Sidonianews.net
-----------
جريدة صيدونيانيوز.نت
غسان الزعتري ورئيفة الملاح
خيمت تداعيات كارثة صيدا البيئية المتمثلة بإنتشار النفايات في شوارع وأحياء مدينة صيدا ، وما أعلنه محافظ الجنوب منصور ضو عن تقديم رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي إستقالته، وأنه كمحافظ تريث في قبولها، والتصريحات المتعلقة بالأزمة التي أطلقها كل من النائبين أسامة سعد وعبدالرحمن البزري، خيمت على المؤتمر البيئي الذي عقد في البلدية بدعوة مشتركة مع مؤسسة الحريري وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي برعاية وحضور وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين وبمشاركة فاعليات وشخصيات.
في كلمة الرئيس السعودي أشار إلى غمز البعض بما يتعلق بهذه الأزمة... في حين تضمنت كلمة النائب الدكتور أسامة سعد مواقف وصفها بأنها صريحة وفيها دعوة للتصعيد في حال لم يتم إيجاد حلول لكارثة صيدا البيئية وطالب بوقف إستقبال النفايات من قبل معمل النفايات المتوقف عن العمل ، من خارج نطاق صيدا وبخطوات تصعيدية قد تصل إلى الإضراب العام.
فيما دعا النائب الدكتور عبدالرحمن البزري للإلتفاف جميعا من أجل الخلاص من كارثة صيدا البيئية بشكل سريع بالتعاون مع وزارة البيئة والهيئات الدولية، لافتا إلى أنه إذا أردنا فتح صفحة بيئية جديدة في المدينة علينا بالمحاسبة والتعاون فيما بيننا.
كلمة الرئيس السعودي
بسم الله الرحمن الرحيم
أكثر من اثنا عشرة سنة مرت على انتخاب هذا المجلس البلدي بمعظم اعضاءه الحاليين وبعض من المجلس السابق... اذكر يومها عندما وضعنا لائحة المشاريع التي ننوي تنفيذها، وعلى راسها الهدف البيئي الأول ، وهو ازالة جبل النفايات العشوائي من جنوب المدينة، والذي مضى على وجوده عشرات السنين، قال الكثيرون يومها أن هذا مجرد "برنامج انتخابي على الطريقة اللبنانية"، وعود واحلام يدغدغ بها المرشح مشاعر الناس لكسب اصواتهم، ينساها المرشحون بعد فوزهم، ومع الوقت يطويها النسيان...
مرت اربع سنوات، ونجحنا بفضل الله أولا، ومن ثم بدعم فعاليات المدينة من سياسيين وجمعيات، على تحقيق الانجاز التاريخي بازالة جبل النفايات، اضافة الى كثير من مشاريع البنية التحتية التي وعدنا بها والتي استكملناها خلال السنوات اللاحقة... اليوم، مرت ثماني سنوات على ازالة الجبل ... الحلم اصبح حقيقة والجبل اصبح حديقة ... شعار رفعه المحتفلون يومها بهذا الإنجاز، ونفس الشعار يستعمله اليوم البعض للغمز من قنوات أخرى لا سيما لناحية ازمة النفايات المستجدة منذ بضع سنين والتي تفاقمت بعد الأزمة الاقتصادية...
للغامزين نقول، اننا كما تحملنا منذ اليوم الأول مسؤولية القيام بواجباتنا، ورغم كل الصعوبات، ورغم كل الظروف التي مرت على كل لبنان، ونالت صيدا نصيبها منه لا سيما لناحية تراكم النفايات، الا اننا نجحنا حتى الأمس القريب، بالتخفيف قدر الإمكان من وقع الهم البيئي الذي يضرب مناطق اخرى من لبنان بدرجة اكبر مما هو في مدينتنا...
واليوم في الاعلان عن المنتدى البيئي للمدينة، نكرر توجيه الدعوة الى كل فعاليات المدينة وابناءها لتحمل مسؤولياتهم امام الواقع الصعب الذي يفرض نفسه، لتجاوز كل التحديات التي تواجهنا الآن او التي ستواجهنا في المستقبل، لا سيما من خلال المساهمة في الصندوق الذي اطلقته البلدية لتمويل جمع النفايات، او اي طريقة اخرى يجدونها انسب انما المهم ان تؤدي الى حلول ايجابية.
هذا المنتدى سيكون باذن الله مساحة لعرض الوقائع ومشاركة الافكار والحلول المطروحة، دون تسجيل نقاط هنا او هناك، لأن مصلحة المدينة فوق كل اعتبار، وانا شخصيا ساكون من المشاركين الدائمين في هذا المنتدى، بغض النظر عما ستؤول اليه الأمور في الأيام القادمة فيما خص استقالتي، لأنني كما تحملت المسؤولية وانا في موقع السلطة، سابقى كواحد من ابناء هذه المدينة متحملا للمسؤولية على قدر استطاعتي لو من خارج السلطة، عسى ان يوفقنا الله في ان نخلق من الضعف قوة، ونستمر عكس الظروف الصعبة بتأمين الحد الأدنى من السلامة البيئية في صيدا..
باسمي وباسم بلدية صيدا ارحب جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة النائب الدكتور أسامة سعد
أكد النائب أسامة سعد، في كلمة ألقاها في منتدى صيدا البيئي، الذي عقد اليوم في بلدية صيدا برعاية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، "ان قضايا البيئة هي من أهم القضايا التي يتوجب علينا جميعاً إعطاؤها كل الاهتمام، بالنظر لتأثيرها البالغ على نوعية الحياة في الحاضر والمستقبل وعلى مختلف الصعد"، مشيرا الى ان "الحفاظ على البيئة وسلامتها، والاستدامة البيئية، والدفاع عن البيئة في مواجهة كل الانتهاكات، هي من أولى الأولويات بالنسبة لنا وطنياً وإنسانياً".
وقال: "نحو مدينة مستدامة بيئياً، وصيدا نموذجاً"، هو حلم جميل لا بد أن نسعى إليه بكل طاقاتنا. لكن، للأسف الشديد، الواقع مختلف تماماً. إذ بينما نلتقي هنا اليوم في بلدية صيدا، وفي إطار منتدى صيدا البيئي، نرى، بكل حزن وغضب، الأوضاع البيئية في هذه المدينة في أسوأ الأحوال. مئات الأطنان من النفايات المكدسة في الشوارع والأحياء وبين المنازل والمدارس والمستشفيات تنشر الروائح الكريهة والأمراض وتلحق أفدح الأضرار بالصحة العامة وبالحياة الاقتصادية والاجتماعية. كما نجد معمل معالجة النفايات وهو شبه متوقف عن العمل يستقبل النفايات، لا ليعالجها، بل ليجعل من ألوف الأطنان منها سلاسل من التلال المتنامية داخله وفي جواره. من إنجازات تلال النفايات تلويث الشاطئ والبحر وتشويه الطبيعة ونشر الروائح النتنة في أجواء المدينة وتغذية القوارض المؤذية ونشر العديد من الأمراض".
اضاف: "إن مواجهة هذه الكارثة البيئية هي واجب على الجميع، من وزارة البيئة وسائر الوزارات المعنية إلى بلديات صيدا والجوار، إلى الجمعيات البيئية والهيئات والفاعليات وسائر المواطنين. ونشدد على ضرورة الإسراع في إتخاذ الإجراءات العاجلة لإنقاذ مدينة صيدا والجوار من هذه الكارثة".
واقترح النائب سعد توصيات في هذا المنتدى، وطالب بلديات صيدا والجوار بتحويل التوصيات إلى قرارات تنفيذية من دون أي إبطاء. وهي:
أولاً : حول معمل معالجة النفايات: بما أن معمل معالجة النفايات شبه متوقف عن العمل ، كما أثبت العجز عن معالجة كميات النفايات الواردة إليه، بدليل تراكم ألوف الأطنان من دون معالجة داخل المعمل وفي جواره، فإننا نطالب بلدية صيدا بما يأتي:
1- مصادرة المعمل من قبل بلدية صيدا نظراً لعدم التزام إدارته بموجبات العقد الذي وقعته مع البلدية، وبعد ما تسبب به من أضرار للمدينة. على أن تقوم البلدية بتشغيل المعمل بالطريقة الأفضل، ومن خلال الاستعانة بالدعم التقني والمادي لوزارة البيئة.
2- مطالبة وزارة البيئة بتقديم المساعدة اللازمة إلى بلدية صيدا بهدف معالجة ألوف الأطنان من النفايات المتراكمة داخل المعمل وفي جواره.
3- بانتظار معالجة وضع المعمل وتحديد قدرته الاستيعابية بما لا يشكل عبئاً على المدينة، وإيجاد الحل المتكامل لمسألة النفايات، ولا سيما إيجاد مطمر للعوادم من خلال التعاون بين بلدية صيدا وبلديات الجوار، يتوقف المعمل عن استقبال أي نفايات من خارج النطاق الإداري لمدينة صيدا. ذلك لأن الاستمرار في رمي كميات كبيرة من النفايات على أرض المعمل وفي جواره من دون أي معالجة، يهدد بتحويل قسم كبير من شاطئ صيدا إلى مكب عشوائي للنفايات. وهو عبء لم تعد المدينة قادرة على تحمله.
ثانيا: حول جمع النفايات وكنس الشوارع
1- في مواجهة توقف الشركة الملتزمة لجمع النفايات من مدينة صيدا والجوار عن القيام بعملها، نطالب بلدية صيدا، وسائر بلديات الجوار، بالمبادرة إلى القيام مباشرة بجمع النفايات، كل بلدية في نطاقها الجغرافي، وبالاستناد إلى دعم وزارة البيئة، وذلك بالإضافة إلى أعمال كنس الشوارع والحفاظ على نظافتها.
2- مطالبة الحكومة بالإسراع في تسديد مستحقات البلديات من الصندوق البلدي المستقل، مع دعوة الصندوق إلى التوقف عن الدفع إلى الشركة الملتزمة جمع النفايات، وإعطاء كل بلدية بشكل مباشر مستحقاتها".
وطالب سعد "كل الوزارات والبلديات والهيئات المعنية بتحمل مسؤولياتها، والتحرك لإنقاذ منطقة صيدا من هذه الكارثة البيئية، من خلال إتخاذ الإجراءات المطلوبة". وقال: "نحن لا نقبل لمنطقة صيدا، ولا لأي منطقة أخرى، أن تترك فريسة لهذا الواقع الكارثي. لذلك، وفي حال عدم الالتزام بمعالجات جدية، فإن أبناء المدينة وهيئاتها وفاعلياتها سوف يطلقون تحركات ضاغطة متصاعدة، وصولاً إلى الإضراب العام وغيره من التحركات"، مؤكدا "ان سلامة البيئة هي حق من حقوق المواطن، مثلها مثل حقوقه الاجتماعية والوطنية. فلنتحرك معا دفاعاً عن حقوق كل المواطنين".
----------------
كلمة النائب الدكتور عبدالرحمن البزري
البزري: كي نفتح صفحة بيئية جديدة في المدينة علينا بالمحاسبة والتعاون فيما بيننا . فالبيئة هي كل متكامل وليست فقط محصورة بالنظافة أو الطبيعة أو بجمع النفايات بل هي حقٌ مكتسب لكل مواطنٍ أقرّته شريعة حقوق الإنسان وهي تُعنى بكافة أوجه الحياة الإنسانية. كما أذكّر الحضور الكريم أن الطبيعة لا تحتاج إلى الإنسان بل الإنسان هو الذي يحتاج الى الطبيعة التي هي قادرة على التأقلم بينما قد لا يستطيع الإنسان ذلك. أما الاستدامة البيئية فهي حفظ الموارد الطبيعية، وحماية النظم البيئية، ودعم الصحة والرفاهية حالياً ومستقبلا ولأن ما نقوم به اليوم سيكون له مردود وتأثير مستقبلي على البيئة، فالعامل الأساسي في الاستدامة البيئية هو النظرة المستقبلية، وتقدير الأثر البيئي لكل ما نقوم به. إذاً الاستدامة البيئية هي الإستجابة الآنية دون تعريض مستقبل الأجيال القادمة في قدرتهم على الإستجابة لاحتياجاتهم.
من المؤسف والخطير أن الإستجابات الحالية للإحتياجات في لبنان عموماً وفي صيدا ومنطقتها تحديداً تؤثر على فرص الأجيال القادمة في حماية الموارد الطبيعية واستدامتها، فعلى الصعيد الوطني يجب دعم دور وزارة البيئة وإعطائها صلاحيات تنفيذية وقدرات رادعة، ويجب العمل على إنشاء الهيئة الوطنية للمعايير البيئية والتي وجب أن تكون مستقلة وإن بإشراف وزارة البيئة. ومن المفترض أن تكون دراسات الأثر البيئي شرطاً من شروط الترخيص لأي مشروع عام أم خاص قبل بدء التنفيذ لا بعده.
أما على الصعيد الصيداوي فإن صيدا تعاني من مشاكل وأزمات بيئية تُهدد أمن مواطنيها ومستقبلهم، وهي ليست بالضرورة مسؤولية صيداوية بحتة وإنما مسؤولية وطنية تتحمل جزءاً منها الحكومات المتعاقبة ووزارة البيئة. وإنني أؤيد وأثني على كل ما ورد في كلمة الزميل الصديق النائب أسامه سعد عن المشاكل الحالية والآنية للمدينة ومدى خطورتها، وضرورة الإسراع بحلها والتحرك الشعبي في حال فشلت الحلول.
أما على صعيد الإستدامة البيئية فلطالما تغنّى الجميع ببحر صيدا وصياديها، فنحن مدينة قدّر لها أن تنعم بواجهة بحرية طولها 7 كلم، تمّ القضاء على معظم شواطئها بطرقات سريعة واوتستراداتٍ وتعدياتٍ على الأملاك العامة، كما أننا أوجدنا على واجهتنا البحرية ونتيجة لسياساتٍ خاطئة جبال نفايات تلوث مياهنا. صحيح ان البلدية الحالية ساهمت في حل مشكلة جبل النفايات القديم لكن سوء إدارة مركز معالجة النفايات أنتجت عدة تلال وجبال جديدة، كما أننا لوثنا بحر صيدا بتحويل مياه الصرف الصحي لأكثر من 70 بلدة تصب في بحر المدينة دون معالجة أو صيانة لشبكة الصرف الصحي.
أما التغنّي ببساتين صيدا القديمة، وزهر الليمون، والليمون الموردي وغيرها فلقد قضينا عليه بالقضاء على المساحات الخضراء واستبدلنا البساتين بأبنية بشعة غير منظّمة ونحن نتساءل عن دور التنظيم المدني بهذا الخصوص.
أما أنهار صيدا فلقد قضينا عليها بالتعديات والتلوث وجفت وتحولت الى أقنية مشتركة مع المجارير والصرف الصحي.
والنفايات في الشوارع تشكل خطرا على صحة وسلامة المواطنين وتنذر بأمراض عديدة .
ولأننا اليوم بصدد الحديث عن البيئة المستدامة وفتح صفحة جديدة والتطلع الى مستقبل حقيقي نريده لأبنائنا فلنبدأ:
أولاً: بالمحاسبة فمن لا يستطيع القيام بعملٍ أو إلتزام فلا يجب أن يقدم عليه.
ثانياُ: علينا جميعاً تحمّل المسؤولية، فالمسؤولية البيئية تبدأ أولاً بشكل يومي وفردي من خلال تصرفاتنا، ثم تصبح مسؤولية جماعية ومجتمعية، لتصبح مسؤولية بلدية ونحن نقف الى جانب البلدية في حال تطبيقها للقوانين، ومن ثم تصبح مسؤولية إدارية حيث تقوم مختلف إدارات الدولة بالمساعدة في تنفيذ القوانين البيئية، ونطالب سماحة المفتي سوسان ومختلف المراجع الدينية بتعميم الثقافة البيئية في مختلف دور العبادة، ونتوجه للمجتمع الأهلي وأنتم ممثليه وشرائحه للقيام بدوره وتحمل المسؤولية.
كما ونتوجه لوزارة البيئة لتكون مسؤولة وشريكة حقيقية في تحمل تبعات هذا الملف. فوجود وزير البيئة وممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة في الشرق الأوسط بيننا هو دليل على أن صيدا تحظى بدعم مركزي ودولي وليست متروكة.
علينا أن نحوّل مشاكلنا البيئية وضعفنا البيئي إلى قوة لحل القضايا البيئية الخطيرة، وأقول نيابة عن نفسي وعن زميلي النائب اسامة سعد أننا سنتابع مع مختلف الإدارات المعنية القضايا البيئية المتعلقة بصيدا وسن القوانين والتشريعات الضرورية.
"خلينا نحوّل صيدا اليوم من مدينة الأزمات البيئية المستعصية والتي تضر مدينتنا وصحتنا وأولادنا وإقتصادنا وزراعتنا وسياحتنا، نحوّلها إلى نموذجٍ بيئي بتعاوننا معاً جنباً إلى جنب"، فالجميع مسؤول وعلينا تحمّل مسؤوليتنا والقيام بدورنا لنعطي أولادنا وأجيالنا القادمة فرصة حقيقية في بيئةٍ مستدامة.
صيدا في 14/12/2022
---------------
موضوع ذات صلة
بالصور : منتدى صيدا البيئي برعاية الوزير ياسين توج أعماله بتوقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة الحريري وبرنامج الأمم المتحدة
2022-12-14 أخبار صيدا
جريدة صيدونيانيوز.نت
بالصور: تداعيات الأزمة البيئية وإستقالة السعودي خيمت على مؤتمر صيدا البيئي في دار البلدية ورسائل متبادلة وغمز وصراحة تصل للتصعيد والإضراب
2022-12-14