأمهات الروسيات"
ودعا زيلينسكي أمهات الجنود الروس إلى منع إرسال أبنائهن إلى "الحرب" في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر تلغرام "أريد أن أقول هذا مرة جديدة للأمهات الروسيات، خصوصا لأمهات المجندين. لا ترسلن أولادكن إلى الحرب في بلد أجنبي".
أضاف "تحقّقنَ من مكان وجود أولادكن. وإذا كان لديكن أدنى شك في إمكان إرسال أولادكن إلى الحرب ضد أوكرانيا، تصرّفن على الفور" لمنع مقتلهم أو خطفهم.
وتابع زيلينسكي "أوكرانيا لم ترغب أبدا في هذه الحرب الرهيبة. وأوكرانيا لا تريدها. لكنها ستدافع عن نفسها بقدر ما يتطلبه الأمر".
وأقرت روسيا الأربعاء للمرة الأولى بوجود مجندين في أوكرانيا وأعلنت أن عددا منهم تعرض للأسر.
ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية أرقام هواتف وبريدا إلكترونيا يمكن للأمهات من خلالها الحصول على معلومات بشأن أبنائهن المسجونين في أوكرانيا.
إجلاء الآلاف
كما قال زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون إنه تم إجلاء 7144 شخصا في المجمل من أربع مدن أوكرانية يوم الجمعة، وهو عدد أقل بكثير من العدد الذي تمكن من المغادرة في كل يوم من اليومين السابقين.
بدورها، قالت السلطات الأوكرانية إن عددا من المدن شهد مغادرة ما يقرب من 40 ألفا عبر ممرّات إنسانية يوم الخميس كما فر 35 ألفا يوم الأربعاء.
وقال زيلينسكي إن سكان تشيرنيف وإينرجودار وهوستوميل وكوزاروفيتشي تمكنوا من الفرار يوم الجمعة.
وقالت السلطات في وقت سابق إن الوضع في ماريوبول خطير حيث شددت القوات الروسية الخناق حول المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود ووصل عدد القتلى جراء القصف والحصار المستمر منذ 12 يوما إلى ما يقرب من 1600.
ويعيش سكان ماريوبول بدون كهرباء أو مياه منذ أكثر من أسبوع. وتحتل المدينة أهمية استراتيجية وكان يقطنها أكثر من 400 ألف شخص قبل الحرب.
وقال زيلينسكي "القوات الروسية لم تسمح بدخول المساعدات إلى المدينة وتواصل تعذيب شعبنا... سنحاول مرة أخرى (السبت)... إرسال الطعام والمياه والدواء".
------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / موسكو تقترب من العاصمة الاوكرنية كييف وتحذير من هجوم كيميائي… مأساة ماريوبول الانسانية تتفاقم
2022-03-12