صيدونيانيوز.نت/ أقلام ومقالات / زميلي بالعمل يحبني فهل أطلب الطلاق؟
قالت زميلي في العمل يبادلني نظرات أشعر فيها بإعجاب وحب، وهو أكبر منى بعشر سنوات تقريبا ومتزوج ولديه أطفال، وأنا متزوجة من سبع سنوات وعندي طفلان، وزوجي محترم ويعاملني معاملة جيدة ولكنه عصبي جدا وأحيانا يفقد أعصابه فيشتمني وفي مرة واحدة ضربني وهو كذلك قليل الكلام العاطفي فأشعر معه بالفتور في المشاعر، وكل هذه السلبيات بدأت أفكر فيها عندما بدأ زميلي بالعمل ينظر إلي نظرات الإعجاب والحب، وأنا امرأة عاطفية وأحب المدح والثناء وزميلي في العمل يعاملني معاملة مختلفة ويسعى لحل كل المشكلات التي تواجهني في العمل، وكنت أتعامل مع كل هذه المشاعر بصمت حتى جاء يوم وصارحني زميلي بإعجابه بي وبشخصيتي وعبر عن مشاعر الحب تجاهي، وهنا بدأت المشكلة عندي فصرت مضطربة وغير متوازنة وما عرفت ماذا أفعل، ولكن بدأ في شعور غريب بالميلان إليه وتحركت مشاعر الحب تجاهه، وبدأت أشعر بالذنب والتناقض بنفس الوقت، فزوجي يحبني وأنا لا أشعر بالحب تجاهه، وزميلي بالعمل يحبني وأنا أشعر بالحب تجاهه، وصرت محتارة ماذا أفعل، ففكرت بالطلاق ولكني محتارة في أمور كثيرة هل أوافق أن أكون زوجة ثانية وأنا حاليا زوجة أولى؟ وهل لو تطلقت وتزوجت زميلي سأكون سعيدة؟ وهل ما أشعر به الآن حقيقة أم وهم؟ وهل زميلي في العمل هذا صادق أم لا؟ وهل أصبر على زواج الحب فيه من طرف واحد أو أقبل بزواج أكون فيه زوجة ثانية ويكون الحب فيه من طرفين؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني فما رأيك بالموضوع؟
قلت: قبل أن أجيبك على سؤالك أحب أن أقول لك إنه مرت علي قصص كثيرة مثل قصتك، بعضهم اتخذ قرارا بالطلاق والزواج من زميل العمل، والبعض الآخر غير مكان عمله حتى ينسى الموضوع، وبعضهم عالج مشكلة الفتور تجاه الزوج والاستمرار في الحياة الزوجية، وبعضهم ضعف أمام حب زميل العمل وبدأ طريق العلاقة غير الشرعية، فالمواقف كثيرة ولكن أحب أن أقول لك معلومتين مهمتين تساعدانا في اتخاذ القرار، قالت: تفضل، قلت: المعلومة الأولى قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (ليس منا من خبب امرأة على زوجها) والتخبيب يعني إفساد علاقة المرأة بزوجها وإقناعها بطلب الطلاق من زوجها، ومعلومة ثانية مهمة وهي قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة سألت زوجها طلاقها في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)، قالت: هل أفهم من الحديثين أني لا أفكر بالطلاق والزواج من زميلي؛ لأنه يعتبر مخببا وحتى لا أحرم من الجنة؟
قلت: إن المرأة يحق لها أن تطلب الطلاق بحالات، منها تقصير الزوج بحقوقها وبنفقتها وبتأمين المسكن الشرعي لها، أو عندما يكون مستمرا بإهانتها وضربها وعدم احترامها، أو عنده مشكلة خلقية كنقص في حواسه، أو نقص بالدين كالسكر من الخمر أو الإدمان على المخدرات أو الزنا ويكون مستمرا بفعل هذه السلوكيات الخاطئة، أما لو كان زوجها يحبها ويحترمها ولم يقصر بكافة حقوقها المالية والعاطفية فلا يحق لها أن تطلب الطلاق،
قالت: إذن أفهم من كلامك أني أصرف النظر عن طلب الطلاق وعدم الالتفات إلى زميلي بالعمل، قلت: نعم هذا رأيي خاصة وأن زوجك يحبك وقد عشت معه سبع سنوات وعندك منه أطفال، وزميلك بالعمل لا تعرفينه جيدا وستكونين زوجة ثانية فأنت ستعيشين مع نصف زوج، وكونك تشاهدينه كل يوم بالعمل فطبيعي تحصل الألفة بينكما ولا يعني هذا نجاح الزواج، فأنت تختلطين معه كل يوم 8 ساعات وبالشهر 1760 ساعة، يعنى في السنة تعيشين معه 74 يوما، فطبيعي تحصل ألفة بينكما ولكن هذا لا يعني نجاح الزواج لو قبلت بالزواج منه! فلا تغرك العواطف المزيفة والمؤقتة وتعتقدين أنها سر سعادتك الدائمة، هذا بالإضافة إلى آثار الطلاق على نفسك وأولادك ففكري جيدا ولا تكوني متهورة، قالت: شكرا لك وسأتريث بالأمر.
2019-11-20