صيدونيانيوزنت / أقلام ومقالات / الحكمة طريق تربية الروح (3)
نستكمل الرحلة الروحية مع الوقفة الثالثة بإضاءات الحكمة لبناء الروح، فلنتأملها معًا لنصل إلى ساحل السكينة والتألق الوجداني.
ما زلتَ تعتقد أنك قطعة صغيرة؟ بل في داخلك العالم بأسره
منا من يستصغر نفسه، ويظن أنه مجرد كائن صغير حقير ضعيف لا حول له ولا قوة، بينما الحقيقة تقول إنه خلاف ذلك، وبمقدوره أن يسجل رقمًا جديدًا في قائمة ما يظن أنها من المستحيلات.. فعلًا، لست صغيرًا كما تظن، أنت كبير وحدودك العالم، لهذا ضع نفسك في مرتبتها التي تستحق، وأنتج ما أنت له أهل، لك عطاء ستشهد له الأجيال، فتحرك واصنع ما يخلدك.
دع روحك ترقص كما لو أن لا أحد يراقب
لا تنشغل بالآخرين، وعش لحظاتك مع نفسك، استمتع بوقتك فالحياة جميلة، الحياة رائقة إن عرفت كيف تعيشها.. كن على سجيتك وأدر مواقفك، فأنت كائن متميز ونسخة بشرية لن تتكرر، فهل تدرك أنك تختزن هذه النسخة الفريدة في أعماقك؟ فامنح روحك رقصاتها المبدعة، وتميز بعطائك.
هل وجدت نفسك ضائعًا ذات يوم؟ هل مرّ بك وقت شعرت فيه بأنك ريشة في مهب ريح، أو قشة في زوبعة محيط؟ ارفع رأسك للسماء، وفتش عن ذلك الحب الذي يغمر العالم، تفكر في محبة الله لك، وأنك مقصر في حقه
لا تتعلق بالشيء، فالحرية هي الأصل
كن حرًّا ولا تتعلق بالأشياء، الحرية تعني عدم التعلق، كن متجردًا من كل المعيقات، الطير السابح في الهواء يعيش نشوة أثناء تحليقه في كبد السماء، فاستعر لروحك جناحين وجرّب التحليق والطيران، الحرية بين يديك وتحتاج قرارًا منك.
النفس كالمرآة، كلما نظفتها ازدادت رؤيتك وضوحًا
كلنا نحتاج للطهارة والنقاء، نحتاج للنظافة وتسريح الأوساخ والغبار العالق بالأرواح، لتبقى النفس مصقولة كالمرآة. قد تكون نظيفة بعض الشيء في بعض الأوقات، إلا أنها تحتاج لمزيد من النقاء لترى بوضوح، فنقِّ نفسك وطهر قلبك لتبلغ مراتب الكمال.
الغيوم تأتي وتذهب، لكن الشمس ثابتة
هناك عطاء مستدام يتوقد، فلماذا لا تنظر لهذا العطاء؟ لماذا لا تبصر إلا همومك ومنغصات حياتك؟ صحيح أنك تتعرض بشكل مستفيض لأنواع المشاكل لكنها ستنتهي حتمًا، فهل فكرت في خالقك الذي يمنحك الكرم والنعم؟ لو تأملت حياتك فإنك ستديم الحمد، ولن تلهج إلا بالشكر.
حينما تفقد نفسك في الحب تجدها
هل وجدت نفسك ضائعًا ذات يوم؟ هل مرّ بك وقت شعرت فيه بأنك ريشة في مهب ريح، أو قشة في زوبعة محيط؟ ارفع رأسك للسماء، وفتش عن ذلك الحب الذي يغمر العالم، تفكر في محبة الله لك، وأنك مقصر في حق خالقك.. الطريق الصحيح هو ما تقودك قدماك نحوه، هناك ستجد نفسك!
هناك نور سيصلك، كما أن هناك عتمة ستداهمك.. ببساطة، تحاشَ ما يؤذيك واستقبل وهج الضياء الذي سيأتيك، كن كالوردة المعروفة باسم "تباع الشمس" تدور مع حركتها، وتحاشَ الشرور، لتجمع في قلبك الخير
لا تبحث عن الحب، بل كن الحب
البعض يفتش عن شمعة يستضيء بها، لكن الأجدى أن يكون هو شمعة العطاء المتوقدة.. حينما تفكر في النجاة اسأل نفسك: لماذا لا تكون أنت قارب النجاة الذي ينقذ الآخرين؟ لا تكن مستهلكًا بل كن أنت المنتج، فالشمس هي التي تبعث بالنور والضياء لكل العالم، فلم لا تكون أنت هذه الشمس الوهاجة؟
أعظم رحلة هي التي تقودك إلى داخلك
نبحث عن الكنوز، ونفتش عن مناجم الذهب، ونغفل عن جواهر ثمينة مخبوءة في دواخلنا!. لنبدأ من الدار وتحديدًا في أغوار هذا القلب، وتحت شرانق هذه النفس، أنت الكنز الذي لم تكتشفه بعد، لذا فلتكن ضربة المعول الأولى في التنقيب في هذا الجسد الذي يعيش معك!
كل ألم يأتي ليعلمك درسًا، فلا تهرب منه
نتحاشى الآلام والجراحات، ونراها محض شر، لكن الواقع يقول هناك عنصر إيجابي أحيانًا وراء هذه المصائب، فهي تقويك وتنميك وتطورك، إن هذه التجارب القاسية تعلمك سبل النجاح، ولعل مصيبة كبيرة لن تتفاداها إلا بالوقوع في مثل هذه الصغائر، فقل الحمد لله على كل حال، ولنتعلم درس المواجهة.
افتح قلبك للنور، وأغلقه عن الظلام
هناك نور سيصلك، كما أن هناك عتمة ستداهمك.. ببساطة، تحاشَ ما يؤذيك واستقبل وهج الضياء الذي سيأتيك، كن كالوردة المعروفة باسم "تباع الشمس" تدور مع حركتها، وتحاشَ الشرور، لتجمع في قلبك كل خير.
[عبد العزيز آل زايد]
2024-12-24