الرئيسية / أخبار لبنان /ما لا تعرفونه عن لارا الحريري... امرأة حديد وقلعة الشيخ سعد القويّة

(الصورة عن النهار)

جريدة صيدونيانيوز.نت / ما لا تعرفونه عن لارا الحريري... امرأة حديد وقلعة الشيخ سعد القويّة

ما لا تعرفونه عن لارا الحريري... امرأة حديد وقلعة الشيخ سعد القويّة

 

إسراء حسن  المصدر: "النهار"

البحث عن معلومة عن لارا العظم الحريري، زوجة رئيس الحكومة سعد الحريري، يشبه إلى حدّ كبير شخصيتها. اختارت هذه السيدة الابتعاد في شكل حاسم عن الأضواء، على عكس زوجها الذي دخل المعترك السياسي والاجتماعي بأوسع مجالاته بعد اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

قد تكون أول زوجة رئيس حكومة لبنانية تختار الابتعاد عن الصالونات النسائية السياسية والاجتماعية كافة. تقفّي المعلومات عن لارا عبر الانترنت يشبه البحث عن بئر وسط صحراء قاحلة، حتى من هم داخل الدائرة المغلقة للرئيس الحريري يعلمون القليل عنها. من هي صاحبة الشخصية المحافظة؟

لارا هي ابنة بشير العظم، أحد أهم المقاولين السوريين ورجال الأعمال الذين هجروا #سوريا منذ أكثر من أربعين عاماً واستقروا في السعودية. ولدت في المملكة ونشأت في بيئة متشرّبة حياة تجمع البيئتين السورية والسعودية العتيقة. من سنحت له فرصة لقاء لارا شكّل انطباعاً عنها بأنها صاحبة شخصية بسيطة، هادئة، متواضعة، قوية والأهم ربّة منزل تهمها العائلة وتنفّرها الاضواء.

منذ أن قرر الرئيس الحريري متابعة خطى والده وإكمال المسيرة في العام 2005، وضعت لارا العائلة أمامها كأولوية واختارت البقاء في السعودية حفاظاً على سلامة ولديها حسام ولولوة اللذين كانا صغيرين قبل ولادة عبد العزيز. وفي ظل عمليات الاغتيال التي كانت تهدد السياسيين، جاء القرار المشترك بينها وبين الحريري في تأمين سلامة العائلة قبل أي شيء، في ظل استحالة ايجاد مدرسة في لبنان تضمن سلامة الأولاد وحصولهم على فرصة تعليم في ظروف طبيعية.

مهمّة صعبة تولّتها لارا في تلك الحقبة المتوترة التي كان يمرّ بها لبنان، وباعتراف الحريري الذي وصفها في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" في العام 2006 بـ"الصابرة وحاملة الهم الأكبر"، يقول: "أسمح لنفسي بأن أحيي زوجتي التي تتحمل الكثير من الأعباء نتيجة قراري. نحن عائلة صغيرة والوالد علّمنا وحثنا دائماً على التواصل مع بعضنا البعض. وزوجتي لها الفضل الكبير علي لأنها استطاعت ان تمسك بالبيت الذي تعرض لزلزال كبير".

من يراقب المرحلة السياسية الصعبة التي مرّ بها الحريري، لا يمكنه اغفال حقيقة الدور الذي لعبته لارا، خصوصاً خلال اقامة الحريري في الرياض فترة طويلة بسبب وضعه الامني، حينها كانت لارا اشبه بمدماك لزوجها وأمّنت له بيئة داخل المنزله تريحه. هي السيدة التي يصفها البعض بـ"ست البيت".

كلها أسباب ساهمت في ابتعاد هذه الشخصية عن المجتمع اللبناني، لكنّ البعض يرى ان هذا الابتعاد حفظ لها مكانة خاصّة بعيدة من أجواء الصالونات اللبنانية، وهو ما يبرر قلّة صداقاتها في لبنان وانحسارها ضمن البيئة السعودية وتحديداً في عائلتها المقيمة وبعض الأفراد من عائلة آل الحريري.

وبحسب المحيطين بالرئيس الحريري، يؤكدون أنّ لارا تعرف كل الفريق المحيط بزوجها، إلا أنها تبتعد من الظهور في جلساتهم ولقاءاتهم سواء في باريس تزامناً مع قضائها إجازة عائلية أو في مكان إقامتها في السعودية.

وبحسب المعلومات المتداولة في الدائرة المغلقة، هناك من يقول أنّ ابتعاد لارا عن الاضواء لن يبقى طويلاً، خصوصا بعدما انهى حسام تعليمه المدرسي ويتابع تحصيله الجامعي في الولايات المتحدة الأميركية. كما يرجح ان يتغير المشهد بعد الانتخابات النيابية المقبلة ففي حال عاد انتخاب الحريري رئيساً للحكومة من جديد، في ظل وجود بيئة أمنية مستتبة، قد يسهم هذا الأمر بطمأنة لارا لجهة سلامة لولوة وعبد العزيز، وقد تعدل عن القرار المتخذ من جانبها منذ سنوات لترفع من منسوب مشاركتها في الحياة العامة بوصفها زوجة لرئيس الحكومة، وبالتالي، فإنّ الموضوع الجوهري في انغماس لارا في الحياة العامة في لبنان يكمن في توافر أجواء آمنة.

ماذا عن لارا المرأة؟

لارا أثبتت أنها امرأة صلبة، تقاسمت المتاعب التي كان يواجهها زوجها، واستطاعت رغم ابتعاده عنها أن تمسك بزمام أمور عائلتها بتمرّس، فأمّنت استقراراً عائلياً. لا بل أكثر من ذلك، أثبتت أنها امرأة عاقلة وذكية، أدركت أن حصر دائرة معارفها سيصونها ولن يجلب لها المتاعب واخبار "القيل والقال" المنتشرة كالفيروس في الصالونات الاجتماعية.

ولدى تقفّي مشاركات لارا منذ دخول الحريري المعترك السياسي عبر الانترنت، ظهرت مرافقة الحريري في العام 2010 إلى مصر حيث التقت سوزان مبارك،  زوجة الرئيس المصري حينها حسني مبارك.

وظهرت في صورة أخرى من العام عينه على مأدبة غداء في تركيا، على هامش افتتاح أعمال الملتقى العربي ـ التركي الخامس، في حضور الامين العام لجامعة الدول العربية حينها عمرو موسى والرئيس التركي رجب ديب أردوغان وعدد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين والأتراك.

كما شاركت في السعودية في أمسية إماراتية ومعرض تراثي في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض في العام 2010.

ومن الصور اللافتة لها، ظهورها إلى جانب زوجها في المستشفى بعد تعرضه لحادث في فرنسا جراء سقوطه من جبال الألب في العام 2012 وغاب حينها الحريري عن عالم "تويتر".

وأطلّت في العام 2013 بمناسبة عيد ميلاد الحريري في باريس، في حضور مستشاره حينها غطاس خوري، والنائب حينها نهاد المشنوق.

وعادت رصدت في العام 2015، في حفل زفاف شقيق الحريري بهاء الدين، إذ نشر صورة في حسابه عبر "انستغرام" من الحفل الذي أقيم في الجنوب الفرنسي أحياه الفنان عمرو دياب.

أما إطلالالتها الاعلامية اللافتة للعام الجاري والتي لم تخرج من اللباس العائلي فكانت:

- خلال حفل التخرج الثلاثين لمدارس نجد في مدينة الرياض في السعودية، حيث كان ابنها البكر حسام احد خريجيها. وقد قام الرئيس الحريري بتسليم ابنه شهادة التخرج التي نالها بتفوق.

2017-10-26