صيدونيانيوز.نت / رياضة / حبّة تعطي فوائد الرياضة دون عناء ممارستها!… كيف؟
هل تخيلت أن يتمكن العلماء من ابتكار دواء يمكن بتناوله الحصول على فوائد الرياضة بدون الاضطرار لممارساتها؟ .. يبدو أن الأمر اقترب للتحقق في الواقع بعد النتائج المثيرة التي توصل لها باحثون بالولايات المتحدة. فما القصة؟!
بعدما ثبت أن التمرين المنتظم”يساعد على إنقاص الوزن وتنظيم الشهية وتحسين التمثيل الغذائي في الجسم، خاصة لدى الأشخاص ممن يعانون من الوزن الزائد أو السمنة"، يسعى الباحثون إلى فهم الآلية التي تؤدي بها التمارين الرياضية إلى تحقيق هذه الفوائد.
وفيما يعد كشفًا علميًا مثيرًا، تمكن باحثون في الولايات المتحدة مؤخرا من التعرف على مُركَب في الدم ينتجه الجسم أثناء ممارسة الرياضة ”قادر على خفض السمنة وأثار الطعام"، وفقا لموقع ساينس ديلي العلمي ScienceDaily.
ويشرح الأستاذ المساعد لعلم الأمراض بجامعة ستانفورد الأمريكية والمشارك في الدراسة، جوناثان لونج: "أردنا أن نفهم الكيفية التي تعمل بها التمرينات الرياضية على مستوى الجزيئات في الجسم حتى نتمكن من الحصول على بعض فوائدها (التمرينات).”
وأجرى الفريق البحثي تحليلا شاملا للمركبات الموجودة في بلازما الدم المسحوبة من فئران تجارب بعد قيامها بجري مكثف على جهاز الجري. وعثر الباحثون في العينات المسحوبة على حمض أميني معدل يسمى ”لاك-في" Lac-Phe، مكون من مادة ”اللاكتات" الناتجة عن التمرين الشاق والمسؤولة عن الإحساس بالحرقان في العضلات، إلى جانب مركب ”الفينيل ألانين" وهو حمض أميني يعتبر من المكونات الأساسية للبروتين.
وفي عينة الفئران المصابة بالسمنة بسبب النظام الغذائي أي التي تعيش على نظام غذائي غني بالدهون، أدت جرعة عالية من حمض لاك-في الذي تم اكتشافه إلى الحد من تناولهم الطعام بنسبة 50٪ تقريبًا لمدة 12 ساعة دون تأثر حركتها أو معدل بذلها للطاقة. وبحصول الفئران على المادة المكتشفة على مدار 10 أيام، انخفض معدل تناول الطعاموانخفض الوزن وفقد الجسم الدهون وتحسن التمثيل الغذائي، وفقا لموقع كلية بايلور للطب Baylor College of Medicine.
وعثر فريق البحث، الذي نشره في دورية ناتشر العلمية Nature، على مستويات مرتفعة من حمض ”لاك-في" لدى كلا من البشر وخيول السبق بعد القسام بنشاط بدني. ووفقا لبيانات خاصة بالتمارين الرياضية، يتسبب تمرين العدو السريع في الزيادة الأكبر لمادة ”لاك-في" في بلازما الدم، يأتي بعد ذلك تمارين المقاومة ثم تمارين التحمل.
ويرى أستاذ التغذية والبيولوجيا الجزئية بكلية بايلور للطب المشاركة في البحث، دكتور يونغ شو، أن بهذا الكشف ”نحن أقرب إلى مساعدة العديد من الأشخاص على تحسين صحتهم"، على حد قوله. ويضيف شو: ”هدفنا هو تعلم نموذج مسار هذه التمرينات من أجل استخدامه في العلاج".
ويوضح لونج الأمر بضرب مثال عن ابتكار علاجات لكبار السن أو أصحاب الأجسام الضعيفة ممن لا يستطيعون ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، ويقول: ”قد يستفيدوا يوما ما من خلال تناول دواء يمكن أن يساعد في إبطاء هشاشة العظام أو أمراض القلب أو غيرها من الحالات."
د.ب./خ.س
2022-06-27