الرئيسية / أخبار لبنان /وقعَ عبد وشقيقته في المصيدة وماتا احتراقاً ... خطيبته كانت في الطائرة

(الصورة عن النهار)

جريدة صيدونيانيوز.نت / وقعَ عبد وشقيقته في المصيدة وماتا احتراقاً ... خطيبته كانت في الطائرة

وقعَ عبد وشقيقته في المصيدة وماتا احتراقاً ... خطيبته كانت في الطائرة

 

علي عواضة المصدر: "النهار"

هي المأساة نفسها تتكرر كل يوم، أسماء جديدة تنضم إلى قافلة الموت المتنقل على الطرق اللبنانية؛ عائلات تفجع من دون سابق إنذار نتيجة السرعة الزائدة على الطرق أو بسبب غياب الإنارة، بالإضافة إلى رداءة بعض الطرق رغم أنها دولية، وهذا ما يكون قد حدث مع الشاب عبد علي هيثم بيضون وشقيقته زينب، بعد عودتهما من بيروت إلى مدينة بنت جبيل الجنوبية.

الحادث وقع صباح اليوم، بعد توديع عبد لخطيبته فاطمة قبل ذهابها إلى الولايات المتحدة، وأثناء عودته إلى قريته انحرفت السيارة التي كان يسوقها عن مسارها في محلة النبي ساري واصطدمت بقوة في عمود للكهرباء، ما أدى إلى تحطّم مقدّمتها واشتعال النار بداخلها من دون أن تكتب لعبد وشقيقته أيّ فرصة للنجاة، لأنّ أحداً لم يكن أو يمرّ في تلك المحلّة وكان مصيرهما أن يموتا احتراقاً قبل وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان.

الخبر وقع كالصاعقة على مدينة بنت جبيل، حيث عرف عبد في البلدة بالشخص "الشغيل" المحبّ للعمل والحياة، فهو كان المسؤول عن عائلته بعد وفاة والده قبل نحو 3 سنوات، فيما كانت زينب غنوجة المنزل فهي الوحيدة بين إخوتها الثلاثة، وقد توقفت عن إكمال دراستها وبدأت بالعمل في محالّ الثياب في البلدة لمساعدة العائلة.

العائلة المفجوعة بفقدان اثنين من أفرادها لم تستوعب بعد هول المصيبة، فيشير قاسم بيضون ابن عم العائلة إلى أنّ أحداً لم يكن ليتوقع هذه الخاتمة الحزينة، فعبد كان يجهز نفسه للسفر إلى الولايات المتحدة لإكمال حياته والابتعاد من الحياة الصعبة التي عاناها في لبنان، فقد عمل في طلي الجدران وبعض الأعمال الأخرى ليتمكن من إعانة عائلته. ورغم صغر سنه (23 عاماً) كان يعمل كرجل يبلغ من العمر 40 سنة وقد امتلك خبرة من هذه الحياة لا يمتلكها أبناء جيله.

وعن حال خطيبته فاطمة بعد سماعها الخبر، أكد قاسم أنه "كانت هناك محاولات عديدة للتواصل معها ولكن على ما يبدو أنها لم تصل بعد إلى موطنها نظراً لبعد المسافة ما بين لبنان والولايات المتحدة، وهي لن تتمكن من توديعه ثانية، إذ سيتم الدفن بعد قليل"، منتقداً غياب الدولة عن إصلاح طريق حصدت العديد من الضحايا في السنوات الأخيرة دون أن يحاول أحد من المسؤولين إصلاح "طريق الموت، فالقرية قبل نحو ثلاث سنوات فقدت أحد أساتذتها وابنته على الطريق نفسها وفي المكان نفسه".

وبحسب قاصدي تلك "المصيدة"، فبعدما يسلك الشخص الطريق السريعة يفاجأ بأنها ليست معبّدة بالطريقة عينها، فتجنح السيارة بعد السرعة الزائدة على "الأوتوستراد"، وبسبب غياب الإنارة يسقط عدد من القتلى والجرحى دون أيّ تحرّك يذكر للبلديات المعنية أو اتحاد بلديات ساحل الزهراني.

2017-10-12

دلالات: