Sidonianews.net
------------
الديار
بالامس كان يوما اسود على بيئة المقاومة في لبنان وجمهورها في الخارج . ليس فقط بسبب العدوان الوحشي على لبنان , بل لفقدان القامة الكبيرة للشهيد القائد السيد حسن نصرالله بعد ان تم زفه شهيدا , وهذا ما كان لا يتوقعة احبائه ومؤيدوه فجاء خبر استشهادة كالصاعقة على عقول وقلوب محبيه في جميع اراضي المعمورة. نعاه حزب الله ظهر امس ببيان انتهت معه مسيرة الشهيد القائد بعد مسيرة طويلة من الجهاد . وقد قال الحزب في بيانه هذة الكلمات التي اوجعت ولم تشف. "سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح السيد حسن نصرالله، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء".
اليكم مسيرة الشهيد القائد السيد حسن نصر الله:
في بداية شبابه
كانت ولادة الشهيد السيد نصر الله وسكنه في حي "الكرنتينا"، أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية لبيروت، وهو الأكبر سناً في العائلة المكوّنة من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات. وهناك تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة "الثانوية التربوية" في منطقة سن الفيل.
عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في نيسان عام 1975 عادت عائلته إلى البازورية، حيث واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من صغر سنّه تم تعيينه مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية في حركة أمل.[١]
الدراسة الحوزوية
أبدى الشهيد السيد نصر الله منذ حداثته اهتماماً خاصاً بالدراسة الدينية متأثراً بالإمام السيد موسى الصدر. وحين انتقل الى الجنوب عام 1976 أخذ السيد نصر الله يؤم مسجد صور حيث تعرف الى العلامة السيد محمد الغروي الذي انتدبه الإمام الصدر ليحل محله في صور، وفاتحه برغبته في الذهاب الى الحوزة العلمية في النجف، فشجعه وسهل له الطريق وحمّله "رسالة توصية" الى السيد محمد باقر الصدر الذي كانت تجمعه به صداقة قوية، وهكذا كان.
وكان الشهيد السيد حسن نصر الله. توجّه في أواخر سنة 1976 إلى النجف الاشرف، وهناك تعرّف على الشهيد السيد محمد باقر الصدر، الذي كلّف الشهيد السيد عباس الموسوي بتولي أموره العلمية هناك.
عاد السيد حسن إلى لبنان سنة 1978م، وقد أكمل دراسته وتدريسه للعلوم الإسلامية في حوزة الإمام المنتظر وفي سنة 1982 بدأ الاجتياح الصهيوني للبنان، وشهدت مدينة بعلبك تأسيس حزب الله، وتولى السيد مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه.
في 16 شباط 1992، تم إنتخابه بالإجماع من قبَل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله، خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي، الذي اغتالته القوات الاسرائيلية.
وقد تصاعد الخط البياني لعمليات المقاومة كمّاً ونوعاً خلال تولّيه الامانه العامة للحزب، إلى أن تم التحرير سنة 2000م. وفي تموز 2006م برز دور السيد نصر الله في الحرب التي شنّها الكيان الصهيوني ضد لبنان، والتي لم يستطع الكيان تحقيق أهدافها، وخسر كثيراً من جنوده وضبّاطه فيها.
الشهيد السيد نصر الله
في النجف الأشرف
عندما وصل الى النجف، كان يحمل "رسالة التوصية"، والتقى مجموعة من طلاب الحوزة اللبنانيين طالباً ان يرافقه احدهم لتسليم السيد الصدر الرسالة، فكان أن عرفوه الى السيد عباس الموسوي الذي تربطه صلة وثيقة بالمرجع الديني. وعندما استلم الشهيد الصدر الرسالة، سأل السيد نصر الله اذا كان معه مال، فرد السيد نصر الله: "لا املك شيئاً". فالتفت الى السيد الموسوي قائلاً: "دروسه وتحصيله العلمي وغرفته ومتابعته هي أمور من اهتمامك"، ومدّه بالمال لشراء الحاجات للشاب حسن من ثياب وكتب وتأمين مصروفه الشهري.
بات السيد الموسوي يهتم بأدق التفاصيل في حياة الشاب الصغير. أمّن له غرفة في الحوزة العلمية قريبة من منزله الذي يقطنه وأسرته. فالمتزوجون تخصص لهم منازل، أما العازبون فيتقاسم كل اثنين او ثلاثة منهم غرفة مشتركة، ويحظى كل طالب بمخصص مالي زهيد. تكفل السيد الموسوي تدريس الشهيد السيد نصر الله ضمن مجموعة طلاب متقاربي الاعمار، وكان الموسوي جدياً وحازماً في تدريس طلابه، فاستطاعوا أن ينجزوا في عامين ما يحتاج طلاب الحوزة عادة الى إنجازه في خمسة أعوام، إذ لم تكن تلك المجموعة تستفيد من العطل المقررة في شهر رمضان المبارك وموسم الحج ولا العطل الاسبوعية. فتحولت الايام كلها متشابهة يطغى عليها التحصيل العلمي المتواصل من دون انقطاع ولا راحة.
أنهى الشهيد السيد نصر الله عام 1978 درس "المقدّمات" بتفوق، وكان حريصاً على طلب العلم بجد كي لا يخذل أستاذه الذي بات صديقاً. ولكن في ذلك العام ازدادت مضايقات النظام العراقي لطلبة الحوزة ووصلت الى طرد العديد منهم من جنسيات مختلفة.[٢]
العودة إلى لبنان
أخذ النظام العراقي، مع نشوب الحرب اللبنانية، يوجه اتهامات شتى الى الطلاب اللبنانيين تارة بانتمائهم الى حركة "أمل" وحزب "البعث" السوري والمخابرات السورية، وطوراً الى حزب "الدعوة" حتى عمد الى طردهم بعدما اعتقل بعضهم أشهراً. وكان الشهيد السيد نصر الله خارج الحوزة ساعة الدهم، ولما عاد وجد أن رفاقه اعتقلوا، فغادر فوراً محافظة النجف إلى محافظة أخرى، ونجح في العودة الى لبنان سالماً.
طموحه اكمال علمه
كان طموح الشهيد السيد نصر الله إكمال علومه الدينية، وتحقق ذلك بعدما أسس السيد عباس الموسوي ومجموعة من العلماء الاساتذة حوزة المنتظر (ع) في بعلبك. وبدأ الشهيد السيد نصر الله تدريس المرحلة الاولى ودراسة المراحل المتقدمة، دون أن يترك نشاطه السياسي والجهادي.
العمل المقاوم1992
الموسوي كان يكلفه بمهام دقيقة
في 16 شباط 1992 اغتالت قوات الاحتلال السيد الموسوي، فاجتمعت "شورى القرار" واختارت السيد نصر الله أميناً عاماً، على الرغم من صغر سنه من بين أعضاء الشورى.
رأت القيادة أن السيد نصر الله كان القدر على إدارة حزب الله والمقاومة، في وقت كانت الظروف الداخلية السياسية والأمنية فائقة الحساسية، وكان يمتاز بمواصفات فريدة وكاريزما قيادية مميزة، فضلاً عن التصاقه بقواعد الحزب ومعايشته التطورات الميدانية وملامسته الأوضاع على الأرض، هذا إلى جانب أنه كان يشكل ثقة أعضاء القيادة والسيد الشهيد عباس الموسوي على وجه الخصوص.
و خلال تولّي السيد الموسوي الأمانة العامة، كان يكلّف الشهيد السيد نصر الله تمثيله في الاحتفالات والمهرجانات واللقاءات الحزبية، في حين أن هذه الأمور تنظيمياً تقع ضمن مسؤولية الأمين العام الذي يتوجب عليه التصدّر لمواقع القرار والخطاب السياسي، وحدث أن وجه الشهيد السيد نصر الله سؤالاً للسيد الموسوي عن سبب تكليفه بهذه المهام، فكان جواب السيد الموسوي: "أنت أهل لذلك، أما أنا فإن المسألة عندي لن تطول..".
تسلم القيادة وحقق انتصارات
تاريخية ضد العدو
ويقال انه في تلك المرحلة لم يكن يفهم معنى كلمة السيد الموسوي إلا بعد فترة وجيزة، حين جاء تاريخ 16 شباط 1992 يوم استشهاد السيد الموسوي مع زوجته وطفله حسين. رفض الشهيد السيد نصر الله انتخابه لأنه كان يبلغ من العمر 32 عاماً وأصغرهم سناً، لكنهم أصروا فاستجاب وأكمل ولاية السيد الشهيد التي انتهت عام 1993 ليعاد انتخابه عدّة مرات إلى ان استشهد. قامت المقاومة الاسلامية خلال تولّي الشهيد السيد نصر الله الامانة العامة للحزب عدداً من المواجهات البطولية مع جيش الاحتلال، كان أبرزها حرب "تصفية الحساب" في تموز 1993، وحرب "عناقيد الغضب في نيسان 1996، مروراً إلى الإنجاز التاريخي الكبير 25 أيار عام 2000م المتمثل بتحرير القسم الأكبر من الاراضي اللبنانية، وصولاً إلى الانتصار التاريخي والاستراتجي في العام 2006.
خاض غمار السياسة
والعمل النيابي والوزاري
وخاض حزب الله تحت قيادة الشهيد السيد نصر الله غمار الحياة السياسية الداخلية في لبنان بشكل واسع، وشارك في الانتخابات النيابية عام 1992، وهي أول انتخابات نيابية تجري بعد انتهاء الحرب الاهلية في لبنان، فحقّق فوزاً مهماً تمثل بإيصال 12 نائباً من اعضائه الى البرلمان اللبناني، مشكّلاً بذلك كتلة الوفاء للمقاومة، كما خاض حزب الله في عهده غمار العمل الوزاري عام 2005م حيث شارك في الحكومة بوزيرين هما الدكتور طراد حمادة والحاج محمد فنيش.
ادى دورا مميزا
في الوفاق الوطني
كان له مواقف سياسية وجهادية بارزة طيلة الفترة من عام 2000م – 2006م أبرزها تحرير الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم (الشيخ عبد الكريم عبيد – الحاج مصطفى الديراني) . أدى دوراً متميزاً فى الوفاق الوطني اللبناني إثر اغتيال رفيق الحريري يوم 14/2/2005 ، واستطاع أن يفرغ القرارات الدولية الأمريكية التي صدرت ضد الحزب وسلاحه (وعلى رأسها القرار 1559) من مضامينها.
قدم ولده هادي
شهيدا على الحدود
في 12 ايلول 1997 رصدت المقاومة تحركا لقوة اسرائيلية ضمن نطاق الجبل الرفيع في إقليم التفاح فدخلت مجموعات بينها مجموعة تضم الشهيد هادي نصر الله الى المنطقة لنصب كمين للقوة الاسرائيلية، واشتبكت معها طويلاً مسقطة اربعة قتلى والعديد من الاصابات، وباشرت مجموعة المقاومين انسحابها دون اصابات. وسارع العدو بزَجّ الطيران المروحي وقواته البرية الأخرى مما استدعى مواجهات اضافية وقد اصيب في هذا الوقت السيد هادي اصابتين في خاصرته وعنقه. واسر العدو جثمانه الطاهر، وقد استشهد معه المجاهدان هيثم مغنية وعلي كوثراني.
وفي حزيران 1998، أعيد جثمان الشهيد هادي نصر الله من الأراضي المحتلة في عملية تبادل قام بها العدو مع حزب الله
تأثير شخصية السيد نصرالله
على المجتمع الإسرائيلي والعربي
كان لكلام السيد حسن نصر الله عند الصهاينة وقعه وقوة تأثيره بعد أن جرّبوه، لذلك كانوا يسارعون إلى قراءة تفاصيله بدقة وعناية، ويعملون على تفكيك رموزه، وتتابع المؤسسات الفكرية والعلمية والسياسية والمخابراتية والعسكرية والنفسية الصهيونية كلّ حرف وحركة وجملة جاءت على لسان السيد نصر الله.
وعلى سبيل المثال نجد أن خطابات الشهيد السيد حسن نصر الله تلاقي الصدى الكبير عند العدو، الذي كان يسارع إلى فتح باب قراءتها وتحليلها والاستفادة منها، ومعرفة فك رموزها وما هو خلف عباراتها، ومناقشتها في وسائله الإعلامية، فالعدو هنا لا يتعامل مع الشهيد السيد كما يتعامل مع غالبية حكام العرب من حيث عدم المصداقية وعدم الوعي السياسي، بينما مع السيد الأمور مغايرة، وحساسية البوح تختلف كلياً وذلك لأهمية المتحدث وخطورة ما سيؤول إلى المتلقي من تداعيات ما بعد الخطاب وخلاله، فالعدو يدرك خطورة ما سيقوله السيد، ويخاف من كلّ جديد يطرحه في تهديداته ومواقفه وردوده.
استبيانات حول شخصيته
وفي حرب تموز 2006 أجرت وسائل الإعلام الصهيونية استبيانات تؤكد أنّ 85 من الصهاينة يصدّق ما يقوله السيد نصر الله، ولا يصدّق كلام حكامهم وقادتهم، وأيضاً أجريت عشرات الاستبيانات والاحصائيات في مصر وتونس والمغرب وبلاد الخليج ودول اوروبية وفي اميركا دراسات حوله كأهم شخصية قيادية عربية صادقة فكانت النتيجة لصالح السيد، رغم انّ السلطات الحاكمة في كلّ مرة تتدخل لوضع رئيسها في المرتبة الأول.
----------
الديار : سيد المقاومة الأمين المحبوب القائد حسن نصر الله شهيدا : | في مسيرته الذاتية: كان الشخصية القيادية الاكثر حكمة وصدقا في العالم العربي بحسب الاستبيانات التي اجريت حول فكره
2024-09-29