Sidonianews.net
----------------------
بقلم : خليل ابراهيم المتبولي
أمام ما يمر به الوطن العربي من مآسٍ وأزمات ، وتكتلات إقليمية ودولية سواء اقتصادية أو سياسية ، إلا أنه استطاع أن يوحّد الصف ويتضامن ويتكاتف ويفرح بفوز المنتخب المغربي بتأهله للدور النصف النهائي في بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر .
إنّ الشعوب في الأوطان العربية تريد أن تتوحّد وتتحرّر ، وتكون أمة واحدة بعكس حكّامها ، ما شاهدناه في الدول العربية بعد فوز المنتخب المغربي على البرتغال من احتفالات كبيرة وصاخبة ليس سوى دليل على الفرح الواحد بينهما ، الفرح بتجدد الحياة واستمرارها ، والذي يساعد الإنسان على أن يكون أكثر بهجة ، إنها لحظة الإنسجام بالهدف ومع الهدف ، وكأنه انتصارٌ على الأعداء ، الهدف الذي أثلج صدور العرب كلهم ، وجعلهم يعيشون نشوةَ انتصارٍ عامّة ، وفوز ًا بالهوية العربية .
ما فعله المنتخب المغربي في هذه البطولة ليس سوى صحوة عربية لما تؤول إليه البلاد العربية من تشتت ودمار وخراب وتشرذم ، ودعوة إلى التحرّر والتحرير من الهيمنة والسيطرة والعبودية والقمع والتحكّم بالمصائر ، كما عمل على حثّ المشجعين على رفع علم فلسطين عاليًا في المدرّجات وبين اللاعبين في الملاعب ، وتذكير العالم بهذه القضية المركزية، وبأنّ فلسطين عربيةٌ رغم أنف كل مَن يريد أن يبيعها ويجعلها نسيًا منسيًّا .
إنّ ما فعله اللاعب المغربي هو أنه نزع عن بصره وبصيرته غشاوة قوة اللاعب الأجنبي والغربي ، وحرّر نفسه من العُقد والتعقيدات والمفاهيم المتآكلة والخاطئة حيال اللاعب الأجنبي ، ووضع ذاته من جديد في مدرسةالكرة العربيةالصرفة ، حتى أوجد حقيقة واضحة للّعب واللّاعب العربي ، بالإضافة إلى ذلك أضاء على اللُّحمة والتعاطف الأسري ، وعلى أهمية دور العائلة في مشوار أي لاعب .
في الختام ، إنّ ما فعله المنتخب المغربي هو أنه أجّج في النفوس دور الوحدة العربية والتحرّر ، والوقوف صفًا واحدًا أمام القضايا العربية الكبرى ، وانتصارًا للحق العربي .
------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان والعالم / خليل المتبولي : يا لمنتخب المغرب !
2022-12-12