الرئيسية / أخبار لبنان /النهار: الحسم على مشارف المواجهة الأخيرة

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: الحسم على مشارف المواجهة الأخيرة

النهار: الحسم على مشارف المواجهة الأخيرة

 

 أضفت الجولة الميدانية التي قام بها أمس رئيس الوزراء سعد الحريري على محاور جبهة جرود رأس بعلبك والقاع المحررة ومعاينة البقعة الاخيرة التي يتمركز فيها مسلحو "داعش" ويستعد الجيش لحسمها، بعداً بارزاً على المرحلة الاخيرة من المعركة اذ ابرزت ذروة الدعم الحكومي للجيش في مهمته وهو الامر الذي شاء الحريري تظهيره بقوة. ذلك ان زيارته جاءت في اليوم الخامس من عملية "فجر الجرود" ووقت كانت الاجراءات العسكرية تتركز على اعادة انتشار عسكرية ميدانية تهيئ لانجاز المرحلة الحاسمة النهائية من تحرير بقعة تبلغ مساحتها نحو 20 كيلومتراً مربعاً يتحصن فيها مسلحو "داعش".

وجال الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون على ثكنة رأس بعلبك ومحاور الجرود انتهاء بعرسال. وأكد من رأس بعلبك ان "كل الحكومة تقف خلف الجيش البطل الذي يقوم بمهمة صعبة". ووصف المعركة الجارية بأنها "معركة وطنية باعلى مستوى ولدينا شهداء سقطوا ورووا بدمائهم الارض لحماية البلد ليعيش اللبناني بحرية واستقرار وأمن". وقال: "هذا الجيش يرفع رأسنا ونحن نريد له ان يقوى والحكومة ستستثمر فيه لاننا نريد الدولة وحدها ان تقوم بالمهمات الامنية وسنكمل المشوار". وحرص على شكر قائد الجيش "الذي وعد ووفى لهذا البلد".

وسط هذه الاجواء بدا واضحاً ان خصوصية الارض الجغرافية الصعبة في ما تبقى من الجرود غير المحررة في رأس بعلبك في مطربيا اضطرت وحدات الجيش المهاجمة في الجرود اعتماد تكتيكات خاصة وانجاز مرحلة اعادة تمركز وانتشار وتنفيذ استطلاع مكثف لما تبقى في يد "داعش" واستكمال فتح ثغرات اضافية امام التشريكات والتفخيخات الموجودة والتي تشكل عائقاً أمام الوحدات المهاجمة واخذ وقت اضافي بحيث يتابع فوج الهندسة في الجيش اعمال إزالة الألغام والفخاخ والنسفيات من محاور التقدم.

ويمكن القول إن معركة فاصلة ستجرى في الساعات المقبلة بعدما بات الجيش يحشر عناصر " داعش " في جفرافية ضيقة والمساحة الضيقة قد تؤخر حسم المعركة لانها تشهد مواجهات اعنف وقتالا غير مسبوق نظراً الى أن الخيارات تنعدم أمام "داعش".

وقال مصدر عسكري لـ"النهار" مساء أمس إن "الجيش يعمل حاليا على تنظيف المناطق الشاسعة التي حررها وتثبيت مواقعه فيها، مع استمرار استهداف الجيب الاخير لـ"داعش" في مرطبيا حيث يتجمع الارهابيون حالياً ويتحضر الجيش لشن الهجوم الاخير لتحرير هذه البقعة التي اصبحت ساقطة عسكرياً بعد سيطرة الجيش على التلال المحيطة بها". وأوضح المصدر ان "الجيش وصل في المناطق المحررة الى الحدود اللبنانية - السورية التي تحددها خرائطه والعمل يجري حاليا على تثبيت مراكزه لمنع أي تسلل جديد الى الداخل وهذا يحتاج الى جهد لوجستي كبير لشق الطرق وتحصين المواقع". ووفق المصدر "لاقت العملية ترحيباً أجنبياً كبيراً وتحديداً من الجانب الاميركي الذي أشاد بالتحضير الدقيق الذي حصل قبل العملية وأدى الى تدمير نقاط القوة لدى "داعش" قبل الهجوم. وعبر عن دهشته لكيفية استخدام عناصر الجيش الـ"يو تي في" في التنقل في الجرود الوعرة واستخدامها في الوقت نفسه قاعدة لرشاش متوسط وسيعملون على تطوير هذه الفكرة".

الحريري وجنبلاط

واستحوذت معركة الجرود على حيز بارز من لقاء "المصالحة " الذي ضمَّ مساء في "بيت الوسط" الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في حضور الوزير غطاس خوري وتيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور. وقال جنبلاط ان "هذه الزيارة كان متفقا عليها منذ أمد طويل، لكن ظروفي الشخصية وسفري، ومن ثم سفر الشيخ سعد إلى الولايات المتحدة، أخرت هذه الزيارة، فقط لأسباب تقنية وشخصية. واليوم نجتمع لتقويم الأوضاع في البلاد، وهي أوضاع تتحسن، وهناك إنجاز بأن الجيش اللبناني حرر أكثر من ثلاثة أرباع الأرض التي كان مسيطراً عليها من قبل إرهاب "داعش" وننتظر نهاية المعركة. نعزي الجيش بشهدائه، ونتمنى للجرحى كل العافية. وهناك أمور أخرى سنناقشها مع الشيخ سعد على الصعيد الحياتي وغيره. ولا غرابة بأن أكون في بيت الوسط".

السبهان في بيروت

ووصل مساء أمس الى بيروت وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان الذي سيعقد جولة واسعة من اللقاءات والمحادثات الرسمية والسياسية. واستهل جولته مساء بلقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي شدد على "ضرورة الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها كاملة"، كما اثار موضوع اللبنانيين العاملين في دول الخليج والسعودية من منطلق "ضرورة عدم تحميلهم مسؤولية سياسات ومواقف لا يوافقون عليها".

مواجهة أممية

في غضون ذلك، أفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى أمس ان غالبية أعضاء مجلس الأمن رفضت ادخال أي تعديلات على التفويض الممنوح منذ عام 2006 للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" بموجب القرار 1701، على رغم تحذير المندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي من أن الوضع في الجنوب "صار أخطر بكثير" بسبب ما سمته "المخزونات غير المشروعة من أسلحة حزب الله".

وعشية التجديد المتوقع لمدة سنة واحدة اضافية لـ"اليونيفيل" قبل انتهاء تفويضها الراهن في نهاية آب الجاري، عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة أمس حول ملف التمديد لـ"اليونيفيل". وأبلغ ديبلوماسي حضر الجلسة "النهار" أن "تباينات واضحة ظهرت بين الدول الخمس الدائمة العضوية" حول بعض عناصر مشروع القرار الذي تكتبه فرنسا، بصفتها الراعية لملف لبنان في مجلس الأمن. وأوضح أن "الجو كان متوتراً بسبب الضغوط من الولايات المتحدة، وهذا ما عكسته نائبة المندوبة الأميركية ميشال سيسون التي ركزت على تطبيق القرار 1701 الذي ينتهكه حزب الله بسبب وجوده المسلح وأسلحته في منطقة عمليات القوة الدولية"، مطالبة بأن "تفيد اليونيفيل بواسطة تقارير دورية عن انتهاكات حزب الله غير المشروعة للقرار". ونبهها أعضاء آخرون الى "وجود انتهاكات يومية من اسرائيل للقرار عبر استمرار احتلالها شمال الغجر ومنطقة محاذية لها شمال الخط الأزرق والطلعات اليومية للطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية".

وفهم أن "فرنسا رفضت أيضاً أي تعديل على تفويض اليونيفيل القوي أصلاً". بيد أنها "بدت منفتحة على ادخال لغة في ديباجة مشروع القرار تشير الى ضرورة تحسين وسائل اليونيفيل لتطبيق التفويض الممنوح لها منذ عام 2006. ولم تبد الديبلوماسية الفرنسية حماسة لذكر حزب الله بالإسم حتى في ديباجة القرار، على رغم رغبة الأميركيين في ذلك".

وحيال هذه التباينات واستمرار الضغوط الأميركية والإسرائيلية، قالت القائمة بأعمال البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة آن غوغن أن "فرنسا لا تريد أي تعديل في التفويض الممنوح لليونيفيل ولا تريد أي اخلال بتوازن القرار 1701". وصرحت للصحافيين أيضاً بأن "اليونيفيل تضطلع بدور حاسم لاستقرار جنوب لبنان وفي سياق اقليمي عصيب للغاية، برهنت أثرها على الإستقرار وفي بيئة هشة ومعقدة ومضطربة".

وبالتزامن مع الجلسة، قالت هايلي في بيان أنه "كان يفترض أن تنشر ("اليونيفيل") في الجنوب للتأكد من أن حزب الله لم يعد يستخدم هذه الأراضي لتخزين الأسلحة التي يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة"، مشيرة الى أن "حزب الله يتبجح اليوم علناً بمخزونه غير المشروع من الأسلحة ويهدد علناً بتدمير إسرائيل". وأضافت أن هذه القوة "لديها مهمة حيوية"، آسفة لأنها "لا تنفذ مهمتها بقوة، والوضع الأمني في جنوب لبنان صار أكثر خطورة". غير أن المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا رفض ادخال أي تعديلات تتعلق بدور "اليونيفيل" في مراقبة الإنتهاكات للقرار 1701.

2017-08-24