Sidonianews.net
---------------------
الجمهورية
جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة
جرت المفاوضات الأميركية - الإيرانية في سلطنة عمان في صورة غير مباشرة من خلال رسائل متبادلة كان ينقلها الوسيط العماني إلى الوفدَين في القاعة ذات الأبواب المتعدّدة. وبدا خلال المفاوضات اتجاه أميركي إلى تغيير الوسيط بذريعة بُعد المسافة بين السلطنة والولايات المتحدة، وطُرِحت بدائل عدة منها دولة الإمارات العربية المتحدة أو دولة أوروبية، لكنّ الجانب الإيراني أصرّ على مسقط، لأنّ طهران ارتاحت إلى أدائها طوال السنوات الماضة، ورأت فيها الوسيط النزيه.
بعد اتصالات مكثفة، وافقت إيران على انتقال المفاوضات إلى دولة أخرى، شرط أن تتمّ في سفارة سلطنة عمان المعتمدة في هذه الدولة. وكان قد طُرح عقد الجلسة الثانية من المفاوضات في إيطاليا في سفارة السلطنة في روما، لكن صُرِف النظر عن ذلك، واستقرّ الرأي على استئناف الجولة الثانية من هذه المفاوضات في مسقط. وهكذا تمّت العودة إلى القواعد السابقة من حيث المكان والإطار والإجراءات البروتوكولية.
وتقول مصادر ديبلوماسية متابعة لملف المفاوضات الأميركية - الإيرانية في السلطنة، إنّ الجولة الأولى من المفاوضات اتسمت بالإيجابية، وهي تناولت حصراً الموضوعَين الآتيَين:
1 - البرنامج النووي الإيراني والضمانات المطلوبة من الجمهورية الإسلامية لطمأنة أوروبا وأميركا بعدم تحوّل البرنامج النووي من أغراض سلمية إلى برنامج عسكري. على أن تشمل هذه الضمانات تحديد نسبة التخصيب ومنسوب الأورانيوم. بالإضافة إلى الاتفاق على آليات الرقابة والإشراف على البرنامج النووي.
2 -العقوبات: رفع العقوبات الأميركية والدولية عن إيران المرتبطة بالملف النووي. كما أشير إلى أنّ المفاوضات غير المباشرة تطوّرت إلى إمكان دخول استثمارات أميركية إلى الجمهورية الإسلامية. وفي المعلومات، أنّه لم يكن لدى الجانب الإيراني النية في بحث أي بند خارج هذَين الموضوعَين. وأصلاً لم يجرِ طرح موضوع آخر في الجولة الأولى للمفاوضات مثل الصواريخ البالستية، والنفوذ الإيراني في المنطقة. وفي تقدير طهران أنّ الأولوية في هذه المرحلة على الأقل أن لا تمتلك قنبلة نووية أو القدرة على إنتاج مثل هذه القنبلة. وهذا ما جاهر به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكان مصدر إزعاج لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يُخفِ امتعاضه، لأنّه كان يأمل من واشنطن أن تندفع في ضغطها على الجمهورية الإسلامية إلى نقطة اللاعودة، فإمّا تخضع إلى الإملاءات وتُسلّم كل أوراقها، بدءاً من النووي وصولاً إلى التخلّي عن نفوذها مروراً بالبالستي، وتنصاع إلى لائحة الشروط الاقتصادية، وخصوصاً في مجال النفط، أو الحرب الشاملة عليها، ليُصبح مصير نظامها كمصير نظام الأسد.
خابت توقعات نتنياهو الذي يُصرّ على المشاغبة على محاولة تسوية بين واشنطن وطهران.
في نهاية الجولة الأولى كان هناك تقدير مزدوج للدور الذي اضطلعت به السلطنة، عندما استجاب الطرفان الأميركي والإيراني لتمني الوسيط العماني بالخروج من القاعة بالتزامن عبر باب واحد، مع حصول مصافحة ودردشة لم تتجاوز الدقيقة الواحدة، لكنّها قد تؤشر إلى جو مريح ساد المحادثات ربما لا يكون كافياً لاستباق مآلاتها. إلّا أنّ ما جرى يَشي أنّ الأبواب غير موصدة بكاملها، وقد تكون مشرّعة على تطوّرات بنّاءة يمكن تطويرها وتعزيزها في ما بعد، من دون إسقاط إحتمال "الكربجة" والعودة إلى نقطة البداية، والجولة الثانية كفيلة بإبراز صورة الوضع على نحو أفضل.
-------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / مفاوضات مسقط: إيجابية تسير في حقول الحذر
2025-04-18