صيدونيانيوز.نت / أقلام ومقالات / الحكمة طريق تربية الروح (1)
لماذا لا تخلو بنفسك بعض وقت؟ لماذا لا تتجافى برهة عن حياتك لبناء روحك لتعيش في سلام داخلي مع ذاتك؟. إليك الطريق:
هنا، نضع بين يديك هذه الكلمات لعلك تسلك درب التأمل والتفكر، سنجلب لك بعضًا من الحكم، فقد تسير وفق هداها وتتذوق بعض رشفاتها، أمامك هذا النهر، فلِمَ لا تهذب النفس وتزكي الروح وتربّيها؟ نستعرض لك بعض الحكم لعل واحدة تروق لك، فتصقل بها شخصيتك ويتحقق الغرض.
"لا تجزع من جرحك، فهو الذي سيدخلك النور"!. كلنا يُشاك بشوكة أو يتألم بوخزة، وجميعنا في هذه الحياة ينزف بطريقة أو بأخرى.. أفخُلقنا لنتألم أم إن هذا الألم طريق لا بدّ منه لبلوغ النور؟ خذها قاعدة: إن ألمك المزعج هو طريق أخضر لتصل إلى الله، فتشبث بالقشة فهي فرصة لا غصة.
"ما تبحث عنه يبحث عنك".. من المضحك حقًا أنك تبحث عما يبحث عنك، مثلًا: أتبحث عن المال، أم المال هو الذي يفتش عنك ولا يراك في طريقه؟ لنرتقِ السلالم أكثر، ونقول: أتبحث عن خالق المال، أم هو الذي ينتظرك؟ لماذا لا تسير في الطريق الذي يجعلك تصل إليه؟
حين كنت صغيرًا تعلمت من الكبار أن هزّ الأشجار يُسقط الثمار، وقد جربت وتحقق الغرض، ويكون العطاء بحجم الاكتناز، فهل جربت هزّ قلبك يومًا؟
"لا تكن كالقمر، له وجهان.. كن كالشمس، وجهها واحد ومشرق دائمًا"!. لماذا نكره النفاق والمنافقين؟ لأنهم باختصار أصحاب وجوه متعددة.. لذا تجرد وكن صريحًا كالشمس ولا تقتفِ أثر القمر، اطلب من الله ما تريد وسيمنحك، فقط اسلك سبيل الصدق وتعرَّ من لباس القنافذ والكذب. ثم كن مشرق الوجه في جميع حالاتك لتغدو حياتك نهارًا، ولا تكن خفاش ليل، فالصباح أجمل من عتمة الغسق.
"تعلّم أن تنظر بعين القلب، وليس بعين الجسد".. إن لقلبك عيونًا، وهي أكثر بصيرة من عينك المبصرة، جرّب مرّة أن تستخدم قوة قلبك، فالسر الذي يبوح به إليك الحكيم أنّ لك عينًا أخرى في صدرك، سمّها ما شئت: "حدسًا، قوة سادسة، إيمانًا، يقينًا، توقعًا،…"، المهم أن تكتشف هذه العين وتستخدمها، فهناك من لا ينظر إلا بقلبه، فماذا عنك؟
"إن كنت تبحث عن الكنز، ابحث عنه في داخلك".. هل قرأت رواية الخيميائي؟ ما رأيك في بطل الحكاية الذي يفتش عن الكنز وهو في عقر داره؟ لا تكن مثله، وليكن بحثك عن كنزك في أعماقك أولًا!. يزعم أحد الحكماء أن كنزك في دمائك وشرايينك، ماذا لو كان الأمر صحيحًا؟ فقط تحتاج للحظات لتكتشف الكنز، فلم لا تبدأ التنقيب؟
"هزّ قلبك، ينهدم العالم".. حين كنت صغيرًا تعلمت من الكبار أن هزّ الأشجار يُسقط الثمار، وقد جربت وتحقق الغرض، ويكون العطاء بحجم الاكتناز، فهل جربت هزّ قلبك يومًا؟ إذا كانت الأشجار لها ثمار يانعة، حلوة المذاق لذيذة الطعم، شهية المنظر والرائحة، فإن لثمار قلبك قطفات بحجم هذا العالم الفسيح، فجرب أن تهزه لتتحقق.
الأجساد تنمو كما ينمو الشجر، فماذا عن قلبك؟ هو ينمو كذلك ويحتاج لبعض السماد وبعض المطر وبعض من أشعة الشمس، لا تحزن من الآلام، فهي الطريق نحو ذلك الاتساع الذي يرجوه قلبك ليكبر
"كُن في الحياة كالماء، لا تتوقف عن الحركة".. فارق كبير بين المستنقع الآسن وبين النهر الجاري، فلماذا لا تترفع عن بعوض المستنقعات، وتحلق كفراشة الأنهار والحدائق؟ السكون يعني نهاية الحياة، فتحرك وكن طائرًا غريدًا، فتحرك وكن نهرًا فياضًا وعطاءً لا ينضب!
"كلما تقربت من روحك، اقتربت من السلام".. لماذا الحديث عن الذات؟ تحتاج لتتصالح مع نفسك، التصالح مع الروح يحقق لك الطمأنينة والسلام، لماذا ترطب علاقتك مع الآخرين، وتنسى هذه الروح التي بين جنبيك؟ ابدأ الآن لتعرف معنى السكون والراحة الحقيقية.
"للقلب أبواب، لا يفتحها إلا الحب".. لكل باب مفتاح، وباب قلبك هو الحب، فكيف تفتح هذا القلب بدونه؟ لن تندم إذا تعلقت بالخالق، فالحب الحقيقي هو حب الله، وحب كل ما يقربك منه، فلماذا لا تدير المفتاح.. مفتاح حبك؟ إن هذا المفتاح هو الذي سيريك ما وراء ذلك الباب.
"إذا كنت تشعر بالحزن، فاعلم أن قلبك ينمو". الأجساد تنمو كما ينمو الشجر، فماذا عن قلبك؟ هو ينمو كذلك ويحتاج لبعض السماد وبعض المطر وبعض من أشعة الشمس، لا تحزن من الآلام، فهي الطريق نحو ذلك الاتساع الذي يرجوه قلبك ليكبر، ولسوف يعطيك ربك فترضى، فلا تبتئس.
الكاتب/ عبد العزيز آل زايد
2024-12-24