Sidonianews.net
---------------------
الجمهورية
إيف سامبسون وإيزابيل كيرشنر - نيويورك تايمز
جاءت هذه الخطوة بعد ساعات من اقتراح إسرائيل تمديداً موقتاً للهدنة، لكن بشروط من غير المرجّح أن تقبلها «حماس».
أعلنت إسرائيل صباح أمس أنّها ستُوقف دخول جميع البضائع والمساعدات الإنسانية إلى غزة فوراً، وذلك بعد ساعات من اقتراحها تمديداً موقتاً للهدنة التي انتهت مع حركة «حماس».
ويبدو أنّ هذه الخطوة الجذرية لحظر المساعدات تهدف إلى الضغط على «حماس» لقبول الإطار الجديد - وكذلك إلى توضيح موقف الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات.
بموجب اقتراح إسرائيل للتمديد، الذي نسبته إلى المبعوث الأميركي إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، سيُطلق سراح نصف الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة وتسليمهم إلى إسرائيل في اليوم الأول من الاتفاق. وإذا تمّ التوصّل إلى هدنة دائمة بحلول نهاية فترة التمديد الموقت - التي تمتد حتى نهاية عيد الفصح اليهودي في 20 نيسان - فسيُطلق سراح بقية الرهائن حينها.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنّه قرّر: «اعتباراً من هذا الصباح، سيتوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة» بسبب «رفض «حماس» قبول مخطّط ويتكوف لمواصلة المحادثات، وهو المخطّط الذي وافقت عليه إسرائيل. إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا. وإذا استمرّت «حماس» في رفضها، ستكون هناك عواقب أخرى».
ورفضت «حماس» هذه الخطوة على الفور، ووصفتها في بيان بأنّها «ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب صارخ على الاتفاقية».
ومن المرجّح أن تؤدّي هذه الخطوة إلى تفاقم الأوضاع لسكان غزة، بعد أن تركت الحرب المستمرة منذ 15 شهراً الكثير من القطاع الساحلي في حالة دمار.
وقد كافحت إسرائيل و«حماس» للانتقال من المرحلة الأولى للهدنة، التي انتهت يوم السبت، إلى مرحلة ثانية أكثر شمولاً كما نصّ الاتفاق الأصلي.
جاء اقتراح إسرائيل لهدنة موقتة بعد اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة نتنياهو، حضره وزير دفاعه، مسؤولون دفاعيّون كبار، وفريق تفاوض، وفقاً لما ذكره مكتب رئيس الوزراء.
في وقت سابق من يوم السبت، أعلن متحدث باسم «حماس» لقناة «العربي» أنّ الحركة رفضت إطار العمل الذي اقترحته إسرائيل للتمديد، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز».
كلا الطرفَين، إسرائيل و«حماس»، لديهما أسباب لتجنّب جولة جديدة من القتال، على الأقل في الوقت الحالي. إذ ترغب «حماس» في منح قوّاتها فرصة للتعافي، بينما تسعى إسرائيل إلى استعادة بقية الرهائن. لكنّ احتمالية التوصّل إلى اتفاق شامل تبدو بعيدة المنال.
كما أنّه من غير المرجّح أن تقبل «حماس» عرض إسرائيل من دون مزيد من المفاوضات، وفقاً لآرون ديفيد ميلر، المحلّل والوسيط السابق في وزارة الخارجية الأميركية الذي يعمل حالياً باحثاً بارزاً في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. وأضاف ميلر أنّ «الاقتراح يسمح للإسرائيليِّين باستعادة الرهائن من دون تقديم التزامات متبادلة».
بموجب الاقتراح، سيمتد التمديد خلال شهر رمضان المبارك، الذي بدأ في عطلة نهاية الأسبوع، حتى نهاية آذار، وكذلك خلال عيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ مساء 12 نيسان ويستمر حتى 20 منه. ومن شأن ذلك أن يمنح إسرائيل و«حماس» نحو 7 أسابيع للتوصّل إلى اتفاق شامل.
وأضاف ميلر: «لن تعيد «حماس» جميع الرهائن حتى تحصل على ضمانات حديدية بأنّ الإسرائيليِّين سيسحبون قواتهم ويُعلنون رسمياً إنهاء الحرب والالتزام بذلك. لا أحد سيمنح «حماس» هذا الضمان».
تبادلت إسرائيل و«حماس» الاتهامات بانتهاك الاتفاق القائم، الذي تمّ التوصّل إليه في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. وقد سمحت المرحلة الأولى من ذلك الاتفاق بهدنة لمدة 6 أسابيع للتفاوض على إنهاء الحرب.
وتضمّنت شروط الاتفاق تبادل الرهائن الإسرائيليِّين مقابل سجناء فلسطينيِّين. وقبل أسبوع، أرجأت إسرائيل إطلاق سراح مئات السجناء احتجاجاً على عرض «حماس» للرهائن الإسرائيليين علناً قبل تسليمهم.
ولا تزال المفاوضات بين «حماس» وإسرائيل، التي كان من المفترض أن تكتمل بحلول عطلة نهاية الأسبوع هذه، لم تبدأ بشكل جدّي، على رغم من أنّ مسؤولين من الطرفَين زاروا القاهرة لمناقشة الخطوات التالية. وقد صرّح نتنياهو بأنّ إسرائيل مستعدة لاستئناف القتال إذا لم تنزع «حماس» سلاحها طوعاً.
من جهتها، تجنّبت «حماس» الدعوة العلنية لاستئناف الأعمال القتالية، لكنّها رفضت الاستسلام.
-------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / مع انتهاء الهدنة إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة
2025-03-03