Sidonianews.net
---------------------
الجمهورية
ليام ستاك، أبو بكر بشير وأميرة حارودة- نيويورك تايمز
لجأ الفلسطينيّون في المدينة إلى الملاجئ داخل مبانٍ بينما دبابات وقوات برية تتقدّم. بعضهم يُقرّ بأنّهم مرعوبون لأنّهم لا يستطيعون المغادرة.
وصف فلسطينيّون في مدينة غزة مشاهد من الهلع أمس مع إطلاق إسرائيل لعملية برية جديدة، وإدخال قوات ودبابات بينما تقصف المنطقة بغارات جوّية مكثفة.
وأكّد شهود لـ«نيويورك تايمز»، أنّ شوارع المدينة امتلأت بأشخاص لم يجدوا مكاناً يلوذون إليه. ولجأ آخرون إلى مبانٍ كان دخان القصف أو الحرائق المحيطة يملأ أرجاءها.
أوضحت نسرين جودة في مقابلة هاتفية، أنّها تحتمي مع زوجها وأطفالها الـ4 في شقة تبدو جدرانها المشققة بشدّة وكأنّها تنهار من حَولهم، وتخشى أن يموتوا جميعاً قريباً: «مع كل ضربة، تتساقط قطع من الخرسانة على رؤوسنا، وأنا أصرخ طوال الوقت».
وأكّد المدرّس السابق منتصر بهجة، أنّه يختبئ من الهجوم الإسرائيلي في شقة قرب ساحل البحر المتوسط. وأضاف أنّ قصفاً مكثفاً بدأ ليلاً، وأنّ الضربات كانت تجعل الأرض تهتز تحت مبناه: «نحن جميعاً مرعوبون. الموت أرحم ممّا نعيشه».
الأسبوع الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة بإخلاء المدينة تحضيراً للهجوم. ووجّه تعليمات إلى الغزيّين بالذهاب إلى ما وصفه بمنطقة إنسانية في خان يونس والمواصي في جنوب القطاع، حيث ستُقدَّم المساعدات.
أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ نحو نصف مليون شخص بقوا في مدينة غزة، بعدما استجاب 350 ألفاً لأوامر الإخلاء وفرّوا، ممّا زاد من تعقيد الكارثة الإنسانية في القطاع الذي تشرّد فيه معظم الناس عدة مرّات ويسود الجوع بعد ما يقرب من عامَين من الحرب.
وأكّد مسؤولون صحيون في غزة أنّ سيارات الإسعاف وعمال الطوارئ لم يتمكّنوا من الوصول إلى بعض الجرحى العالقين في الشوارع والمحاصرين تحت أنقاض ناجمة عن الضربات الإسرائيلية.
مع بدء العملية البرية، حثّ الجيش الإسرائيلي أي شخص بقيَ في مدينة غزة على المغادرة بأسرع ما يمكن. لكنّ كثيرين يؤكّدون أنّهم ببساطة لا يملكون القدرة على ذلك.
وأضاف بهجة: «ليس لديّ مكان أذهب إليه في جنوب غزة، لا بَيت، لا خيمة، لا سيارة لنركبها. لا يقاتلون «حماس» بل يُقاتلوننا نحن المدنيِّين جميعاً».
وأكّدت ياسمين أحمد، القابلة السابقة في مستشفى الشفاء، وهو أحد الأهداف المبكرة للجيش الإسرائيلي خلال الحرب، أنّ أطفالها الصغار تمنّوا عليها أن تسمح لهم بالفرار من المدينة. لكنّها لم تستطع أن تفعل ذلك خوفاً من أن «يلحقنا الموت على الطريق أو في أي مكان ننتهي به».
أمس، كانت تختبئ مع زوجها و5 أطفال في منزل انهار جزئياً واهتزّ بعنف مع سقوط ضربات قريبة. وفيما كانت تتحدّث عبر الهاتف مع مراسل، سُمِعت أصوات انفجارات وصفارات سيارات الإسعاف في الخلفية: «نعيش في رعب مستمر».
وزعمت إسرائيل أنّها تستهدف مدينة غزة لأنّها واحدة من آخر معاقل «حماس» التي قادت هجوم تشرين الأول 2023 على إسرائيل مشعلةً الحرب.
وأوضح حسن يونس، الذي كان يعمل سابقاً في محل لبيع الدجاج في سوق محلي ويُقيم في الجانب الغربي من المدينة مع طفلَيه وزوجته الحامل في شهرها السادس: «هذه بلا شك أسوأ أيام الحرب». وأضاف أنّهم لم يفرّوا من المدينة لأنّهم لا يملكون المال، ولأنّهم قلقون من أن يكون البقاء في الجنوب خطراً على حمل زوجته، فيما ذهبت شقيقته إلى الجنوب وأخبرته أنّه مكتظ وغير صحي: «مياه الشرب في مدينة غزة متسخة جداً، لكنّها أسوأ حتى في الجنوب».
وأضافت جودة، التي كانت تختبئ في غرب المدينة، أنّ عائلتها لا تملك المال لدفع ثمن وسائل النقل للخروج، لأنّ التكلفة بلغت نحو 1000 دولار أو أكثر في الأيام الأخيرة. وأضافت أنّهم لا يستطيعون المغادرة سيراً على الأقدام، لأنّ زوجها مصاب بالسكّري وارتفاع ضغط الدم، بينما أصيب أحد أبنائها أثناء محاولته الحصول على دقيق من موقع توزيع مساعدات، بالتالي تشعر أنّ عائلتها ومدينة بأكملها وصلت إلى حدّ اليأس: «لقد كسرونا»، في إشارة إلى إسرائيل «ماذا سيفعلون بنا بعد؟».
وأضافت جودة، أنّه حتى لو نجا أفراد أسرتها من الهجوم، فهي قلقة بشأن كيفية إطعامهم، إذ لديها في المنزل 4 أرطال من الدقيق وقليل من المعلبات فقط، وتخشى ألّا تُتاح فرصة للحصول على مزيد من المساعدات في أي وقت قريب: «إذا حاصرنا الجيش، سيتعيّن علينا أن نعيش على هذا. إذا تقدّم الجيش نحو حيّنا، فذلك سيكون نهايتنا».
----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / غزة مذعورة... إسرائيل تطلق عمليتها البرّية
2025-09-17