Sidonianews.net
---------------------
رأفت نعيم / موقع المستقبل
معه يكون الحديث متعة ، وفي حضرته لا تستطيع إلا أن تبتسم ولو كنت تحمل هموم الدنيا .. روحه المرحة رغم اتكائه على ستة وثمانين عاماً ، تنقلك بلحظة من الحديث الجدي بقضية ما الى قصة أو حكاية أو نادرة أو مثل صيداوي يردده أمامك، ليس تقليلاً من أهمية حديثك الجدي او الموضوع الذي تقصده فيه ، وانما هي العفوية في شخصيته التي تمنحك امتياز اكتشافها.
مع محمد السعودي يصبح الحديث كمن يغرف بكفه غَرفة ماء تلو أخرى من نهر جارٍ بهدوء.. لا الغارف يكتفي ولا النهر ينقص.. واضح شفاف.. صادق لا يجامل.
هو عميد رؤساء بلديات لبنان وعميد أعضاء المجالس البلدية ، صنع قصة نجاح وانجاز في العمل البلدي لم يقدّر لها أن تكتمل ، لكن يكفي أنه اذا ذكر الريس محمد السعودي يذكر معه عهد ذهبي في العمل البلدي عاشته مدينة صيدا خلال ولايته الأولى وخلال عامين من الثانية .. غادر رئاسة البلدية لكنه لم يغادر الشأن العام ولا قلوب الناس. نادراً ما يكون الشخص اكبر من الموقع .. وغالباً ما يحمل التواضع والقرب من الناس صاحبه الى ان يتربع في قلوبهم..
إستحقاق تأخر 3 سنوات !
نسأل الريس محمد السعودي عن الإستحقاق البلدي المنتظر في 25 أيار القادم ، فيجيب: هذا الاستحقاق كنا ننتظر اجراؤه منذ 3 سنوات، فقد كان يفترض أن تجرى الإنتخابات عندما انتهت ولاية المجالس البلدية . وأنا عندما انتهت الولاية الثانية للمجلس البلدي الذي كنت أتراسه، قدمت استقالتي ثم عدت عنها لمدة سنة..
وعما يعتز بأنه حققه على صعيد العلاقة مع مختلف مكونات المدينة ، يقول السعودي : عندما رجعت الى صيدا، قلت حينها أني آت اليها كمهندس يريد ان يخدم المدينة من خلال البلدية ، وليس كرئيس لها وكنت اطمح أن أكون مستشاراً وليس رئيساً !. وانا افتخر بأني طوال ولايتي الأولى والثانية كرئيس للمجلس البلدي استطعت أن أُبقي السياسة خارج أبواب البلدية ، ولم أكن منحازاً لطرف ضد آخر ، رغم أننا اتُهمنا بذلك، وتبين أننا كنا على مسافة واحدة من الجميع . لكن أكثر ما افتخر به هو أن القوى السياسية التي " ما كانت تحكي مع بعضها" صاروا يلتقوا أسبوعياً ودورياً في البلدية. المهم ان الجميع يعمل لمصلحة البلد وليس للمناكفات بين بعضهم .
بين ولايتين
ونسأله : كيف تقيّمون عمل وانجازات البلدية خلال الولايتين الأولى والثانية من عهدكم ؟ فيقول : الولاية الأولى، كانت غنية جداً بالإنجازات والمشاريع، ونفتخر بها، أما الولاية الثانية فـ" تنذكر وما تنعاد" ، ولست راضٍ عنها وطبعاً الأسباب كثيرة . فالأزمات التي توالت خلال الفترة الثانية كانت فوق احتمال أي بلدية، من تدهور قيمة الليرة وجائحة كورونا، ورغم ذلك كنا كبلدية الوحيدين في لبنان الذين حصلنا على موافقة ديوان المحاسبة لدفع مساعدات مالية للناس ابان ازمة الكورونا ، وتمكنا من توزيع 3 مليارات ونصف مليار على الناس .
مشاريع لم تستكمل
وعن المشاريع التي كان يتمنى استكمالها في عهده، يبدي السعودي أسفه لعدم تمكنه من استكمال المرفأ التجاري بغاطس عشرة امتار وأرصفة مكتملة ، والسبب هو أزمات البلد التي حالت دون ذلك . ويشير الى أن هناك أيضاً التصميم الذي وضعته بلدية برشلونة للمرفأ القديم والذي كان يحتاج لـ 10 ملايين دولار لتنفيذه، لكن ما حدث في لبنان تأثرت به كل المشاريع بما فيها مشاريع البلديات . "هذا بالإضافة أيضاً لعدم تمكننا من استكمال مشروع بناء المتحف التاريخي للمدينة" – على حد قوله .
وفي الشأن البيئي ، ورغم ما تحقق في ولايته الأولى من انجازي إزالة جبل النفايات وانشاء الحديقة العامة مكانه ، يعتبر السعودي أن ازمة النفايات عادت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من الولاية الثانية بسبب الأزمة المالية ، حيث بقيت المدينة لفترة بدون مقاول جمع ونقل نفايات بسبب عدم موافقة ديوان المحاسبة . وكذلك تأثر أداء معمل النفايات بفارق العملة. ويقول : في ذلك الوقت وبعد ان انتهى العقد مع مقاول جمع النفايات استطعنا ان نمدد له بموافقة مجلس الوزراء في عهد الرئيس ميقاتي ، الذي احترمه كثيرا لأنه انسان عملي وساعدنا كثيراً في مدينة صيدا . وخلال الولاية الثانية لم نستطع ان نحصل على موافقة على تجديد العقد مع المقاول ، واصبحنا امام ازمة نفايات في كل المدينة ، واضطررنا ان نجمعها بمجهود ذاتي بجمع المال من خلال "حملة الأوفياء" حينها .
وعن النصيحة التي يوجهها للمجلس البلدي المقبل يقول السعودي: أن يستكملوا المشاريع التي لم يتسنّ لنا استكمالها ، واهم شيء وهو ما يزال " يحز" في نفسي لليوم أننا لم نتمكن من بناء فندق في صيدا .
أداء المجلس الحالي
ونسأل الريس السعودي: ما هو تقييمكم لأداء المجلس البلدي الحالي برئاسة الدكتور حازم بديع خلال السنتين الماضيتين ؟ ، فيجيب دون تردد : هاتان السنتان احداهما كانت سنة حرب،وكان أداء البلدية اكثر من رائع ، وما قاموا به في بلدية صيدا بالنسبة للنازحين من الجنوب وايوائهم في المدينة كان شيئاً عظيماً . وانا اعطي المجلس البلدي على ذلك علامة كبيرة . أما بالنسبة للعمل البلدي فقد كان جيداً وان بقي مجتزءاً بموضوع النفايات : المقاول يقوم بالجمع والنقل فقط لكن الكناسة "ما مشيت" .
وعما اذا كان يؤيد التوافق في الانتخابات البلدية في صيدا يقول السعودي : المهم أن يكون التوافق على فريق وبرنامج عمل بلدي منتج يحاكي تطلعات الناس. المطلوب ان يكون مجلساً فعالاً برئيسه وجميع أعضائه ويخصص الوقت الكافي للبلدية. أتمنى ان يكون شبيهاً بالمجلس الذي كان في الولاية الأولى من عهدي.
وبعيداً عن الاستحقاق البلدي، نسأل السعودي أين وجد نفسه أكثر ، في عالم الأعمال أو في العمل البلدي، فيجيب: كلاهما سيان بالنسبة، مع فارق انه في العمل البلدي يكون الواحد أكثر احتكاكاً مع الناس وقضاياهم .
-------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / محمد السعودي لـ مستقبل ويب : مع التوافق في صيدا على فريق وبرنامج عمل بلدي يحاكي تطلعات الناس
2025-04-15