الرئيسية / أخبار لبنان /إقتصاد وأعمال /الوزير حميّة رفض التراضي رغم قانونيته: مزايدة السوق الحرّة ستُعاد بالدولار

(هيثم الموسوي)

جريدة صيدونيانيوز.نت / الوزير حميّة رفض التراضي رغم قانونيته: مزايدة السوق الحرّة ستُعاد بالدولار

 

Sidonianews.net

--------------------

الأخبار 

قرر وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية إلغاء مزايدة السوق الحرّة وإعادتها بعد تعديل سعر الافتتاح وتحديده بالدولار الأميركي. استند الوزير إلى المادة 25 من قانون الشراء العام التي كانت تجيز له خيارين؛ أحدهما توقيع الاتفاق بالتراضي مع الشركة الفائزة، أو إلغاء المزايدة من أساسها وإعادتها. حميّة قرّر اللجوء إلى الخيار الثاني نظراً إلى التغييرات الجوهرية التي طرأت على ملف التلزيم، أي تحديد سعر الافتتاح بالدولار الأميركي بدلاً من الليرة اللبنانية، أما الشركة الفائزة، أي «باك» فكانت قد طلبت الانسحاب وباتت متردّدة في المشاركة في المزايدة الجديدة.

 

«كما يقول القانون سأتصرّف». هذه كانت إجابة وزير الأشغال العامة علي حمية بشأن ملف تلزيم مزايدة السوق الحرّة بعدما تبيّن أن هناك مشكلة جوهرية في عملية التلزيم. المشكلة ظهرت عندما أعدّ مندوب هيئة الشراء العام عمر البرّاج، تقريراً عن جلسة فضّ العروض أظهر أن هناك ما يستدعي إعادة النظر بعملية التلزيم بكاملها. فأشار إلى أنه «يجب على لجنة التلزيم أن تعتبر أنه لم يتقدّم سوى عرض واحد مقبول»، أما العرض الآخر «فهو يحتمل الشبهة وهو بحاجة إلى جهة مختصّة بموضوع التدقيق المالي للتحقق من مدى صحّة وقانونية الإفادة التي قدّمها العارض». العارض الذي يشير إليه البرّاج هو ليس العارض الذي أعلن فوزه، بل هو الشركة المنافسة التي جاء عرضها أقل وهي شركة «انتروورلد». فهذه الأخيرة قدّمت مستنداً لا يتضمن بوضوح أنها تملك المؤهلات المالية المطلوبة في دفتر الشروط، بل يشير إلى أنها تعمل ضمن مجموعة لديها المؤهلات المالية. دفتر الشروط ينص على تقديم إفادة عن حجم مبيعات الشركة بما لا يقل عن 60 مليون دولار سنوياً، بينما الشركة قالت إنها تنتمي إلى مجموعة (لم تحدّد المجموعة لأن الإفادة صادرة عن خبير محاسبي) لديها حجم مبيعات «يجاوِر» (ليس يتجاوز) 60 مليون دولار سنوياً.ad

 

لجنة التلزيم المؤلفة من رئيس هو سعيد الغرلي، وعضوين هما: عيسى كمال وطوني عسّاف، وافقت على هذه الإفادة ومضت في عملية فضّ العروض. يقول البرّاج إنه اعترض على الأمر، لكن لم يُستمع إليه، وإن «لجنة التلزيم لم تذكر أياً من ملاحظاتي في محضر التلزيم». وعندما مضت لجنة التلزيم في فضّ العروض المالية، تبيّن أن «باك ديوتي فري» قدّمت السعر الأعلى بقيمة 1120 مليار ليرة مقابل «انتروورلد» التي كان سعرها 1000 مليار ليرة. وجرت ترسية المزايدة، بشكل مؤقت، على العارض الأعلى، أي على «باك».

لكن عندما أعدّ البراج تقريره، طلبت هيئة الشراء العام كامل الملف، وأعدّت تقريراً يتبنى ملاحظات مندوبها عمر البراج خلافاً لما تبنّته اللجنة في كتابها الموجّه إلى مدير الطيران المدني في 25 تشرين الأول 2022، إذ تقول: «كانت اللجنة حريصة على إعطاء الفرص المتساوية لمختلف العارضين، وتبيّن لنا من خلال المستندات المقدمة أن العارض الرقم 1 (انتروورلد) لديه الملاءة المالية الكافية للقيام بالاشتراك والمزايدة... جميع ما جرى في جلسة التلزيم كان موافقاً لجميع النقاط الواردة في دفتر الشروط».

إذاً، المشكلة ليست مع «باك»، إنما فوز هذه الأخيرة جرى على حساب شركة غير مؤهلة وهي لا تتحمّل نتيجته. إنما بفضّ العروض المالية انكشف سعر الشركة الفائزة، وباتت إعادة المزايدة عاملاً سلبياً ضدّ «باك» في أي مزايدة جديدة، لكنها قرّرت أن تنسحب من الفوز. مسؤولو الشركة قالوا لـ«الاخبار»: إن إجبار الدولة على توقيع العقد كان ممكناً بالقوّة القانونية بعد انكشاف السعر المقدّم من قبلنا، إنما اليوم أكثر من قبل بتنا مترددين في المشاركة مجدداً في هذه المزايدة. فما هو معلوم من الجميع أن عدد المسافرين تراجع كثيراً والقدرة الشرائية تراجعت أيضاً. المسافرون باتوا يفضّلون تقديم الهدايا نقداً لعائلاتهم بدلاً من شراء هدية من السوق الحرّة. أيضاً لا نريد توقيع عقد بالتراضي، لذا وجّهنا كتاباً إلى مديرية الطيران المدني نعتذر فيه عن عدم الاستمرار في نتائج المزايدة».

 

«باك» مترددة في المشاركة مجدداً رغم تنازلها عن الفوز

 

وزير الأشغال العامة كان أمام خيارين. فهو من جهة لا يريد أن يخرق القانون، ولا أن يستعمل حقه القانوني بشكل يظهر أنه منحاز. عُرضت عليه مجموعة خيارات؛ من بينها توقيع عقد بالتراضي استناداً إلى البند الرابع من المادة 25 من قانون الشراء العام التي تنصّ على الآتي: «تُلغي الجهة الشارية الشراء و/أو أيّاً من إجراءاته في حالة العرض الوحيد المقبول، غير أنه يحقّ لها اتّخاذ قرار معلَّل بالتعاقد مع مقدِّم العرض الوحيد المقبول إذا توافرت الشروط التالية مجتمعة: أ -­ أن تكون مبادئ وأحكام هذا القانون مُطبَّقة وأن لا يكون العرض الوحيد ناتجاً من شروط حصرية تَضمَّنَها دفتر الشروط الخاص بمشروع الشراء؛ ب -­ أن تكون الحاجة أساسية ومُلِحّة والسعر مُنسَجِماً مع دراسة القيمة التقديرية؛ ج -­ أن يتضمَّن نَشر قرار الجهة الشارية بقبول العرض الفائز (التلزيم المؤقت) نصّاً صريحاً بِتقدُّم العارض الوحيد المقبول ونيّة التعاقُد معه».

إلى جانب ذلك، عُرض على حمية إحالة الملف إلى ديوان المحاسبة حيث يمكن البتّ فيه، وعُرض عليه أيضاً إلغاء المزايدة وإعادتها بالاستناد إلى البند الأول من المادة 25 الفقرة (أ) التي تنصّ على الآتي: «عندما تجد الجهة الشارية ضرورة إحداث تغييرات جوهرية غير متوقَّعة على ملفات التلزيم بعد الإعلان عن الشراء». وطلب الوزير في قرار الإلغاء أن يعاد النظر بمتغيّر أساسي في دفتر الشروط هو سعر الافتتاح وتحديده بالدولار الأميركي بدلاً من الليرة اللبنانية.

 

ما ليس واضحاً لدى الجميع أن ملف التلزيم لم يكن كلّه بالليرة اللبنانية، بل إن قسماً كبيراً منه هو بالدولار، إذ إنه في دفتر الشروط ورد أنه يترتب على الشركة الفائزة أن تدفع علاوة ثابتة بقيمة 3.5 دولارات عن كل راكب في المطار. هذه العلاوة هي الجزء غير الخاضع للمزايدة، إنما للتقدير العام حول عدد الركاب وما يمكن أن ينفقوه في السوق الحرّة. في هذه السنة، يتوقع أن يكون عدد الركاب 6 ملايين، أي أنّ ما يمكن أن تتلقاه الخزينة يبلغ 21 مليون دولار سنوياً، وهو رقم قابل للازدياد إذا ارتفع عدد الركاب إلى 8 ملايين، كما بلغ سابقاً ليصل المبلغ الذي تتلقاه الخزينة إلى 28 مليون دولار.

-----------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / الوزير حميّة رفض التراضي رغم قانونيته: مزايدة السوق الحرّة ستُعاد بالدولار

2022-11-03

دلالات: