جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار صيدا / بالصور: إستقبال حاشد في باحة القصر البلدي في صيدا للبطريرك العبسي بحضور شخصيات رسمية وروحية إسلامية ومسيحية والسعودي قدم له درعا تقديريا
غسان الزعتري ورئيفة الملاح / إعلام بلدية صيدا
أقامت بلدية صيدا محطة إستقبال شعبية ورسمية لغبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك يوسف العبسي الكلي الطوبى لمناسبة زيارته الراعوية الأولى إلى المدينة حيث وصلها عصر اليوم السبت وكان في إستقباله في باحة القصر البلدي إلى جانب رئيس البلدية المهندس محمد السعودي ونائبه الأستاذ إبراهيم البساط وأعضاء المجلس البلدي : النواب بهية الحريري ود.ميشال موسى ود.سليم خوري وممثل النائب د.أسامة سعد السيد عبدالرحمن الانصاري والدكتور عبدالرحمن البزري، والمطارنة إيلي بشارة الحداد والياس الكفوري ومارون العمار وإدوار ضاهر ورئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأرشمندريت عبدو أبوكسم ، وممثل مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان الشيخ إبراهيم الديماسي ، وممثل مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، ولجنة مطرانية الروم الكاثوليك الأب جهاد فرنسيس والأب سليمان وهبي والمحامي ميشال طعمة والمختار إيلي الجيز، وممثل محافظ الجنوب منصور ضو امين سر المحافظة نقولا بو ضاهر، عضو المجلس الأعلى للروم الكاثوليك طوني طعمة، السفير عبدالمولى الصلح، نائب رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني المهندس رئيف يونان ورؤساء بلديات في صيدا والزهراني وقرى شرق صيدا وجزين ، وفاعليات وشخصيات مختلفة وحشد كبير من أبناء المدينة والجوار.
السعودي
بداية النشيد الوطني عزفته الفرقة الموسيقية لكشافة الجراح ، ثم كلمة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الذي قال فيها:
منذ حوالي الفي عام ، في مدينة صيدون، وعلى مسافة قريبة من حيث نقف ، التقى رسول السيد المسيح بولس مع تلميذ السيد المسيح بطرس ، في ما يعرف اليوم باسم كاتدرائية القديس نيكولاس . من الفي عام حتى اليوم ، جاء الفتح الاسلامي الى صيدا، ومن بعدها الحروب الصليبية ومن بعدها الحكم الاسلامي مجددا حنى هذا اليوم
كل هذا التاريخ من التقلبات التي مرت على صيدا، لكن الثابت الوحيد الذي تقف شاهدة عليه كنائسها ومساجدها، هو انها مدينة العيش المشترك ، التي لم يلغ احد احدا فيها على مر العصور ، هذه الخاصية هي التي جعلت من صيدا اليوم محور القرى المحيطة بها، وصلة الوصل بين كافة الاديان وحنى المذاهب
ولأنها كذلك تسقبل اليوم بكل حفاوة غبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي الطوباوي الذي يحل ضيفا عزيزا على مدينته واهله في صيدا .
غبطته من مواليد سوريا دمشق ، سوري الهوى والهوية، وكذلك لبناني الهوى والهوية ، تجاوز برسالته الحدود كما السيد المسيح الفلسطيني الهوية، لان رساله الانسانية التي حملها كل انبياء الله وكان اخرهم سيدنا محمد (ص) لم تفرق ابدا بين انسان واخر .
لذلك نستمد من وجود غبطته ، ي هذا اليوم من ايام شهر رمضان المبارك الحافز الى ان نتوحد جميعا مسلمين ومسيحيين على اختلاف جنسياتنا، لنؤكد بالدرجة الاولى على وحدة قضيتنا في فلسطين وسط ما يحصل من انتهاكات وتهديد للمقدسات ولهوية القدس ، ولنؤكد على واجبنا في دعم اخواننا الفلسطينيين والسوريين وسط المحن التي تمر لها اقطارهم وسواء كانوا في مناطق النزاع او ضيوفا اعزاء في بلدنا
نستمد من سماحة الرسالات السماوية تكريس ثقافة ان نعيش سويا كما ورد في القرآن الكريم على كلمة سواء ان لا تعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ، لكي لا يكون العيش المشترك مجرد موضوع فولوكلوري بل ثقافة نمارسها بشكل طبيعي في كل يوم من حياتنا .
غبطة البطريرك يوسف العبسي ، باسمي وباسم مدينة صيدا ارحب بك في مدينتك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البطريرك العبسي
ثم ألقى البطريرك العبسي كلمته فقال:
أحيّي وأشكر أخي سيادة المطران إيلي حدّاد راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر الموقّر على دعوتي إلى زيارة هذه الأبرشيّة العامرة وعلى الإشراف بمحبّة أخويّة فائقة على برنامجها وتنظيمها. أحيّي وأشكر السيّد محمّد السعوديّ رئيس بلديّة صيدا المحترم على كلمته الترحيبيّة الحارّة وعلى استقباله الودّيّ. أحيّي وأشكر سماحة المفتي سليم سوسن وسماحة المفتي محمّد عسيران، والسادة المطارنة إلياس الكفوري ومارون عمّار، والرؤساء والرئيسات العامّين والكهنة والرهبان والراهبات، ونائبي صيدا السيّدة بهيّة الحريري والسيّد أسامة سعد، والنوّاب السادة ميشال موسى وعلي عسيران وزياد أسود وسليم الخوري وإبراهيم عازر، ورؤساء اتّحاد البلديّات ورؤساء البلديّات والمخاتير، وجميع الفعاليات الحزبيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والقضائيّة، وأولادي المؤمنين أبناء الأبرشيّة، على حضوركم اليوم إلى ههنا، إلى هذه الباحة التي ترمز إلى مدينتكم الجميلة الوادعة صيدا، متكبّدين الحرّ والتعب، لاستقبالي في بوّابة الجنوب، صيدا المدينة التاريخيّة الجامعة الفاتحة ذراعيها لجميع أبنائها.
حضوركم هذا المعطَّر بأريج محبّتكم ونبل عاطفتكم وبأزاهير صيدا الطيّبة وبهواء بحرها اللطيف، يبعث في قلبي البهجة والتقدير والامتنان. هذا اللقاء الذي أردتم أن نفتتح به زيارتي غنيّ بمعانيه الوطنيّة والإنسانيّة والدينيّة، يضفي على الزيارة جوًّا صيداويًّا جنوبيًّا ويضعها في إطارها الصحيح: زيارةٌ لجميع أبناء صيدا إذ كلّ واحد منّا هو كلّ للكلّ. هذا اللقاء يعبّر أجمل تعبير عن انتمائنا أوّلاً إلى بلدنا لبنان الواحد، بلد الجمال لا في الطبيعة وحسب بل على الأخصّ في القلوب، في تلك الزهور اللبنانيّة النادرة التي تتفتّح معًا في كلّ صباح وتغفو معًا في كلّ مساء على نداء الأجراس ودعاء المآذن. تلك الزهور اللبنانيّة التي تفتخر وتفرح وتتمتّع كلّ واحدة منها بلون أختها وبعطرها وتسقيها من نداها وتظلّلها بفيئها وتحميها من عصف الرياح. أجل جمال لبنان ليس بالطبيعة ولا بالمال ولا بالأبنية ولا بما شابه ذلك، بالرغم من أهمّيّة هذه، بل جمال لبنان النادر في التوافق والتفاهم والعيش معًا لا عن غصب أو خداع بل عن رضى وصدق وقناعة.
هذا الجمال اللبنانيّ الفريد ليس جمالاً وحسب بل هو رسالة للعالم تعلن أنّ العيش معًا في وطن واحد ممكن بل هو مطلوب ولو بلغ حدّ التحدّي، ولو عكّر صفوه معكّر في بعض الأحيان، بسبب ضعفنا البشريّ، لقناعتنا بأنّ التنائي والتجافي لا يقودان إلاّ إلى الانتحار والموت إذ ينافيان إرادة الله الحيّ الواحد الذي يعبده الجميع. ويطيب لي في هذا الصدد أن أنقل إليكم مقطعًا من الرسالة التي بعث بها الفاتيكان إلى المسلمين بداعي شهر رمضان الفضيل: "إنّنا إذ نعترف بما نشترك فيه ونظهر الاحترام لاختلافاتنا المشروعة يمكننا أن نرسّخ بمزيد من الحزم أساسًا متينًا لعلاقات سلاميّة وأن ننتقل من المنافسة والمواجهة إلى التعاون الفعّال من أجل الصالح العامّ. هذا مفيد بشكل خاصّ للمحتاجين ويمكّننا جميعًا من تقديم شهادة صادقة لحبّ الله عزّ وجلّ للبشريّة جمعاء".
أمّا صيدا فهي القلب في كلّ ذلك وهي العنوان، ليس اليوم وحسب بل منذ أن كانت، وآخر شاهد هو ما نراه اليوم من عودة بعضنا إلى بعض ولو خطوة خطوة، بعد المحنة التي مررنا بها في الأحداث اللبنانيّة الأخيرة في القرن الماضي. ونرجو الله أن نكمل هذه المسيرة لأنّنا أردناها ونريدها، ولأنّ الأوطان لا تبنى إلاّ بإرادة بنيها، ونحن قد أردنا كلّنا لبنان وطنًا نهائيًّا لنا تجمعنا المواطنة.
إلاّ أنّه في حينِ ننعم نحن معًا بوطننا لا يزال إخوة لنا يعانون من الإسرائيليّين مِن الظلم والقتل في غزّة خصوصًا ومِن الظلم والتشرّد في خارج فلسطين لأنّهم يدافعون عن أرض ووطن يريدون أن ينعموا بهما كسائر شعوب الأرض. نناشد المجتمع الدوليّ وأصحاب النيّات الطيّبة أن يسعوا، ونحن معهم ساعون، لوضع حدّ لهذه المأساة الإنسانيّة التي تجاوز فاعلوها حدود الأخلاق والأعراف والمواثيق على مرأى ومسمع العالم كلّه، وإلى وضع حدّ للمأساة الكبرى بإنصاف الإخوة الفلسطينيّين في حقّ العودة وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
فيما كنت أفكّر بزيارة مدينتكم المتّكئة في السهل المتطلّعة إلى البحر شعرت بأنّني أدخل إلى أعماق التاريخ وارتسم في مخيّلتي ما شهدَته من شعوب مرّت عليها غازية ولكنّها ما استطاعت أن تنال من إرادتها في الحياة، يشهد على ذلك قلعتها الصامدة. فكانت صيدا تصحو بعد كلّ نكبة وتنهض آبية أن تموت. واليوم إذ نشهد العمران الجميل الذي يزيّنها في مختلف مرافقها نهنّئ أهلها ونهنّئ ونشكر البلدية، رئيسًا وأعضاء، على الإنجازات التي صنعوها وعلى المشاريع التي يسعون إلى إنجازها، ماشين في خطّ الأجداد والآباء، وندعو لهم بالنجاح والتوفيق من أجل ازدهار صيدا ورفاهيتها ورقيّها.
قلت القلعة الصامدة. لكنّ قلعة صيدا ما كانت قطّ لردّ الغزاة وحسب بل كانت أيضًا منصّة للإبحار في رحاب العالم ونشر الحضارات المتعدّدة التي توطّنت فيها والتي جعلت من مواطنيها أهل الانفتاح والاعتدال وقبول التنوّع، وهم الأكثر دراية بأنّ البحر يثور يومًا ويهدأ يومًا، وبأنّ المركب ينساب حينًا ويضطرب حينًا، لكن ليس من غنىً لا عن هذا ولا عن ذاك إذا أردنا النجاح في خوض البحار والبلوغَ إلى الطرف الآخر.
هذه الزيارة كان مخطّطًا لها في غير هذا الوقت. إلاّ أنّ الظروف شاءت إلاّ أن تكون في شهر رمضان الفضيل حيث تتعانق القلوب وتتآلف الأفكار. هي إصبع الله الحكيم العليم التي تخطّ الدرب وتدلّنا عليه. فنشكره وندعو إليه أن يتقبّل صيام عبيده وصلاتهم وزكاتهم وأن يكافئ جهادهم الروحيّ بغزير بركاته وأن يبلّغهم راضين شاكرين إلى الفطر السعيد.
أكرّر تحيّتي وشكري وأستودعكم الله.
درع تقديري
بعد ذلك قدم رئيس البلدية المهندس السعودي درعا تقديريا بإسم مدينة صيدا لغبطة البطريرك العبسي ، الذي رد شاكرا المبادرة التكريمية.
مسيرة باتجاه كاتدرائية مار نيقولاوس
بعد ذلك سار البطريرك العبسي والنواب والشخصيات الحاضرة مشيا على الأقدام تقدمتهم الفرقة الموسيقية لكشافة الجراح وذلك من القصر البلدي باتجاه شارع الاوقاف إلى كنيسة مار نيقولاوس لطائفة الروم الكاثوليك حيث ترأس قداسا بالمناسبة بحضور شخصيات ووفود شعبية.
2018-05-26