الرئيسية / المرأة والمجتمع /تغذية صحية /قبيل رمضان.. ماذا يفعل الاستهلاك المفرط للسكريات بصحتك؟

ترتفع نسبة استهلاك الحلويات والسكريات في شهر رمضان

جريدة صيدونيانيوز.نت / قبيل رمضان.. ماذا يفعل الاستهلاك المفرط للسكريات بصحتك؟

صيدونيانيوز.نت/ تغذية صحية / 

قبيل رمضان.. ماذا يفعل الاستهلاك المفرط للسكريات بصحتك؟

عادة ما يتم ربط الاستهلاك المفرط للسكر بتسوس الأسنان، السمنة ومرض السكري. غير أن دراسة حديثة كشفت عن وجود صلة بين هذه المادة والعديد من الأمراض الخطيرة الأخرى، منها أمراض المناعة الذاتية.

لا تخلو الموائد العربية من الحلويات والسكريات على اختلاف أنواعها وأشكالها في العديد من المناسبات، و منها شهر رمضان. الكثير من السكر غير صحي، وهذا ليس بالشيء الجديد. ولكن ما الذي اكتشفه العلماء عن أضراره حتى الآن؟

يعرف الكثير من الناس أن الاستهلاك المرتفع للسكر غالباً ما يسببتسوس الأسنان، ويؤدي إلى السمنة، وبالتالي يرفع خطر الإصابة بمرض السكري عند البالغين". لكن المثير للقلق، أنه منذ 50 عاماً  كان مرض السكري من النوع الثاني محدود الانتشار، بحسب تقرير للجمعية الألمانية لمرضى السكري (DDG) للعام 2020. بيد أن اليوم، يعد مرض السكري من النوع الثاني أحد أكثر الأمراض انتشاراً.

... تشير بعض الدراسات الحديثة إلى وجود صلة بين الاستهلاك المفرط للسكر والعديد من الأمراض الأخرى - بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية.

عادة ما تنتشر الإلتهابات بصورة غير مرئية و خبيثة في الجسم، مما يؤدي إلى أمراض خطيرة، منها أمراض المناعة الذاتية.

توصل باحثون من جامعة يوليوس-ماكسيميليانس-فورتسبورغ (JMU) إلى أن الاستهلاك العالي للسكر قد يؤدي إلى تعزيز العمليات الالتهابية في جسم الإنسان وبالتالي تعزيز تطور أمراض المناعة الذاتية، حسب ما جاء في الموقع الطبي الألماني  Heilpraxis.

زيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

وفق بيان حديث صادر عن جامعة يوليوس-ماكسيميليانس-فورتسبورغ (JMU)، كشف عن أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من السكر والكربوهيدرات الأخرى على مدى فترة طويلة من الزمن معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. في هذه الحالة يهاجم جهاز المناعة نفسه، مما قد يؤدي إلى إصابة الجسم بمجموعة من الأمراض الخطيرة، منها أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة مثل مرض كرون، وهو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية. بالإضافة إلى أمراض عديدة أخرى، مثل التهاب القولون التقرحي ومرض السكري من النوع الأول والتهاب الغدة الدرقية المزمن.

كيف يرفع السكر مستوى الالتهابات؟ هي عملية معقدة للغاية. وقد عكف فريق الباحثيين على دراسة كيفية تحفيز السكر للالتهابات بالجسم، ونجحوا الآن في فك شفرة تفاصيل جديدة لهذه العملية ونُشرت نتائجها في مجلة "Cell Metabolism."

كيف تحدث العمليات الإلتهابية؟

تحتاج الخلايا المناعية إلى كميات كبيرة من السكر على شكل "غلوكوز" حتى تتمكن من أداء مهامها. بمساعدة ناقلات متخصصة موجودة في غشاء الخلية، تمكنها من امتصاص السكر"، كما يوضح د. مارتن فات، المشرف على الدراسة.

بالتعاون مع فريقه ، تمكن الباحث الآن من إظهار أن ناقل "غلوكوز معين"، والمعروف علمياً باسم  (GLUT3) في الخلايا التائية يؤدي وظائف التمثيل الغذائي الأخرى بالإضافة إلى إنتاج الطاقة من السكر.

ركز الباحثون في دراستهم على مجموعة من الخلايا في جهاز المناعة لم تكن معروفة منذ فترة طويلة: الخلايا التائية المساعدة من نوع 17، والمعروفة أيضاً باسم الخلايا الليمفاوية ( Th17). يعتقد أنها تلعب دوراً مهماً في تنظيم العمليات الالتهابية.

ويقول فات: "تحمل خلايا  (Th17) الكثير من بروتينات ( GLUT3 ) على سطحها الخلوي". تقوم هذه الخلايا بتحويل "الغلوكوز" المبتلع إلى حمض الستريك. يتم تحويل هذا بدوره في بلازما الخلية إلى "أسيتيل مرافق الإنزيم-أ"، وهو ما يعد مادة أولية تساعد في تخليق المواد الدهنية.

نهج جديد في العلاج

غير أن "أسيتيل مرافق الإنزيم-أ" يأخذ المزيد من مهام خلايا (Th17). ووجد فريق البحث أن هذا المستقلب يمكنه أيضاً تنظيم نشاط أقسام الجينات المختلفة في نواة الخلية. وبهذه الطريقة يكون لها تأثير مباشر على نشاط الجينات المسببة للالتهابات هناك.

وفق الباحثين، تفتح النتائج الجديدة نقاط انطلاق للعلاج الموجه لأمراض المناعة الذاتية.على سبيل المثال، يمكن أن يمنع منع تخليق "أسيتيل مرافق الإنزيم-أ" المعتمد على (  GLUT3 ) مع المكمل الغذائي هيدروكسي سيترات، والذي يستخدم لعلاج السمنة، الوظائف المسببة للأمراض لخلايا (Th17) وبالتالي تقليل العمليات الالتهابية المرضية في الجسم.

ووفقًا للخبراء، فإن "إعادة البرمجة الأيضية" للخلايا التائية هي هدف جديد ومحدد لعلاج أمراض المناعة الذاتية دون الحاجة إلى "إيقاف" جهاز المناعة تماماً. كما يمكن أن يكون للنظام الغذائي المقيّد بالسعرات الحرارية تأثير مفيد على الإضطرابات المناعية.

إ.م/ع.ش

 

 

2022-03-30

دلالات: