الرئيسية / المرأة والمجتمع /المرأة والمجتمع /التوازن في الخطبة والأعراس

الصورة عن موقع موضوع

جريدة صيدونيانيوز.نت / التوازن في الخطبة والأعراس

صيدونيا نيوزز،ت/ المرأة والمجتمع /التوازن في الخطبة والأعراس

الزواج سنة الحياة وهومن سنن الأنبياء والمرسلين ، وقد جعل الله تعالى فيه الراحة والسكن والمودة بين الزوجين ، وفي هذه الأيام طغت على مجتمعاتنا عادات كثيرة باتت تثقل كاهل الشباب وتجعلهم إما يعزفون عن الزواج - والذي هو حاجة فطرية لهم --وإما ينغمسون في الديون فلا يحسون بطعم الراحة إلا من رحم ربي ...ولهذا كانت لنا وقفة وملاحظات مع هذا الموضوع الاجتماعي المهم  منها: ....

-تنبيه أولياءالأمورعلى أهمية  تخفيف المهور، وتقديرها حسب سَعَة الخاطب؛- وخاصة المبتدئ في حياته العملية -  لأن الله تعالى لا يكلِّف نفسًا إلا ما آتاها، أو ما في وسعها، وإرشادهم إلى ما ذلك التسير من حلول البركة على بيت الأزواج.

- ويجب البعد عن الإسراف والمفاخرة، وأن يكون الاتفاق على ذلك حسب الشرع، فإنه أولى وأفضل وأنفع وأجدى مما عليه أعراف الناس اليوم، وخاصةً إذا تعارضت مع الشرع.

من ذلك: تقسيم المهر إلى مقدم ومؤخر دون ضرورة، والمبالغة في كتابة المؤخر بما لا يناسب إمكانيات الزوج أو ما يملكه.

 

- فالمهر هو هدية الرجل لزوجته حسب استطاعته، وهو شرط من شروط صحة عقد النكاح، وهو أحقُّ ما استحلَّ به الرجل زوجته، ويستحبُّ دفعُه كاملًا قبل البناء، وهو حقٌّ خالص للمرأة، بعيدًا عن المشاركة في الأثاث؛ لأن المشاركة ليست واجبةً على أهل الزوجة إلا من باب التعاون على البِرِّ والتقوى، والرجل مكلَّف بدفع المهر لزوجته، وقيامه بتجهيز منزل الزوجية حسب استطاعته وإمكانياته دون تكلُّف أو قروض أو ديون...

-  ومساعدة الأهل من الطرفين ومشاركتهم للرجل أمرٌ طيبٌ وتعاونٌ على البِرِّ والتقوى، وعلى كبار القوم أن يكونوا قدوةً في المسارعة بتخفيف المهور؛ لأن البركة في تخفيف المهور.

 

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من يُمْن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها))[1].

 

ولقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم زوَّج امرأةً على رجل فقير - ليس عنده شيء من المال - بما معه من القرآن، بعد أن أمره أن يلتمس خاتمًا ولو من حديد، فلم يجد، فقال له: ((التمس ولو خاتمًا من حديد))، ثم قال له: ((فقد زوجتكها بما معك من القرآن))[2].

 

وعلى الشباب أن يثق بموعود الله عز وجل لهم بالتماس الغِنى في النكاح، وأن يعلم عونَ الله تعالى ومعيَّته مع الشباب الذين يريدون الزواج من أجل العفاف وتكثير نسل المسلمين، ووعد الله حقٌّ؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

 

-  والنكاح من أسباب الرزق والغِنى؛ (كالاستغفار والتقوى وبرِّ الوالدين... والصدقات، وصلة الأرحام، وإتقان الأعمال، والخروج إلى العمل مبكِّرا... واتخاذ مهنة أو حرفة، وحفظ القرآن، وطلب العلم النافع، والذرية الصالحة، وتفريج كرب المكروبين... كل ذلك من أسباب زيادة الرزق).

ومن ابتغى النكاح فليعفَّ نفسه عن الحرام ليكون الله في عونُه.....

 

ومساعدة الأغنياء والأثرياء من الأقارب، ورجال الأعمال من غير الأقارب الشباب على الزواج - أمر محمود وواجب شرعي، وفيه من الأجر العظيم ما الله به عليم.

 

- الوليمة:

وهي سنَّة مستحبَّة مؤكَّدة للمتزوِّج لمن تزوَّج بما تيسَّر، وبدون كلفة، وتكون عند العرس أو بعده، لا عند العقد.

لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: «أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بها - أي: زينت بنت جحش - عروسًا، فدعا القوم فأصابوا من الطعام، ثم خرجوا...»[5].

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: ((بارك الله لك، أَوْلِمْ ولو بشاة))[6].

 

-  وينبغي ألا يُدعى إليها الأغنياءُ ويُترَك الفقراء.

عن أبي هريرة أنه كان يقول: ((بئس الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الأغنياء ويترك المساكين، فمن لم يأتِ الدَّعوة، فقد عصى اللهَ ورسوله))[7].

 

-  على من دُعِيَ إلى الوليمة أن يجيب الدعوة إحياءً للسُّنَّة، وتطييبًا للخاطر، وتوثيقًا للروابط، وإذا كان عنده عذرٌ فليعتذر منه.

عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دعي أحدُكم إلى الوليمة، فليأتها))[8]....

 

-  ولا يجوز حضور الوليمة إذا كان فيها منكرات، ولا يستطيع أن يغيِّرها.....

 

-  وإذا دعي إلى عدة ولائم يجب تلبية الأسبق، فإن كانت في وقتٍ واحد قدَّم الأقرب رحمًا، ثم الأقرب، وعند الاستواء استخار واقترع.

 

-  ويستحب الدعاء بعد الوليمة: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة))[9].

 

- والحذر من استئجار الأماكن الباهظة الثمن التي ترهق كاهل الزوج، ويقتصر على المكان ذي الثمن المعقول والمناسب، وليحذر أهل الزوجين من الرياء والمفاخرة والسمعة...

- ويستحب الدعاء للزوجين بعد العقد بهذا الدعاء:

فعن أبي هريرة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا رفَّأ الإنسان - إذا تزوَّج - قال: ((بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير))[10]....

بتصرف

....................................................................................

[1] أخرجه أحمد، ح (24478)، والحاكم في المستدرك، ح (2739)، وإسناده حسن.

[2] أخرجه البخاري: ك: النكاح، ب: (السلطان ولي)، ح (5029)، ومسلم: ك: النكاح، ب: الصداق وجواز كونه تعليم قرآن..، ح (1425).

[3] أخرجه الترمذي: أبواب فضائل الجهاد، ب: ما جاء في المجاهد والناكح والمكاتب، ح (1655)، وقال: حديث حسن، والنسائي في الكبرى، ح (4995).....

[5] أخرجه البخاري: ك: النكاح، ب: الوليمة حق، ح (5166).

[6] خرجه البخاري: ك: النكاح، ب: الدعاء للمتزوج، ح (6386)، ومسلم: ك: النكاح، ب: النكاح، ب: الصداق وجواز كونه تعليم قرآن، ح (1427).

[7] أخرجه البخاري: ك: النكاح، ب: من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله، ح (5177)، ومسلم: ك: النكاح، ب: الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، ح (1432).

[8] أخرجه البخاري: ك: النكاح، ب: حق إجابة الوليمة والدعوة، ح (5173)، ومسلم: ك: النكاح، ب: الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، ح (1429).

 

[9] أخرجه أحمد، ح (12177)، وأبو داود، ك: الأطعمة، ب: ما جاء في الدعاء لرب الطعام إذا أكل عنده، ح (3854)..

[10] أخرجه أحمد، ح (8956)، والترمذي: أبواب النكاح: النكاح، ب: ماجاء فيما يقال للمتزوج، ح (1091)، وقال: حسن صحيح، وأبو داود، ح (2130).





 

2018-08-05

دلالات: