Sidonianews.net
--------------
جريدة صيدونيانيوز.نت
نشر المرشح للإنتخابات البلدية في مدينة صيدا رئيس لائحة صيدا بتستاهل د.فادي الشامية مقالا نشره على مواقع التواصل الإجتماعي وغروبات واتس آب جاء فيه :
قصتي مع الانتخابات البلدية
أرفع شارة النصر وابتهج بالفوز.. ولا يفهم بعض الناس كيف حققته؟
أصافح الفائزين كأنهم أنا، ولا يعرف -من لا يفهم ما تربينا عليه-؛ كيف لي أن أفعل؟
بدأت القصة عندما حاول فصيل متجذر في صيدا أن يكون جزءًا من تحالف مع مكونات المدينة كلها. لم يتم الأمر جملةً لأسباب شتى.. فانتقل السعي لنسج تحالفات مع طيف بعينه، ثم مع الآخر، فالآخر .. ولم يتحقق الأمر أيضًا.
في الحقيقية؛ لم يكن قرار خوض "الجماعة الإسلامية" الانتخابات منفردة خياراً أولاً في كل مراحل التحضير للانتخابات.. لكن الشعور بـ"التهميش" وربما "الإهانة" من حلفاء سابقين أو مستجدين؛ هو الذي صنع القرار.
في الواقع؛ لم يعرض أحد على "الجماعة" تحالفاً منصفاً، مع أن "الثمن" كان "زهيداً" أمام حصد المتحَالِف مقاعد البلدية كلها رئيسا وأعضاء.. أحدهم قدّر حجم الأصوات بألفٍ أو ألفين، وزادهم الآخر قليلا، وربما قدرهم البعض أقل من ذلك.. كان الأمر مزعجاً بالفعل.
عندما وُلدت لائحة "صيدا بتستاهل" من مجموعة من المستقلين والمحسوبين على "الجماعة الإسلامية"؛ كانت الأهداف واضحة:
- إعادة صياغة المشهد الانتخابي برمته.
- ترصيد الرقم الانتخابي الصلب.
- دعم مرشحين من لوائح أخرى وإيصالهم.
على هذا الأساس؛ تشكلت اللائحة من 16 مرشحاً، وتُرك للناخبين خمسة مرشحين لخيارهم، لكن التجيير التنظيمي كان باتجاه المرشحين الذين يشبهون "إخوانهم" في لائحة "صيدا بتستاهل"، والموجودين في اللوائح الأخرى.
أوصلت هذه القوة التجييرية المرشحين الثلاثة -المحددين- إلى الفوز، وعززت من رصيد مرشح من لائحة أخرى، ليسجل أعلى رقم انتخابي بين جميع المرشحين، وبفارق كبير، كما دعمت مرشحة من لائحة ثالثة لتتقدم.. وانتهى المشهد بأن اللائحة صارت ممثلة كلياً أو جزئياً بأربعة فائزين على الأقل.
وزيادة على ذلك؛ رسمت "الجماعة الإسلامية" لنفسها صورة جديدة، مزنرة بقرابة أربعة آلاف صوت، هو الرقم الذي نلته أنا –فادي شامية-، لأنني الأول بعد المرشحين الأربعة، الذين صوت لهم الثنائي الشيعي، إضافة إلى حصدهم أرقاماً ناتجة عن حيثيات شخصية تتعلق بهم.
الأهم أن ولادة لائحة "صيدا بتستاهل"، التي دعمتها "الجماعة الإسلامية" غيّر المشهد الانتخابي برمته، و"حرم" أي من الفرقاء السياسيين من تحقيق غالبية توصله إلى الرئاسة إلا بعد "الاستعانة " بالفائزين الذين أوصلتهم القوة التجييرية لـ "الجماعة الإسلامية"..
وللمفارقة سيعود ممثلو الفريقين الفائزين في البلدية إلى "الجماعة" لنسج تحالف يوصل أحدهما إلى الرئاسة، لكأن النتائج رُسمت رسماً، لتكون على هذا النحو الذي يعيد "الآخرين" إلى طاولة التفاوض مضطرين إذا أرادوا الرئاسة (10+8+3)، علماً أن عروض التحالف قبل المعركة الانتخابية لم تكن باهظة الثمن، وهي لم تكن تزيد عن النتيجة المتحققة، مع ضمان الرئاسة لغير "الجماعة".
أعود إلى الانتصار الشخصي، كيف تحقق؟
أنا يا سادة، لم أكن مشاركاً في أي من مراحل التفاوض السابق على ولادة اللائحة التي قُدّر لي -وباقي زملائي- أن نحملها على كواهلنا. لم أكن في موقع يسمح لي بذلك أصلاً، ولكني كنت مدركا منذ البداية أهداف اللائحة سالفة الذكر.. وبذلك قبلت وهذا انتصار.
انطلقت مع أخواني وزملائي، فصنعنا الحضور بأيام معدودات.. وذلك انتصار. رفضنا الإسفاف أو ذكر أحد بسوء.. وذانك انتصار.. لكن لحظة الانتصار الأكبر عندما استُفتينا؛ هل نقبل أن نمنح أصواتنا إلى أربعة مرشحين بعينهم – ومرشحة بدرجة أقل- دون أي مبادلة بالأصوات، فينال كل من هؤلاء أصوات لائحتين، وتالياً يعبرون بأصواتنا نحو الفوز؟ لم أتردد لحظة – وباقي المرشحين- في قبول أن نشكل "جسراً" لعبورهم، وعلى الأقل أقول عن نفسي أنني وضعت ترشحي لأجل غاية – هي أكبر حتى من الجماعة نفسها- وليس لأجل موقع.
في ليلة الفرز أقمنا الليل متسمرين أمام شاشة ماكينة "الجماعة" الانتخابية، التي نقل عنها الجميع في كل مكان في صيدا ولبنان.. كان القلب يدق والعيون ترقص كلما تبدلت الأرقام. عينٌ على أسمائنا في اللائحة، وأخرى على زملائنا في اللائحة الأخرى. فرحنا للفائز الأول بين كل المرشحين وصفقنا مع أننا لم نتبادل معه أو مع لائحته صوتاً واحداً، وسهرنا حتى الثمالة أمام ثلاثة من المرشحين – جيّرنا لهم أصواتنا بلا مقابل- كانت مواقعهم تتبدل كل لحظة فتهتز معها قلوبنا. ذهبنا أمامهم إلى قصر العدل للبحث عن أصوات كادوا يفقدونها – وربما فقدوا بعضها- وعندما فازوا جاؤوا إلينا فعانقهم كلٌ منا، لا يعرف أحدنا من الفائز؛ من نال أصواتاً أكثرـ أو من كانت أصواته أقل!
في كتب الفضائل يحكون عن "الإيثار" الجميل، لكن السماع لا يعدل أبدا تجربة الانتصار على النفس، والتغلب على الأنانية في ميدان الواقع. سيقول من افتقد لهذه القيمة المضافة على إنسانية البشر؛ ما لهؤلاء يفرحون لسواهم.. لكن العارفين، ومنهم أولئك الفائزون بسببنا: سيقولون -وقد فعلوا-: "لا عز لنا إلا في جواركم"..
لستُ وحدي من تذوق هذا "الانتصار". لقد تفوق عليّ أحدهم. انسحب من السباق لما ضاقت مقاعد اللائحة.. لكنه تفانى في خدمة زملائه المرشحين؛ تفاوضاً وسهراً وخدمة، -وللمفارقة هو من قدم لي أوراق ترشيحي- فكان انتصاره أكبر.. وكذا أولئك الذين عملوا مقابل طعام يأكلونه – ربما أنفقوا من أموالهم أضعافه- واصلين الليل بالنهار في المكاتب أو تحت حر الشمس اللاهبة.. ما كانوا يرجون جزاءً من أحد، غير احتساب الأجر ممن يعطي بلا احتساب أو عد.. ويوم اختفى الذين تقاضوا "أجورهم" في لوائح الآخرين؛ ثبتوا وصنعوا الفرق.
لقد خضت تجربة لم أكن راغباً بها -على الأقل بهذا الشكل المتعب-، لكنني ارتضيتها عندما فرضتها الظروف علي؛ فما تراجعت حتى أتممت المهمة بنجاح.. ولأجل ذلك من حقي أن أفرح وأن استقبل التهاني؛ عني وعن باقي إخواني وزملائي الذين شاركوني هذه الرحلة؛ مرشحين ومساعدين، مندوبين وإعلاميين، وماكينة انتخابية.. خصوصا بعد النتائج "الرائعة" التي حققناها.
أعانكم الله أيها الفائزون؛ رامي ومحمد ومصطفى وهشام. هنيئاً لـ "المنتصرين" في لائحتنا جميعاً، وعلى رأسهم المتصدرين: مصعب وحمزة وأدهم وإبراهيم، وباقي الزملاء والزميلات.. وحبذا لو يأتلف من فاز من المرشحين في المجلس البلدي الجديد، من الأطياف كافة، لأجل صيدا الحبيبة وأهلها الطيبين.
------------
هذه قصتي وأرفع شارة النصر وابتهج بالفوز : رئيس لائحة صيدا بتستاهل فادي الشامية يكشف خفايا وأسرار تكتيك الجماعة الإسلامية في إنتخابات بلدية صيدا
2025-05-25


