Sidonianews.net
-----------
نداء الوطن
إسرائيل تُنفّذ أوّل عمليّة اغتيال في الضفة منذ 2005
المستوطنون يشنّون حملة إنتقامية وحشية ضدّ الفلسطينيين
حوّل المستوطنون الإسرائيليون، بحماية من الجيش، حياة فلسطينيي ترمسعيا وعوريف وغيرهما من البلدات والقرى جحيماً أمس، حيث أُحرقت عشرات المنازل والسيّارات في حملة انتقامية وحشية وممنهجة، فيما قتلت القوات الإسرائيلية الشاب الفلسطيني عمر أبو القطين بالرصاص أثناء دفاعه عن ترمسعيا شمال شرق رام الله.
وبينما تتصاعد حدّة التوترات الميدانية التي تتّخذ طابعاً دينيّاً خطراً، أظهرت فيديوات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات المستوطنين الذين يُهاجمون ترمسعيا، إضافةً إلى عوريف، مسقط رأس منفّذي "عملية عيلي". كما شنّ المستوطنون سلسلة هجمات مماثلة ليل الثلثاء - الأربعاء على العديد من القرى، أحرقوا خلالها مساحات واسعة من الحقول الزراعية، وعدداً كبيراً من المركبات، وحطّموا بيوتاً ومحالّ تجارية.
وفي ما يبدو أنّه عودة إلى سياسة الاغتيالات التي توعّدت بها الدولة العبرية أخيراً، كشف الجيش الإسرائيلي مساء أمس أنّه استهدف "خلية إرهابية" مسلّحة قامت بتنفيذ عمليات إطلاق نار عدّة في اتجاه بلدات إسرائيلية، بطائرة مسيّرة في محيط مدينة جنين، ما أدّى إلى القضاء على الخلية. وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 3 فلسطينيين بالضربة المسيّرة، فيما تُعتبر هذه العملية الأولى من نوعها منذ 2005 في الضفة.
وبالعودة إلى "غارات" المستوطنين، اعتبرت حركة "حماس" اعتداءات المستوطنين على البلدات الفلسطينية "جريمة بشعة وتصعيداً خطراً"، مؤكدةً أن تلك الاعتداءات "ستُقابل بمزيد من الصمود والمقاومة"، في حين نعت "كتائب شهداء الأقصى" الشابَين جمال حشاش وعلاء الحفناوي من مخيّم بلاطة اللذَين قُتلا أثناء إعداد عبوة ناسفة خلال الليل.
وفي ردود الفعل الخارجية، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" إزاء تصعيد أعمال العنف في الضفة الغربية، مؤكدةً أن تقارير عن هجوم شنّه إسرائيليون على قرية فلسطينية "مقلقة". كما دان السفير البريطاني لدى إسرائيل نيل ويجان العنف في الضفة، مشدّداً على ضرورة "محاسبة المستوطنين المسؤولين عن العنف".
وأعرب الاتحاد الأوروبي بدوره عن قلقه من هجمات المستوطنين المتكرّرة على البلدات الفلسطينية، مديناً العنف، فيما دانت الخارجية الأردنية "بأشدّ العبارات اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على عدد من القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلّة"، مطالبةً بوقفها فوراً. بالتزامن، طالبت مصر بالوقف الفوري لاعتداءات المستوطنين على عدد من القرى الفلسطينية.
في المقابل، قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بناء 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "عيلي". ووصف مكتب نتنياهو ذلك بأنّه ردّ على الهجوم الفلسطيني المسلّح الذي أودى بحياة 4 مستوطنين في "عيلي" الثلثاء.
في غضون ذلك، وبعد صدامات عنيفة بين أهالي الجولان والشرطة الإسرائيلية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ نتنياهو وعد الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ موفق طريف بوقف أعمال بناء توربينات الرياح في الجولان التي يعترض عليها الأهالي.
تزامناً، وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران أمس، غزة، بأنّها "مركز المقاومة"، مؤكداً في الوقت عينه أن المنطقة التي ستُركع العدو هي الضفة الغربية. وأشار خامنئي إلى أنّ "الشباب الفلسطيني الآن في الساحة، والأهمّ من ذلك أنهم يعتمدون على الإسلام والفكر الإسلامي"، مشدّداً على أنّ "أرض فلسطین ملك لجميع المسلمين، ولذلك على المسلمين جميعاً أن يدخلوا الساحة من أجل تحريرها".
-------------
إسرائيل تُدمّر منزل فلسطيني في نابلس... وإضراب شامل في جنين
في خضمّ توتر ميداني شديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية، حيث قُتل نحو 20 شخصاً، بينهم 4 مستوطنين، هذا الأسبوع، دمّر الجيش الإسرائيلي في نابلس بشمال الضفة منزل الفلسطيني كمال جوري الذي تتّهمه الدولة العبرية بالمشاركة في هجوم قُتل فيه جندي إسرائيلي العام الماضي.
ودخل الجنود الإسرائيليون ليل الأربعاء - الخميس إلى المدينة وغادروها فجراً بعدما دمّروا شقة جوري الواقعة في مبنى سكني. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان عملية الهدم، مشيراً إلى أنه هدم في 15 حزيران في نابلس منزل أسامة الطويل الذي تتّهمه الدولة العبرية بالمشاركة مع جوري في هجوم قُتل فيه الجندي إيتو باروخ في تشرين الأوّل 2022.
وجوري والطويل معتقلان في السجون الإسرائيلية. وذكر بيان الجيش أنه خلال العملية «فتح مثيرو شغب النار على الجنود، ما ألحق أضراراً بآلية عسكرية». وحلّ دمار هائل بالمنزل، إذ هُدمت الجدران الداخلية وأُحدثت فتحات بالجدران الخارجية، فيما عُلّق العلم الفلسطيني وراية لـ»كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح»، عند الفتحات.
وأتى فلسطينيون لتفقّد آثار الدمار وكانت جرّافة تُزيل مخلّفات الهدم التي سقطت خارج المبنى المأهول الذي تقع فيه الشقة. وقال هاني جوري، والد كمال، لوكالة «فرانس برس»: «هذا الهدم محاولة لتركيع عزيمتنا، عزيمة الشعب الفلسطيني، لكن يخسأ الكيان الصهيوني أن يركع الشعب الفلسطيني ووالد الأسيرين كمال ومحمد جوري». وجاء هدم منزل جوري، بعد ساعات من قيام إسرائيل بقتل 3 فلسطينيين أشارت إلى أنهم «خلية إرهابية»، في ضربة نادرة بطائرة مسيّرة بالقرب من مدينة جنين في شمال الضفة. وفي بيان «عسكري» لـ»سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أعلنت فيه أن إثنين من القتلى هما من عناصرها، بينما الثالث ينتمي إلى «كتائب شهداء الأقصى».
ونفّذ سكان محافظة جنين شمال الضفة إضراباً شاملاً أمس حداداً على أرواح القتلى الثلاثة الذين اغتيلوا بطائرة مُسيّرة إسرائيلية شمال المدينة، فيما خرجت مسيرات مؤيّدة لـ»المقاومة الفلسطينية».
وفي الأثناء، بدأ مستوطنون ليل الأربعاء - الخميس نصب كرفانات لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي قرية سنجل القريبة من ترمسعيا في شمال الضفة.
2023-06-23